Africa news – أفريكا نيوز
آخر الاخبار الحدث حوارات و روبورطاجات

“المريض ومرافقه شريكان مهمّان لنا ودورهما فعّال إذا التزما بشروط وقوانين المستشفى”

  • رئيس مصلحة الأذن والأنف والحنجرة الأستاذ شطيبي فيصل لـ”أفريكا نيوز” :

يُعدُّ طبيب الأنف والحنجرة من الأطباء المتخصصين في تشخيص وعلاج الأمراض المتعلقة بالأذن والأنف والحنجرة وكذا الرأس والرقبة.

وبخصوص كلمة ORL التي يعرفها العام والخاص لكن لا يدرك معناها أو بالأحرى تفسيرها العلمي فكلمة (O) وتعني باللغة الفرنسية (Oto) حرف (R) يعني (Rhino) والحرف (L) يعني (Laryngologie) وهناك العديد من الأسباب التي تجعل المرضى يرغبون في رؤية طبيب الأنف والأذن والحنجرة، ولكن الأسباب الأكثر شيوعاً هي مشاكل السمع أو التهابات الأذن أو احتقان الأنف، وللحديث أكثر عن هذا الموضوع، قامت يومية أفريكانيوز بإجراء حوار صحفي مع أحد أكبر الأطباء المتخصصين في علاج وجراحة الأنف والأذن والحنجرة البروفيسور”شطيبي فيصل” رئيس مصلحة “الأذن والأنف والحنجرة” بالمؤسسة العمومية الإستشفائية للقبة بالعاصمة والذي استقبلنا استقبالا يليق بمقام المسؤولية التي يحملها على عاتقه منذ توليه رئاسة هذه المصلحة منذ قرابة 4 أشهر.

ففي وقت وجيز ووجيز جدا حقق لمصلحته ما لم تحققه مصالح أخرى بعديد المستشفيات الحكومية والخاصة، بالرغم من فتحه قاعة عمليات جديدة في ظرف 3 أشهر وإجراء 200 عملية جراحية شهريا بمعية طاقمه الطبي والشبه الطبي، إلا أن البروفيسور “فيصل شطيبي” ينظر دوما إلى الأفق فمصلحة المريض عنده أهم من كل اعتبارات أخرى بسعيه وحرصه على تجهيز المصلحة بالأجهزة المتطورة التي ستقلل من مخاطر العملية وتُجنب المريض من المشرط ولا تكلف إدارة المستشفى الضخ من ميزانيتها.

والبداية كانت بهذا السؤال التقليد

  • ما هو تعريفكم لطب الأذن والأنف والحنجرة ؟


هذا الاختصاص حديث بالمقارنة مع الجراحات العامة الأخرى وهو بالأصل واحد من اختصاصات الجراحة العامة وانفصل عنها في منتصف القرن 19، هذا الانفصال راجع إلى تقنية الاكتشاف والتشخيص من بينها المجهر الجراحي، أول من انفصل عن الجراحة العامة كان اختصاصيو الحنجرة وتبعهم اختصاصيو الأذن، أما اختصاصيو الحنجرة فكانوا يبحثون عن تقنية تساعدهم على الكشف عن الحنجرة دون تشريحها،

كل هذا كان بهدف واحد هو الكشف عن الفتحات الفيزيولوجية دون الحاجة إلى فتحها جراحيا، ونظرا لتشابه الخصائص التشريحية بين الأعضاء الثلاثة تم الاتحاد بين المختصين في الأذن والحنجرة مع نهاية القرن 19 بعدها قرروا ضم اختصاص الأنف آخذين في الاعتبار موقعه الذي يتوسط الأذن والحنجرة، لينتج في النهاية تخصص الأذن والأنف والحنجرة الذي يعتبر اختصاصا جراحيا أكثر منه طبي لكنه في الجزائر مصنف على أنه اختصاص طبي، فالأصح هو جراحة الأذن والأنف والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة.


  • لماذا أدرجت الرقبة والرأس

عندما نقول الرأس نقول المخ ولكننا لم نقم بإدراجه، لكن موقع الرأس يمثل الحدود أما الرقبة فأدرجناها بسبب خصائصها التشريحية مثلا عند تعرض الرقبة لبعض الأمراض السرطانية فإن صداها من الممكن أن يمس الخلايا اللمفاوية المتواجدة على مستوى الرقبة، وكذلك الحنجرة التي تتموقع على مستوى الرقبة.


