إدراج مكافحة هجرة العقول في صميم أولويات حكومات القارة
اختتمت، ظهر يوم الخميس بالجزائر العاصمة، فعاليات الطبعة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، المنظم من طرف وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
وخلال مراسم اختتام هذا المؤتمر المنعقد بالمركز الدولي للمؤتمرات تحت شعار “الابتكار من أجل تنمية القارة الإفريقية”، أكد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ياسين المهدي وليد، أن هذه الطبعة الثانية سمحت على مدار ثلاثة أيام بتشكيل فضاء لتبادل الخبرات في مجال الشركات الناشئة، وفي صياغة تصور مشترك حول سياسات دعم هذا النوع من المؤسسات المبتكرة والخلاقة للثروة في إفريقيا.
وبالمناسبة، تمت تلاوة “إعلان الجزائر الوزاري الثاني لتنمية المؤسسات الناشئة في إفريقيا”، والذي صادقت عليه قمة الوزراء الأفارقة المنعقدة ضمن فعاليات المؤتمر بمشاركة 34 دولة.
وتضمنت الوثيقة عدة توصيات من بينها تكليف الأمانة الدائمة للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة بإعداد استراتيجية شاملة لتطوير هذا النوع من الشركات في إفريقيا، بالتنسيق مع هيئات الاتحاد الإفريقي، وبالتركيز على محاربة ظاهرة هجرة العقول.
كما تم أيضا تكريم المؤسسات الناشئة الفائزة في المسابقات المنظمة ضمن فعاليات المؤتمر، والتي تخص مجال الروبوتيك، ومجال الذكاء الاصطناعي في واستخداماتها في التنمية المستدامة، من طرف وزير القطاع.
للإشارة، تم على هامش هذه الطبعة تنظيم صالون للمؤسسات الناشئة بمشاركة أكثر من 250 عارضا من الجزائر وبلدان افريقية أخرى، ينشطون في مجالات الطاقة، المالية، التغذية، الرعاية الصحية، النقل، تخزين المعلومات والامن السيبراني، والتعليم، علاوة على مؤسسات مالية ووكالات تعاون في القارة.
يذكر أن افتتاح المؤتمر تم تحت إشراف الوزير الأول، نذير العرباوي، بحضور عدد من أعضاء الحكومة، وإطارات سامية في الدولة، وسفراء دول إفريقية، ومدراء عامين لمؤسسات جزائرية عمومية وخاصة وكذا منظمات أرباب العمل.
وفي كلمة له بمناسبة افتتاح المؤتمر، تلاها نيابة عنه الوزير الأول، أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، التزام الجزائر بوضع خبرتها في مجال المؤسسات الناشئة في متناول الأشقاء الأفارقة من خلال فضاءات تبادل الخبرات، على غرار المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة الذي أضحى موعدا قاريا هاما في مجال تحفيز الابتكار وتطوير المؤسسات الناشئة.
وشهدت التظاهرة حضور أزيد من 10 الاف مشارك من رواد أعمال وخبراء وأصحاب قرار أفارقة في ميدان المؤسسات الناشئة والابتكار، بهدف الاطلاع على مستجدات القطاع في القارة وتبادل التجارب والخبرات.
