Africa news – أفريكا نيوز
آخر الاخبار الحدث حوارات و روبورطاجات

تعليمات الرئيس تبون وجّهت قطاع الصحة العمومية نحو برّ التعافي

  • ماهر قنديل.. الأمين العام لمديرية الصحة والسكان لولاية الجزائر لـــ “أفريكا نيوز”


  • أكثر من 75 %من رقمنة قطاع الصحة ليس مجرد رقم

نال قطاع الصحة العمومية بالجزائر شرف الرعاية السامية لرئيس الجمهورية الذي أصبح جزءا مهما من بين 54 تعهد أوفى الرئيس بتجسيده ميدانيا عبر القطر الوطني وعلى مدى ولايته الأولى والتي خصّص لها ميزانية ثقيلة لمواجهة حاجيات المستشفيات والمصحات الجوارية من خلال تزويدها بالتجهيزات الطبية اللازمة حسب الاختصاص، والهدف من هذه الرعاية الخاصة حسب رئيس الجمهورية ضمان أمثل للتكفل بالمرضى.

سجّل قطاع الصحة بولاية الجزائر مباشرة بعد وباء كورونا استفاقة على جميع المستويات لاسيما عصرنة القطاع وتحسين الخدمة العمومية التي كانت شبه غائبة في الميدان حيث ثبت أنّ هناك ارتياح وتعافي كبيرين نتج عن مدى تجسيد التزامات رئيس الجمهورية التي طفت عليها إصلاحات معمقة سهر على إرسائها مدير الصحة لولاية الجزائر وطاقمه الإداري الكفء على ضرورة استكمال رقمنة قطاعه، وذلك تطبيقا وتنفيذا لالتزامات رئيس الجمهورية “54” والتي أصر على تنفيذها وتعميمها معالي وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبر تراب الجمهورية.


  • وضع سجل الشكاوى في متناول المواطنين جاء بناء على تعليمة وزارية

وللوقوف عند حقيقة هذه التغييرات كان لنا لقاء صحفي مع “ماهر قنديل” الأمين العام لمديرية الصحة والسكان لولاية الجزائر الذي استقبلنا في مكتبه استقبالا يليق بمكانة المنظومة الصحية، حيثُ تطرقنا في بداية الحديث إلى الخطوة الإيجابية التي أطلقتها المديرية والمتمثلة في “سجل الشكاوى” وحسب الأمين العام لذات المديرية أن استحداث هذا السجل لم يأت بالصدفة إنّما جاء عملا بتوجيهات رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد يوم 23 أكتوبر 2022 بخصوص إعادة تفعيل سجل الشكاوى على مستوى الإدارات والمؤسسات العمومية في الولايات. يضيف “ماهر قنديل” الأمين العام بمديرية الصحة لولاية الجزائر وكما أمر الوزير الأول من خلال التعليمة رقم 370 المؤرخة في 14 نوفمبر 2022 باتخاذ التدابير والترتيبات اللازمة من أجل مسك السجلات ومعالجتها وكذا ضمان المتابعة الدائمة والمستمرة لها قصد السماح بالتكفل الجاد والحازم لمضمونها.

ونحن نعمل على قدم وساق لتقديمه للمواطنين وتفعيل هذا السجل ليس فقط على مستوى مديرية الصحة فحسب وإنما هو في متناولهم على مستوى كل المؤسسات الصحية لولاية الجزائر، ولعلم المواطنين فإن هذا السجل يتواجد على مستوى مكتب الأمين العام لمديرية الصحة وأنني يقول محدثنا أطلع عليه يوميا ولضمان تفعيله يقوم “الغوري جميل” على مستوى المديرية بمتابعة تفعيل السجل على مستوى كافة المؤسسات العمومية الإستشفائية لولاية الجزائر حيث قام بخرجات ميدانية للتأكد من وجود هذا السجل كما يعمل السيد “الغــوري جميـل” بالتنسيق بصفة مباشرة مع مكاتب المكلفين بالسجل لدى كل مؤسسة استشفائية لضمان تحقيق الفائدة التي وجد من أجلها.