  • ماهو العضو الأكثر شيوعا الذي يعاني منه المريض ؟

إن ما هو شائع لدى المواطنين أن طب الأذن والأنف والحنجرة مختص في الأذن، فمن الملاحظ أن المريض الذي يعاني من آلام أو التهاب وأعراض مزعجة على مستوى الأنف والحنجرة فإنه يتوجه مباشرة إلى الطبيب العام، وبعد الكشف والفحص يحوله بدوره إلى المختص في أمراض الأذن والأنف والحنجرة، بالمقابل يكون هذا الأخير الوجهة الأولى لمن يعاني من أعراض على مستوى الأذن فقط.


  • هل هناك حالات مرضية شائعة من غير الأذن والأنف والحنجرة ضمن هذا الاختصاص ؟

هناك العديد من الأمراض والإعتلالات الخبيثة التي تصيب أعضاء مختلفة من الجسم لكنها تؤثر على الأذن والأنف والحنجرة مثلا “ليمفومة بوركيت” التي تصيب التجويف “البطني” تسبب أحيانا ورما في الأنف، ومرض السل الذي يصيب الرئة قد ينتقل ليصيب الغدد اللمفاوية وتمتد أعراضها لتشمل الأنف وحتى الأذن، وهناك أمراض تصيب الجهاز المناعي على غرار “الذئبة” الذي تصل أعراضه للأذن، وحتى بعض الأورام والسرطانات التي يأخذ بسببها المريض العلاج الكيماوي وبعض الأدوية تسبب ضعفا في السمع مع مرور الوقت.


  • ما هي الحالة العمرية التي يفقد فيها الإنسان حالة السمع ؟

الفئة العمرية الأكثر شيوعا لفقدان السمع هي فئة كبار السن الذين تتراوح أعمارهم مابين “50 و60” سنة أو ما يسمى علميا “الصمم الشيخوخي”، أما طول النظر “الشيخوخي” فيبدأ من عمر أبكر في حدود 45 سنة بالمقارنة مع حاسة السمع، وللإشارة فإننا لا نقصد بضعف السمع أن المريض لا يسمع على الإطلاق وإنما عدم قدرته على صعوبة سماع الآخرين بوضوح أو ما يسمى “باضطراب وضوح السمع” ويتجلى في عدم تمكن المريض في فرز الكلمات وتحديد الحروف بدقة خصوصا عند التكلم عبر الهاتف أو عند تحدث مجموعة من الأشخاص في آن واحد عندئذ لا يستطيع المريض تفسير الكلمات بدقة ووضوح، أما الحل فيتمثل في جهاز السماعة الاصطناعية.


  • 90 بالمئة من إجمالي الأمراض التي تصيب الأذن تحتاج إلى جراحة حتى لا يلجأ المريض إلى استعمال السماعة الاصطناعية


  • ما هي نسبة علاج حالات فقدان السمع التي لا يلجأ فيها فاقده إلى استعمال السماعات الاصطناعية ؟

هناك حالات عديدة نستعين فيها بالجراحة لعلاج المريض دون الحاجة إلى استعمال السماعات الاصطناعية تمثل نسبتها 90 بالمئة من إجمالي الأمراض التي تصيب الأذن، مثل جراحة “الطبلة” ومرض “تصلب الأذن الوسطى” أو ما يسمى “تكلس العظيمات”، عند هذه الحالات المرضية يمكننا اقتراح استعمال السماعات الاصطناعية للمريض لكننا نفضل الجراحة لما تكون نسبة نجاحها عالية، لكن في بعض الحالات التي تخص كبار السن أو من لا يتحملون التخدير العام لأعراضه الجانبية فإننا نلجأ لاستعمال السماعة كحل أنسب لهذه الحالات.


  • كل هذه الإنجازات بفضل تضافر جهود كامل الكادر الطبي و إجراء 200 عملية جراحية شهريا … ليس مجرد رقم


  • ما هو عدد العمليات الجراحية التي تجرونها شهريا ؟

نجري أسبوعيا من 25 إلى 30 عملية جراحية أي ما يعادل حوالي 200 عملية جراحية شهريا، بنسبة متقاربة بين أطفال وبالغين، وتشمل العمليات جراحة كل من الأذن والأنف والحنجرة، السرطان، حالات فقدان السمع، حالات التهابات الجيوب الأنفية، بالإضافة إلى بعض العمليات ضمن اختصاصي المتمثل في جراحة “المسالك الدمعية” بواسطة المنظار، ، فرئيسة مصلحة التخدير وطاقمها التي ساعدتنا كثيرا بمعية الإدارة على توفير قاعة ثانية للعمليات بدل قاعة واحدة التي كانت متوفرة حين استلمت مهامي بهذا المستشفى في الرابع من شهر سبتمبر2024 من السنة الماضية، وكذا دكاترة مصلحة طب الأذن والأنف والحنجرة المتمثلون في البروفيسور “سفيان أوهان” والبروفيسور “ياسين أموراش”، والأستاذ المحاضر من الدرجة –أ- “أفري ياسين” والأستاذ المحاضر من الدرجة – ب- “كلكولي يوسف”، والأستاذة المساعدة الدكتورة “فنور سامية إنصاف”،