نتوقف عند مناخ الاستثمار، مناخ الاستثمار الذي تتيحه الجزائر، هناك عمل وإرادة سياسية أيضا تحدو السلطات العليا في البلاد من أجل توفير والرفع بهذه القطاع قطاع المؤسسات الناشئة والمتوسطة والدور المهم الذي يجب أن تلعبه من خلال التنمية الاقتصادية، ماذا ينقص لاستكمال كل هذه المراحل؟
هل اليوم ينبغي لهؤلاء الشباب أن يذهبوا للبحث على هذه البيئة؟ وعلى هذا التمويل؟ على التحفيزات على المزايا التي مقدمة للمؤسسات؟
ما أهمية هذا الاحتضان هذا المؤتمر الإفريقي في الجزائر؟ مثل هذه المؤتمرات ماهي ابعادها الاقتصادية خاصة في القارة الافريقية؟
من أجل إحداث هذا التغيير والمشاركة في التنمية الاقتصادية، وعند التوقف عند لغة الأرقام والإحصائيات على كل ما حققته المؤسسات الناشئة والمتوسطة في الجزائر، بدليل بأن الدول الإفريقية تأتي اليوم من أجل الاستفادة من التجربة الجزائرية في هذا المجال، ماهي المكاسب والاضافات التي سيقدمها هذا القطاع للجزائر؟
أستاذ الاقتصاد المختص في المؤسسات الناشئة، الدكتور إسحاق خرشي :
“قطاع المؤسسات الناشئة فتي وما حققه مقبول مقارنة بحداثته في الجزائر”

أكد أستاذ الاقتصاد المختص في المؤسسات الناشئة، الدكتور إسحاق خرشي، أن قطاع المؤسسات الناشئة فتي وجديد في الجزائر، ومقارنة بحداثة القطاع هو مقبول جدا ما تم تحقيقه على أمل المواصلة في تحقيق الإنجازات، فالمعروف أن نموذج عمل قطاع الشركات الناشئة يعتمد بشكل كبير على القطاع الخاص خاصة من ناحية مشكل التمويل، فالدولة عملت على وضع الإطار القانوني والتشريعي وهياكل الدعم وكان هناك توفير للظروف وللبيئة، ثم فيما بعد الأمر متعلق بالقطاع الخاص، ولأن الاقتصاد الجزائري يعتمد بشكل كبير على القطاع العمومي في الإنفاق وفي التمويل، لازالت لم تنتقل لثقافة رجال الأعمال وتمويل أصحاب الشركات الناشئة، ولكن توفير إطار قانوني لتوفير شروط منح علامة لابل ستارت أب أو لابل مشروع مبتكر أو حاضنة أعمال إلى غير ذلك. قانون المقاول الذاتي إنشاء مسرع أعمال هذا الشيء هو الذي يقدم الإضافة.
“يجب تغيير ذهنيات القطاع الخاص حتى نتقدم في تمويل الشركات الناشئة”

ثم أيضا في قطاع أخر يساهم في هذا المجال ويعمل بالتوازي مع قطاع شركة منشأة التعليم العالي والبحث العلمي، هياكل الدعم الأن فيه 94 حاضنة أعمال على مستوى الجامعات الجزائرية 34 مركز لتطوير المقاولاتية، وفي 2023 تم إنشاء 17 دارا للذكاء الاصطناعي، فالتقدم الموجود الأن في قطاع الشركات الناشئة مقبول جدا ولكن نحتاج إلى تغيير في الذهنيات الموجودة على مستوى القطاع الخاص حتى نتقدم بشكل كبير في تمويل الشركات الناشئة، لأنه بدلا من أن ينتظر المستثمرين في القطاع الخاص الفوز بالصفقات العمومية أو الفوز بالاستثمارات أو ينتظرون تمويل من عند الدولة، الأولى أن يستثمرون في أبناء هذا الوطن من خلال تمويل الشركات الناشئة، خاصة أن القانون أصبح يسمح بعملية جمع التمويلات على مستوى منصة إلكترونية والدخول كمساهم، وهذه هي الخطوة الكبيرة، يعني اذا بدء القطاع الخاص في التمويل سوف نمشي بسرعة أخرى ثانية نحو الأمام.
“رئيس الجمهورية وضع خارطة طريق لقطاع الشركات الناشئة”

أضاف الدكتور إسحاق خرشي، أن مناخ الاستثمار الذي تتيحه الجزائر، من عمل وإرادة سياسية أيضا تحدو السلطات العليا في البلاد من أجل توفير والرفع بهذا القطاع، قطاع المؤسسات الناشئة والمتوسطة والدور المهم الذي يجب أن تلعبه من خلال التنمية الاقتصادية، وهذا ما كان واضح في كلمات رئيس الجمهورية الذي وضع خارطة طريق للقطاع، قطاع الشركات الناشئة في الجزائر وحتى لقطاع شركات ناشئة في بعض الدول الإفريقية فيها العديد من النقاط المهمة. النقطة الأولى التركيز على أهمية التكوين وفتح التخصصات ثم التركيز على أهمية هياكل الدعم والمرافقة، ثم تأتي عملية الابتكار كنتيجة لتوفر التكوين التي هي المادة الخام، فمثلا في قطاع التعليم العالي تم فتح تخصصات جديدة حتى تكسب الطلبة المعلومات والمعارف التي تؤهلهم فيما بعد ليقدموا عملية الابتكار، مثلا تخصص الهيدروجين الأخضر تخصص تحلية مياه البحر في المدارس، مدرسة الذكاء الاصطناعي في 2023 تم فتح أيضا المدرسة العليا النانو تكنولوجي للأنظمة المستقلة، فهذا من ناحية التكوين هذه جهود الدولة من خلال القطاع ووزارة التعليم العالي من ناحية التكوين والتخصصات وحتى التي فيها ورشات وأنشطة.
