بينما تُواصل الجزائر دورها المحوري في تعزيز الأمن الجماعي لدول شمال إفريقيا، من خلال احتضان مناورات “سلام إفريقيا” في نسختها الجديدة، بمشاركة جيوش شقيقة كبرى في مقدمتها الجيش المصري، لجأ النظام المغربي مجددًا إلى أسلوبه التقليدي في التحريض الإعلامي والتشويش السياسي، عبر بث أخبار زائفة ومغرضة بشأن انسحاب الجيش المصري من هذه المناورات، في محاولة فاشلة للتشكيك في صدقية الجزائر الإقليمية.
مناورات سيادية وأهداف أمنية مشتركة
مناورات “سلام إفريقيا” ليست مجرد تدريبات عسكرية، بل تعبّر عن إرادة سياسية جماعية لبلدان المنطقة في التنسيق الأمني والعسكري المشترك، لمواجهة التهديدات العابرة للحدود، كتجارة السلاح، والجريمة المنظمة، والإرهاب. مشاركة مصر، القوة العسكرية العربية الأكبر، تأتي في سياق انسجام عربي–إفريقي يضع الأمن الجماعي فوق أجندات التفرقة.
البروباغندا المخزنية : تكتيك يائس لعزلة حتمية
أمام هذا المشهد الإقليمي المتماسك، يعيش النظام المغربي عزلة دبلوماسية متزايدة، نتيجة انحرافه الاستراتيجي نحو التطبيع والانخراط في تحالفات خارجة عن سياق الإجماع العربي والإفريقي. من هذا المنطلق، أطلق إعلامه حملة تضليل تتحدث عن “انسحاب مصري” من المناورات، وهي كذبة فندتها مصادر رسمية وعسكرية موثوقة.
موقف يتناقض مع القانون الدولي
وفقًا للقانون الدولي، فإن التشويش المقصود على تمارين عسكرية شرعية بين دول ذات سيادة، يُعد عملًا غير ودي، ويُخالف مبدأ عدم التدخل. كما أن ترويج الأكاذيب التي تستهدف الإساءة إلى علاقات استراتيجية بين جيوش شقيقة يُمثل سلوكًا غير مسؤول، يقوّض الثقة الإقليمية ويفتح المجال لمزيد من التوترات.
مناورات الجزائر : رسائل واضحة للداخل والخارج
من خلال تنظيم مناورات “سلام إفريقيا” تؤكد الجزائر أنها:
ركيزة الأمن الجماعي في شمال القارة منفتحة على التنسيق العسكري مع الدول الصديقة ثابتة في موقفها من دعم حق تقرير المصير للشعوب، وفي مقدمتها الشعب الصحراوي؛ ترفض أي اختراق أجنبي أو تطبيع يُستخدم كحصان طروادة لفرض الهيمنة.
الخلاصة: عزلة المغرب… وانتصار الجغرافيا السياسية الجديدة
النظام المغربي، الذي اختار طريق التطبيع والاستقواء بالخارج، لا يملك اليوم إلا التهويل الإعلامي وتزييف الوقائع، في حين أن الجزائر تمضي بثقة نحو بناء فضاء مغاربي-إفريقي مستقل، يُصنع بأيدي أبنائه، بعيدًا عن القواعد الأجنبية و”الصفقات المشبوهة”.
وإذا كان النظام المخزني يعتقد أن بإمكانه تقويض مكانة الجزائر عبر الأكاذيب، فإنه واهم. لأن الشعوب تعرف من يقف إلى جانب الحق، ومن يركع تحت أقدام المحتل.
مساهمة
بقلم : بدر الدين كليبي