والطبيبة المختصة في الأذن والأنف والحنجرة الدكتورة “بكيس”، بالإضافة إلى 17 طالب مقيم بينهم أربعة طلبة مقيمين من جامعة الأغواط، فقبل تسلمي المهام بمستشفى القبة كنت رئيس مصلحة بمستشفى “حميدة بن عجيلة” بالأغواط وأقوم بتكوين أربعة طلبة هم طالب من السنة الثانية وطالب من السنة الثالثة وطالبين من السنة الرابعة مازالوا في إطار التكوين، فبفضل مشروع وزارة الصحة التي خلقت عقد التوأمة بين مستشفى “حميدة بن عجيلة” ومصلحة الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى القبة نقوم كل شهر بإرسال فريق طبي متخصص لإجراء عمليات جراحية وتقديم العلاج لسكان تلك المناطق لتفادي مشقة تنقلهم إلى العاصمة، ففي شهر نوفمبر المنصرم تنقلت شخصيا إلى مستشفى “حميدة بن عجيلة” بالأغواط برفقة الفريق وأجرينا حوالي 20 عملية جراحية للمرضى، وهذا الأسبوع أجرى فريقنا 35 عملية جراحية بذات المستشفى، وهذا من أجل تسهيل العلاج للمواطنين من تلك المناطق الجنوبية.


  •  مواكبة للتطور التكنولوجي، نعمل على تجهيز جميع المصالح بالأجهزة الحديثة خلال السنة الجارية


  • أنتم جراح معروف عنكم بالانضباط ودوركم المشرف للمستشفى والمهنة، كيف تقيمون أداءكم إذا كانت هناك نقائص تحد بينكم وبين أداء مهامكم؟

أطلعنا مدير مستشفى القبة على المشروع الذي يعمل على تحقيقه سنة 2025 ويخص تجهيز جميع المصالح بالأجهزة التي تنقصها، وأنا بدوري أطالب بتحديث الأجهزة التي نستخدمها في العلاج ومواكبة التطور التكنولوجي فمعظم الوسائل التي تضمها المصلحة من مجهر جراحي وجهاز الليزر وغيرها تم اقتناؤها قبل عشر سنوات أو أكثر، إن تحديث الأجهزة له فائدة كبيرة على مختلف الأصعدة فهو يبعث بالجراحة إلى حد بعيد،

خصوصا ما يتعلق بالفترة التي يقضيها المريض تحت الرعاية الطبية بالمستشفى فالمريض التي نجري له عملية جراحية عن طريق تشريحه يقضي وقتا أطول بالمستشفى مقارنة بالمريض الذي أجريت عليه الجراحة بواسطة المنظار، فالأول مكلف ماديا بين أدوية وضمادات وإطعام، والثاني تتقلص فترة مكوثه بالمستشفى ما تتقلص معها فاتورة التكاليف المادية، وتحديث الأجهزة يساهم كذلك في زيادة أمان المريض خلال العملية الجراحية لكن وجب التنويه إلى أن العقد المبرم بين الطبيب والمريض لا يقوم على أساس الشفاء لأن هذا الأمر بيد المولى عز وجل، وإنما ينص على وضع كامل الإمكانيات المتاحة وعدم ادخار أي جهد من أجل نجاح العملية، فخلافا لما يطلبه المريض منا لنجاح العملية الجراحية بنسبة 100 بالمئة فإننا لا يمكننا التصريح قطعا بشيء كهذا.


  • هل تقومون بعمليات التجميل بعد العمليات الجراحية لاسيما التي تترك أثر المشرط الوجه ؟

بالنسبة لإزالة آثار العمليات الجراحية على مستوى الوجه فإن ذلك يكون لدى أطباء التجميل المتخصصين، لكننا على العموم نحاول تفادي ترك أية آثار أو علامات للجراحة في الوجه من خلال تقنيات معينة مثل إجراء العملية في المناطق المخفية من الوجه، فجراحة الأذن نقوم بها خلف الأذن وتكون غير ظاهرة بالإضافة إلى الجراحة في آثار طي الجلد لتبدو وكأنها تجاعيد طبيعية، وبالنسبة للحالات التي من الممكن أن تترك آثارا واضحة فإننا نجري العملية الجراحية بواسطة المنظار قدر الإمكان.