“الجزائر احتلت المرتبة الأولى عالميا في عدد الأنشطة الخاصة بالمقاولاتية”

ومؤخرا، الجزائر احتلت المرتبة الأولى عالميا في عدد الأنشطة الخاصة بالمقاولاتية بأكثر من ثلاثة ألاف نشاط في الأسبوع العالمي المقاولاتية الذي كان تحت إشراف وزارة التعليم العالي. من ناحية هياكل دعم المرافقة كما ذكرناه هناك عدد كبير من حاضنات الأعمال ومراكز تطور المقاولاتية وأنظمة الذكاء الاصطناعي، ثم تأتي الأن عملية الابتكار الذي يركز عليه رئيس الجمهورية في خطابه.
والتعليم العالي على فكرة قدم بعض الابتكارات باعتبار أن الجامعات فيها المخابر ومخابر التصنيع. يعني هذا هو المكان الذي يتواجد فيه الطلبة وتتواجد فيه الابتكارات، فمثلا وزارة التعليم العالي تتابع كل قرارات مجلس الوزراء، مثلا كان هناك قرار يتعلق بكيفية الابتكار من أجل رفع مردودية الأطر المتعلقة بالقمح، كان هناك ابتكارات لدى الطلبة والوزارة التعليم العالي تبنت هذه المقاربة وقدمت النموذج لوزارة الفلاحة. كان هناك أيضا ابتكار متعلق بعدد الطلبة الجامعيين متعلق بجهاز الكشف عن غاز أو نعم غاز أحادي الكربون، وتم تقديم النموذج لشركة سونلغاز أيضا. قدمت الوزارة أيضا جناح خاص بسيارات الكهرباء يضم كل المدخلات المتوفرة التي هي وزارة التعليم العالي، ولكن ليس دور التعليم العالي أنه يصنع وإنما الوظيفة الأولى التعليم أو التدريس ثم إنتاج العلم والمعرفة. تبقى القطاعات الاقتصادية الأن صناعة الفلاحة هي ملزمة في إطار الجزائر الجديدة وتشجيع إنتاج وطني بتبني بعض هذه المقاربات إذا أردنا أن تصبح الجامعة جامعة أو نتجه أكثر نحو الجامعة الريادية هنا لا بد من توفر التمويل للمشاريع الخاصة بالطلبة.
المحلل الاقتصادي والخبير في التجارة الدولية، الدكتور شكيب قويدري:
“رئيس الجمهورية دعا إلى تذليل العقبات البيروقراطية أمام المتعاملين الاقتصاديين”

أكد المحلل الاقتصادي والخبير في التجارة الدولية، الدكتور شكيب قويدري، أنه منذ أربع سنوات تقريبا كان رئيس الجمهورية يتحدث في برنامجه وأكد أن من بين أولوياته الاقتصادية هو إنشاء النظام البيئي لأنه تقريبا انطلقنا من العدم، فاليوم هناك حيوية وديناميكية يشهدها جميع من يهتم بهذا الأمر والمتواجدين في الميدان، فهناك نوعا من الديناميكية التي ستساعد وتسهل عملية الابتكار وعملية إنشاء هذه المؤسسات، واعادة ترجمت الأفكار إلى مشاريع ملموسة اليوم في أرض الواقع، ويبقى كذلك مع ذكر كل هذا الأمر، بعض العرقلة والبيروقراطية موجودة في جميع الاقتصاد في “الستارتاب” وغيرها وكان هذا تكلم عليه رئيس الجمهورية من ثلاثة أسابيع، في لقائه مع المقاولين تكلم على ضرورة تسريع العملية وتذليل العقبات البيروقراطية أمام المتعاملين الاقتصاديين فهذا هو حال المقاولاتية اليوم في الجزائر والشركات الناشئة.
