أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد خيضر في ولاية بسكرة ، الدكتور نبار سليمان لـ”أفريكا نيوز” :
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد خيضر في ولاية بسكرة ، الدكتور نبار سليمان
فارس ڤليل
لعبت الجزائر في السنوات الأخيرة، دورًا فعالاً في القضايا الرئيسية بالإقليم والقارة الإفريقية، ساهمت من خلالها في حلحلة ملفات عالقة، وإنهاء أزمات، وإعادة الاستقرار لبعض المناطق خاصة في السّاحل الأفريقي، مما جعل منها قوّة وازنة مؤهلة لتقديم أدوار أكثر أهمية في القارة السّمراء والحوض المتوسطي.
وأكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد خيضر في ولاية بسكرة، الدكتور نبار سليمان، أن الجزائر تُولي في سياساتها الخارجية، أهمية قصوى للعلاقات مع دول قارة إفريقيا، لاسيما بعد وصول رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى سدّة الحكم نهاية سنة 2019.
وقال الدكتور نبار سلميان، في تصريح خصّ به “أفريكا نيوز”، أن الجزائر تعمل بجدّ على تحويل منظمة الاتحاد الأفريقي إلى تكتل إقليمي وعالمي، أكثر تأثيرا في المسائل والقضايا التي تهمّ القارة وشعوبها، وبحضور ونفوذ أعمق لدى مختلف الهيئات والمؤسسات الأممية الدولية.
كما حالت الجزائر بأدوارها المتقدمة، بحسب محدثنا، دون تغلغل القوى الخارجية داخل تلك المنظمة القارية، ومنعت وصول دول غير إفريقية إلى آليات القرار فيها، على غرار طردها للكيان الصهيوني من الجمعية العامة للإتحاد وسحب صفة عضو مراقب منه نهائيًا، وستبقى بالمرصاد لكل التصرفات والممارسات غير القانونية التي ينتهجها نظام المخزن وبعض القوى الدخيلة الأخرى.
وبخصوص مجريات القمة الـ38 للإتحاد الإفريقي وما تمخّض عنها من قرارات هامة، أوضح نبار، أن تصويت القادة الأفارقة على مرشّحي الجزائر لشغل مناصب الهيئات العليا للمنظمة، ما هو إلاّ اعتراف بدورها الأساسي على المستوى الأفريقي وحتى الدولي في العديد من المسائل، لاسيما مع التحوّلات الجيوسياسية في العالم، وتأثيرها السّلبي على الوضع القاري أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا.
الفوز المستحق للجزائر بنيلها نيابة المفوضية العليا للإتحاد الإفريقي، وعضوية مجلس الأمن والسلم لذات الهيئة، شكل نجاحًا جديدًا لدبلوماسيتها الحصيفة على الصعيد القاري، يُضاف إلى رصيدها الزّاخر بالإنتصارات النوعية، ما سيعزز من دورها أكثر داخل المنظمة في قادم المناسبات، خاصة وأنها عضوا أساسيًا مُؤسِّسًا للإتحاد، ساهمت بفعالية في الآلية الأفريقية للتقييم من قبل النظراء، ومُؤسِّسة لمبادرة نيباد الشراكة الجديدة من أجل التنمية، وتحتضن المركز الأفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب، فضلاً عن كونها شاركت بحيوية في تصميم أجندة 2063، وكل هذا يجعل منها قوة إفريقية وإقليمية مؤثرة، وعلى استعداد تام من أجل الانتشار السريع والاستجابة القُصوى للأزمات المُحدقة بالمنطقة، وفقًا للمصدر ذاته.
إلى ذلك، فإن نجاح الوفد الجزائري في محفل الإتحاد الإفريقي الأخير، وحصوله على مناصب قيادية عليا في رأس هرم هذه المنظمة القارية، كان تحت قيادة وإشراف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يختم أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد خيضر في ولاية بسكرة، الدكتور نبار سليمان.