  • نحن بصدد تحضير  قائمة المرضى المعنيين  بزرع القوقعة بداية من السنة الجارية  


  • أين أنتم و زرع القوقعة ؟

على حد علمي فإنه لم يتم استيراد القوقعة الاصطناعية منذ سنة 2019، ولكن من المتوقع استئناف عملية الاستيراد قريبا، حيث راسلتنا وزارة التضامن بخصوص احتياجاتنا من القوقعة الاصطناعية ونحن الآن بصدد تحضير قائمة المرضى، على أمل أن نشرع في مثل هذه العمليات سنة 2025 بحول الله.


  • الكلمة الأخيرة

أود استغلال كلمتي الأخيرة في تقديم نصيحة للمواطن لأنه يلعب دور فعال في الصحة وسيساعدنا كثيرا في عملنا إذا التزم بشروط وقوانين المستشفى، فأدعو المواطنين إلى الالتزام بمواعيد الكشف التي نحددها له وفي حالة مواجهة المريض لظروف تحول دون حضوره في الموعد المحدد ما عليه سوى الاتصال بالمستشفى أو إرسال شخص ما من أجل تغيير الموعد إلى تاريخ لاحق، عوض القدوم في يوم آخر وإرغام الطبيب على فحصه ما يثير اضطرابا في أداء المصلحة والطاقم الطبي بأكمله.

وبالحديث عن المواعيد البعيدة فإنني أقول أن الجزائر دولة بحجم قارة وتعاني من نقص في الأطباء المختصين في مجال الأذن والأنف والحنجرة خصوصا بالمناطق الجنوبية، ونحن في مستشفى القبة الذي يحتوي على قاعتين للعمليات الجراحية فقط وعلى ما لا يتعدى الـ 50 سرير نستقبل المرضى من جميع ربوع الوطن فبطبيعة الحال تكون المواعيد بعيدة مع حرصنا على منح الأولوية للحالات الاستعجالية، والوزارة بدورها قصد تخفيف الضغط على المناطق الشمالية أبرمت عقد توأمة بين عدد من مستشفيات الشمال والجنوب، لكننا نتمنى من المواطن تفهم الوضع القائم وأن يكون على يقين بأننا نعالج جميع الحالات دون استثناء.

وأدعوهم كذلك للالتزام بفترة الزيارة التي حددها قانون المستشفى من الواحدة والنصف زوالا إلى غاية الثالثة والنصف عصرا، وعدم اصطحاب الأطفال بسبب إمكانية تعرضهم للميكروبات المنتشرة في المستشفى، وتقليل الفوضى والتشويش الذي يؤثر على المريض وأداء الطبيب على حد سواء.

أطالب المواطن بالتحضر وتهيئة الجو المناسب للطبيب من أجل علاجه من خلال احترام برنامج وأوقات عمله فعلى سبيل المثال أبدأ عملي قبل الساعة الثامنة صباحا لأقدم تعليماتي للفريق الطبي وأشرع في استقبال المرضى من الساعة الثامنة والنصف إلى غاية العاشرة والنصف، ثم أتوجه للتدريس، بعدها أقوم بجولة في المصلحة لأقيس مدى تطبيق الطاقم الطبي للتعليمات التي قدمتها صباحا ثم أطمئن على المرضى وتحسنهم، فأتمنى من المرضى احترام مواعيدهم لأتمكن من تطبيق برنامجي على أكمل وجه.

ومواصلة لكلمتي التي أختتم بها هذا الحوار الذي شرفتموني به أن أتوجه لجريدة “أفريكانيوز” وطاقمها الصحفي و الإداري وإلى الشعب الجزائري بمناسبة حلول العام الجديد 2025 وأن يجعله الله تعالى عام خير وازدهار لكل الجزائريات و الجزائريين وأن يديم نعمة الاستقرار والأمن و الازدهار للجزائر .


  • حاوره : ناجي عبد العالي

طالع أيضا

المؤتمر الـ32 للاتحاد البرلماني العربي ينهي أشغاله ويصدر بيانا يحث على التضامن البرلماني

اليابان تندد بتهديدات روسيا النووية “غير المقبولة”

Africa News

تدابير صارمة لتعزيز جانبي الوقاية والتلقيح لمواجهة كوفيد ـ19

Khalil Sanmar

اترك تعليق