وهناك نظام بيئي مواتي ليكون عملهم في ظروف ملائمة جدا كالإطار التشريعي المتوفر اليوم في التمويل، هناك مبادرة الدولة فمستقبلا حتى القطاع الخاص يجب أن ينخرط فيها، ثم اليوم من الاحسن وجود أصحاب المساهمات الذين يدخلون بنسبة مئوية من الربح فتكون هذه المشاريع مستقطبة لرؤوس الأموال وهذه الأمور بدأت تظهر ومع الوقت ستتطور.
“الجزائر أدركت أن تعزيز التقارب والشراكة البينية الإفريقية أولوية استراتيجية”

وأضاف الدكتور شكيب قويدري، أن الجزائر اليوم أدركت يقينا أن تعزيز التقارب والشراكة البينية الإفريقية من أولى أولوياتها الاستراتيجية، سواء في الأمور الجيوستراتيجية أو جيواقتصاديا، اليوم الجزائر أدركت أن إفريقيا هي الملاذ أو هي الامتداد الطبيعي اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، فاليوم هناك جهد كبير للجزائر دبلوماسيا في القارة الإفريقية، اليوم الجزائر هي عضو مؤسس في منظمة التبادل الحر الإفريقي، اليوم الجزائر من المبادرين في هذا اللقاء على الشركات الناشئة في طبعته الثانية، يعني بين الطبعة الأولى واليوم هناك أمور أنجزت في أرض الواقع، كإعلان الجزائر الذي فيه مبادرات وفيه أدوات للتقييم، أدوات للتنسيق وأدوات للتبادل، فالجزائر اليوم من بين الرواد في إفريقيا الذين ينقلون إفريقيا من الشعارات إلى الأدوات، ونحن نربح بمعركة الأدوات لأنه من قبل كان عندنا هذا الشعار أننا يجب العمل، لكن اليوم بدأت الجزائر التوجه نحو الأدوات التي تسمح لنا في هذا التنسيق بين البلدان الإفريقية، اليوم إفريقيا لديها تقريبا أربعة بالمئة من التجارة البينية الإفريقية.
فاليوم هناك 96 بالمئة، تستطيع الجزائر أن تأخذ من بلدان إفريقيا الجزء الكبير لتعزيز هذه الروابط الاقتصادية التجارية بين بلدان إفريقيا.
الخبير الاقتصادي، الدكتور عبد القادر سليماني:
“الجزائر تؤرخ للتقاليد الاقتصادية باحتضانها للمؤتمر الافريقي الثاني للمؤسسات الناشئة”

وضح الخبير الاقتصادي، الدكتور عبد القادر سليماني، أن احتضان الجزائر اليوم للمؤتمر الافريقي الثاني للمؤسسات الناشئة، بهذا الجزائر تكرس وتؤرخ للتقاليد الاقتصادية، فالجزائر تولي أهمية كبيرة لاقتصاد المعرفة، وهناك وزارة قائمة ومستقلة، وهي وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، أو مؤسسات مصغرة، يعني هناك تحول إيجابي لدعم وتحرير روح المقاولاتية لدى الشباب، اليوم يجب أن نخرج من تقليد أن الشاب الجزائري يذهب للجامعة من أجل أن يحصل على وظيفة أو راتب، اليوم الجزائر قامت بتقاليد جديدة وهي تحفيز الشباب وتحفيز رواد الأعمال وحتى ربما رجال أعمال أنهم يدخلوا إلى ما يسمى ريادة الأعمال والتمويل، الذي يتطلب بيئة اقتصادية وتحرير أكبر لما يسمى التمويل.