  • المشاريع الصحية عبر إقليم ولاية الجزائر تجسيد حيّ للرؤية الرشيدة والعزيمة الصادقة للدّولة

وعن مشاريع قطاع الصحة بإقليم ولاية الجزائر، أوضح “ماهر قنديل” أن هناك عدة مشاريع تم استلامها سنة 2023 على مستوى ولاية الجزائر منها المستشفى المتخصص بالحروق الكبرى “بزرالدة” الذي أشرف على تدشينه رئيس الجمهورية يوم 05 جويلية 2023 والذي يعتبر الأول من نوعه في ولاية الجزائر الذي يعنى بالأشخاص المصابين بالحروق الكبرى من الدرجة الثالثة والرابعة وهناك أيضا عيادات متعددة الخدمات تم تدشينها على غرار عيادة متعددة الخدمات بسيدي عبد الله وأخرى “بالسويدانية” تابعتان للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية “بزرالدة” وأيضا عيادة متعددة الخدمات في حي “سيرفونتاس” تابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالقبة بالإضافة أيضا قلاعة علاج “باراناس” تابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببوزريعة وكل هذه المشاريع التي تم تدشينها في سنة 2023 توصف بالشيء العظيم بالنسبة لولاية الجزائر التي تضم أكبر نسبة من المؤسسات الإستشفائية عبر التراب الوطني.

ويضيف الأمين العام لذات المديرية أن هناك هياكل ومنشآت صحية من المنتظر استلامها إما نهاية هذه السنة أو بداية السنة المقبلة منها مستشفى “الرغاية” بسعة 120 سرير الذي بلغت نسبة الإنجاز به 75 بالمئة ومستشفى “براقي” الذي تبلغ طاقة استيعابه 120 سرير ومستشفى 120 سرير “بعين البنيان” وكذا مستشفى 80 سرير متخصص في جراحة قلب الأطفال “بسيدي عبد الله ” الذي من المحتمل جدا استلامه خلال السنة الجارية لأن نسبة إنجازه فاقت الـ 80 بالمائة إلى جانب هذا، مستشفى 60 سرير للأمومة والطفولة “برغاية” حيث يعرف تقدما كبيرا في نسبة إنجازه.


  • اهتمام كبير توليه الدولة للصحة الجوارية وعصرنتها خدمة للمواطن

ويضيف محدثنا “ماهر قنديل” الأمين العام بمديرية الصحة والسكان لولاية الجزائر أن السادة وزير الصحة ووالي العاصمة والسيد مدير الصحة قد أسدوا تعليمات تنص على الاهتمام بالصحة الجوارية باعتبارها أول بوابة للمواطن فيما يخص المؤسسات الصحية، لكون الصحة الجوارية تتكون من عيادات متعددة الخدمات ومن قاعات العلاج حيث تمّ خلال هذه السنة فتح قاعة جديدة للعلاج “بباراناس” “ببوزريعة” وهي قاعة عصرية وليست تلك التقليدية التي ألفها المواطن تتكون من طابقين تشبه عيادة متعددة الخدمات بإمكانها تلبية تطلعات المواطن أما بالنسبة للعيادات الجديدة في طور الإنجاز فستدعم بلديات “الشراقة” و”تسالة المرجة” و”سيدي عبد الله” بعيادات جديدة ستدخل حيز الخدمة مستقبلا.

وفي إطار التفعيل الحقيقي للصحة الجوارية كشف السيد “ماهر” أن في العيادة الجديدة التي تم افتتاحها بسيدي عبد الله سيتم إتباع ما يسمى بإخراج التخصصات من المستشفيات إلى العيادات الجوارية للحد من الاكتظاظ وتخفيف الضغط عن المستشفى فعلى سبيل المثال وبخصوص مستشفى الحروق الكبرى وقع اتفاقية مع مؤسسة الصحة الجوارية “بزرالدة” لكي يتم تحويل بعض الاختصاصات الطبية للكشف والمتابعة إلى عيادة متعددة الخدمات “بسيدي عبد الله” لتقريب الخدمات الصحية من المواطن وتجنيبه مشقة التنقل وهناك بإمكان المريض المصاب بحروق تلقي الاستشفاء الأولي على مستوى المستشفى المتخصص بالحروق الكبرى بعدها يمكنه مواصلة العلاج بالعيادة متعددة الخدمات “بسيدي عبد الله” دون الحاجة للتوجه إلى المؤسسة الإستشفائية، وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية ستكثف وتعمم على جميع المؤسسات الإستشفائية الجامعية أو العمومية المتخصصة التي سوف تخرج بعض من فحوصاتها الطبية المتخصصة إلى العيادات لكي يستفيد منها المواطن مباشرة وهذه المشاريع تندرج ضمن إطار الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة الجزائرية للصحة الجوارية.


  • العمل بنظام 24/24 ساعة، يشترط وفرة المؤطرين والأجهزة الطبية

العمل بنظام 24/24 ساعة، يشترط وفرة المؤطرين والأجهزة الطبية
العمل بنظام 24/24 ساعة، يشترط وفرة المؤطرين والأجهزة الطبية

أماط الأمين العام بمديرية الصحة والسكان لولاية الجزائر بعض الغموض لبعض المواطنين بخصوص نظام العمل بالعيادات متعددة الخدمات والقانون الأساسي واضح الذي يحدد نظام عمل قاعات العلاج وفتحها على مدار 24 ساعة ولكن هذا يعتمد على الكثافة السكانية المستفيدة من تلك القاعة المتواجدة بمنطقتهم والجاهزية اللوجستية من حيث عدد المستخدمين المتاحين والعتاد، فلا يمكن وضع قاعة العلاج تحت الخدمة 24/24 ساعة إلا بعد استيفائها جميع الشروط المنصوص عليها في القانون من حيث عدد السكان وتوفر العتاد المناسب والمورد البشري الكافي، فعدد السكان هو أول معيار يحدد حاجة العيادة للعمل بنظام الدوام العادي أو بنظام 24 ساعة فبلدية “سطاوالي” مثلا تحتوي على عيادتين متعددتي الخدمات واحدة منها تعمل بنظام 24 ساعة والأخرى تعمل بنظام الدوام العادي والسبب في ذلك هو أن عدد سكان بلدية “سطاوالي” لا يتجاوز 50 ألف نسمة بينما مدينة “سيدي عبد الله” وبعد ارتفاع عدد السكان إلى ما يقارب 100 ألف نسمة بفعل سكنات عدل فتوجد بها عيادتين متعددتي الخدمات كلاهما تعمل بنظام 24 ساعة وهما عيادة وسط المدينة التي تم تدشينها سنة 2020 والعيادة الجديدة التي تم تدشينها سنة 2023.


  • المؤسسات الإستشفائية الجامعية حققت نسبة 100 بالمئة “رقمنة”

أضاف الأمين العام بالمديرية “ماهر قنديل” وبكثير من التفاؤل، تفاؤل المسؤول المناسب في المكان المناسب وهذا ليس مدحا بل حقيقة لمسناها من خلال تغطية الصفحة الرسمية للمديرية أنّ وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات محظوظة بأن لها من الطاقات الشبابية ما يكفي لتسيير قطاع حسّاس يهتم بصحة المواطنين، أن مشروع الرقمنة في قطاع الصحة على مستوى ولاية الجزائر قد تقدم كثيرا وهو يقترب من نسبة 100 بالمائة، فالمؤسسات الإستشفائية الجامعية جميعها حققت نسبة 100 بالمئة أما المؤسسات العمومية للصحة الجوارية فقد تقدمت كثيرا في هذا المجال بسبب أنها تعرف صعوبة أكبر في تطبيقها للرقمنة مقارنة بالمستشفى بحكم توزعها في شكل عدة هياكل على مستوى البلديات، والرقمنة التي نحن بصدد الحديث عنها ليست الرقمنة بمفهومها التقليدي فحسب بل حتى الرقمنة الإدارية وتطويرها وعصرنة السلك الطبي التي تعتبر من أساسيات التقدم الصحي وهذا من أجل تقديم خدمات متميزة وضمان الرعاية الصحية المثلى للمواطنين.


  • المستشفى الجزائري القطري الألماني …مفخرة لبلد الشهداء

هذا المشروع العصري والضخم جاء نتيجة الاتفاق الذي أطلقه قائدا البلدين (الجزائر وقطر) أواخر سنة 2022 هو خطوة جديدة لتعزيز أواصر العلاقات الأخوية بين الجزائر وقطر من الجانب الصحي والإنساني الذي سيتم تمويله من طرف البلدين، أمّا الجانب الألماني فمهمته السهر على تقديم الخدمات الطبية، وقد بلغت نسبة إنجاز هذا القطب الصحي الذي سيشكل ثورة حقيقة في قطاع الصحة بالجزائر تقدما حيث تم الاتفاق النهائي وتوقيع المعاهدات واختيار أرضية المشروع التي قام ممثل شركة الاستثمار القابضة القطرية بزيارة تفقدية قادته إلى مقر أرض المشروع بسيدي عبد الله برفقة السيد مدير الصحة، ويمكن القول أن الأشغال بهذا الصرح قد انطلقت بالفعل وسيكون بمثابة إنجاز ضخم ومكسب هام للجزائر باعتباره مستشفى دولي يضم أحدث المعدات العصرية تحاول الجزائر من خلاله ضرب عدة عصافير بحجر واحد من ناحية تحسين الخدمات الصحية للمواطن الجزائري وإدخال تخصصات غير موجودة في كثير من الدول عبر استقدام خبرات ألمانية ودولية لمشاركة خبرتها في المجال وتشجيع السياحة العلاجية عبر فتح تخصصات غير متوفرة في العديد من الدول الإفريقية والمغاربية ما سيقفز بالقطاع الصحي بالجزائر قفزة نوعية إلى أرقى مستوى والأهم عودة الكوادر الجزائرية بخبراتهم الميدانية إلى أحضان بلدهم.