اليوم على البنوك والمصارف وكل هذا المسار البنكي والمصرفي أن يكون حديث، أن يكون عصري وأن يكون ملائم وموائم، اليوم إذا كان هناك بورصة من أمريكا أو رجال أعمال من إفريقيا أو من مختلف دول العالم يريدون الدخول الى الجزائر من أجل أن يشتروا مؤسسات ناشئة أو يدخلوا في رأسمال مؤسسات ناشئة يجب عدم اعاقتهم بسبب البيروقراطية.
اليوم يجب تحرير أكبر وأكثر السوق المالية، ولم لا يكون عندنا بورصة خاصة للمؤسسات الناشئة، الجزائر خطت خطوات كبيرة وأصبح لدينا مؤتمر إفريقي فيه العديد من وزراء ووفود رسمية، الجزائر اليوم ترافع من أجل ريادة الأعمال وإيجاد حلول تمويلية وحلول استثمارية من أجل الوصول إلى ما يسمى التنمية المستدامة والشاملة.
وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ياسين المهدي وليد :
“وضع تصوّر إفريقي حول سياسات دعم الابتكار”

أكد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ياسين المهدي وليد، أن الدورة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، سمحت على مدار ثلاثة أيام بتشكيل فضاء لتبادل الخبرات في مجال الشركات الناشئة.
قال الوزير خلال مراسم اختتام المؤتمر المنعقد بالمركز الدولي للمؤتمرات تحت شعار “الابتكار من أجل تنمية القارة الإفريقية”، أن هذا الحدث، مكن من صياغة تصوّر مشترك حول سياسات دعم هذا النوع من المؤسسات المبتكرة والخلاقة للثروة في إفريقيا.
وتمت بالمناسبة، تلاوة إعلان الجزائر الوزاري الثاني لتنمية المؤسسات الناشئة في إفريقيا، والذي صادقت عليه قمة الوزراء الأفارقة المنعقدة ضمن فعاليات المؤتمر بمشاركة 34 دولة، حيث تضمنت الوثيقة عدة توصيات، من بينها تكليف الأمانة الدائمة للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة بإعداد استراتيجية شاملة لتطوير هذا النوع من الشركات في إفريقيا، بالتنسيق مع هيئات الاتحاد الإفريقي، وبالتركيز على محاربة ظاهرة هجرة العقول. كما تم تكريم المؤسسات الناشئة الفائزة في المسابقات المنظمة ضمن فعاليات المؤتمر، والتي تخص مجال الروبوتيك، ومجال الذكاء الاصطناعي في واستخداماتها في التنمية المستدامة، من طرف الوزير.
وشهدت مراسم اختتام الدورة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة إطلاق أول محرك للتفكير باللغة العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث كشف الدكتور مراد بوعاش، مدير التكنولوجيا بالمشروع ومهندس رئيسي في أكاديمية الذكاء الاصطناعي التابعة لـ «إنتل”، في هذا الشأن، أن المشروع يحمل اسم “نجم أي إي” أشرف على تطويره كفاءات عربية (جزائرية – سورية)، ويتعلق الأمر بمحرك تفكير يستخدم الذكاء الاصطناعي، ويمكنه إعداد ملخص باللغة العربية، مع وضع المراجع، وفقا للسؤال الذي يطرح عبيه. كما يمكن لهذا الحلّ الذي يشبه تشات “جي بي تي”، باللغة العربية، إعداد ملخّصات استنادا إلى الاستفسارات التي تطلب منه، وذلك بعد إجراء بحث على الأنترنت وعلى جميع المنصات المتاحة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، باستخدام كلمات مفتاحية.
من جهته، أعلن المدير العام للمسرعة العمومية الجزائرية للمؤسسات الناشئة “ألجيريا فانتر” سيد علي زروقي، عن إنشاء الشبكة الإفريقية لملائكة الأعمال خلال مراسم اختتام الدورة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة.