  • الاعتناء بالمورد البشري هو دورنا ونعمل كإدارة على ترقيته وتحسين ظروفه المهنية

الاعتناء بالمورد البشري هو دورنا ونعمل كإدارة على ترقيته وتحسين ظروفه المهنية
الاعتناء بالمورد البشري هو دورنا ونعمل كإدارة على ترقيته وتحسين ظروفه المهنية

تسهر الوزارة والمديرية على حد سواء على الاعتناء بالموظف وحمايته من الاعتداءات التي تطال الكادر الصحي والأطقم الطبية والشبه الطبي من خلال توفير نظام أمني محكم في المستشفيات، أما بخصوص ترقية الموظفين فالوزارة والمديرية وأنا شخصيا يقول “ماهر قنديل” نسهر على الاعتناء بالمورد البشري الجيد ودورنا كإدارة هو ترقية المورد البشري الجيد وتعزيزه وتحسين ظروفه من خلال حرصنا على استفادته من كافة حقوقه المادية والمهنية كما نعمل على رفع قدرات المورد الأقل إنتاجية من خلال منح الترقيات والامتيازات للعناصر الجيدة لتحفيز العنصر الضعيف على العطاء وبذل جهد للتحسين من جودة أدائه لمهامه والاقتداء به لأنني أؤمن أن نجاح أي قطاع يتمثل في المورد البشري الذي يعتبر الأساس وأهم من المورد المادي فالماديات هي مجرد كماليات، أما المورد البشري الكفء والمؤهل يستطيع أداء مهامه على أكمل وجه حتى عند انعدام الظروف المادية الملائمة.


  • القطاع الصحي في الجزائر… إلى أين؟

وختاما للقائنا وتأسيا بالحوارات الاحترافية تركنا للسيّد الأمين العام بمديرية الصحة والسكان لولاية الجزائر فرصة أن يسأل نفسه سؤالا كان ينتظر منّا طرحه عليه ليبتسم، بعدها يبادر بسؤال نفسه: قطاع الصحة إلى أين؟ ليجيب قائلا: أنّ  طموحنا هو الصعود بقطاع الصحة في الجزائر إلى أعلى المستويات وتحقيق النهوض الحقيقي بالقطاع وتلك القفزة النوعية التي يتطلع إليها المواطن الجزائري، فقياس تطور دولة معينة واستقرارها بحسب منظمة الأمم المتحدة يقاس بمدى تطور الخدمات الصحية في المقام الأول ما يعني أن تطور الجزائر مرهون بتطور منظومتها الصحية لاسيما في ظل المشاريع المبرمج إنجازها وتلك التي شارفت على الانتهاء، حيثُ تعود بالفائدة للمواطن الذي هو سبب وجودنا وسعينا الدؤوب لتقديم الخدمات التي ترضي غايته ولو أن إرضاء المواطن غاية صعبة المنال، إلا أننا نسعى جاهدين للنهوض بالقطاع وجعل المواطن سعيد، وكل هذه الإنجازات التي تدعم بها القطاع الصحي من شأنها تلبية حاجيات المواطنين الطبية وتوفير خدمات نوعية والتمكن من سد أي نقص في التغطية الصحية ما سيسمح للقطاع الصحي بالجزائر اعتلاء الريادة.


  • حاوره : ناجــي ـــ  ع

طالع أيضا

نشاط مكثف لعطاف في الدنمارك

Africa News

شهداء وجرحى في قصف صهيوني متواصل على غزة

وزير الخارجية الياباني يلتقي نظيره الصيني في بكين

Africa News

اترك تعليق