“الطبعة الثانية سمحت بتشكيل فضاء لتبادل الخبرات في مجال الشركات الناشئة”

أكد إعلان الجزائر الوزاري الثاني لتنمية المؤسسات الناشئة في إفريقيا، على إدراج مكافحة هجرة العقول في صميم أولويات الحكومات الإفريقية الاجتماعية والاقتصادية، من خلال وضع سياسات وتدابير عملية وأشار إلى ضرورة تنسيق سياسات الحكومات ضمن الاتحاد الأفريقي للمساهمة في جهود التصدي للتحديات التي تواجه مواهب القارة. اختتمت فعاليات الطبعة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، المنظم من طرف وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون. و أكد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ياسين المهدي وليد، خلال مراسم اختتام هذا المؤتمر المنعقد بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، أن هذه الطبعة الثانية، سمحت على مدار ثلاثة أيام بتشكيل فضاء لتبادل الخبرات في مجال الشركات الناشئة، وفي صياغة تصور مشترك حول سياسات دعم هذا النوع من المؤسسات المبتكرة والخلاقة للثروة في إفريقيا .
وبالمناسبة، تمت تلاوة ” إعلان الجزائر الوزاري الثاني لتنمية المؤسسات الناشئة في إفريقيا”، والذي صادقت عليه قمة الوزراء الأفارقة المنعقدة ضمن فعاليات المؤتمر بمشاركة 34 دولة. وتضمن إعلان الجزائر عدة توصيات، من بينها تكليف الأمانة الدائمة للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة بإعداد استراتيجية شاملة لتطوير هذا النوع من الشركات في إفريقيا، بالتنسيق مع هيئات الاتحاد الإفريقي وبالتركيز على محاربة ظاهرة هجرة العقول. كما تضمنت الوثيقة ” إطلاق مسار التفاوض لاعتماد ميثاق إفريقي حول ظاهرة ” هجرة العقول ” وتأثيرها على القدرات الاقتصادية لدول القارة، وقدراتها في مجال البحث والتطوير والابتكار ونموها الشامل، مما يستدعي استجابة “عاجلة ومنسقة ” من حكومات إفريقيا. و أكد الإعلان على إدراج مكافحة هجرة العقول في ” صميم أولويات الحكومات الإفريقية الاجتماعية والاقتصادية، من خلال وضع سياسات وتدابير عملية لا تقلل فقط من هذا الاتجاه، ولكن تعزز أيضا بيئة تشجع على تطوير وتنمية المواهب المحلية ” .
ومن بين التوصيات أيضا ” تنسيق سياسات الحكومات ضمن الاتحاد الأفريقي للمساهمة في جهود التصدي للتحديات التي تواجه مواهب القارة من خلال إطلاق برامج إقليمية وفرعية تدعم جهود الدول الأفريقية في التصدي لهذه الظاهرة «. كما أوصى الوزراء الأفارقة، من خلال ” إعلان الجزائر ” بتشجيع المؤسسات المالية الأفريقية على تكثيف الجهود لإنشاء صندوق إفريقي للصناديق المخصصة للمواهب القارية الراغبة في الاستثمار في الشركات الناشئة والابتكار. وتمت الدعوة إلى ” العمل على وضع الآليات القانونية لتسهيل حركة الشركات الناشئة الأفريقية من خلال إنشاء تأشيرة خاصة للشركات الناشئة، مما سيسهم في تعزيز حركة رواد الأعمال الشبان في القارة «.
كما تضمنت توصيات ” إعلان الجزائر “، دعوة الدول الأفريقية إلى توحيد السياسات والبرامج العامة التي تهدف إلى تعزيز تطوير الشركات الناشئة، وتشجيع الاعتراف المتبادل للمؤسسات الناشئة بين الدول الأفريقية المختلفة والتأكيد أيضا على تعزيز التعاون والتفاعل بين الجامعات ومراكز البحث والشركات والمؤسسات الناشئة من خلال برامج وأطر محلية وإقليمية وقارية، وتشجيع إنشاء مراكز تكنولوجية إقليمية لتنشيط النظام البيئي للمؤسسات الناشئة والابتكار. وبالمناسبة، تم أيضا تكريم المؤسسات الناشئة الفائزة في المسابقات المنظمة ضمن فعاليات المؤتمر، والتي تخص مجال الروبوتيك، ومجال الذكاء الاصطناعي واستخداماتها في التنمية المستدامة. كما تم خلال مراسم اختتام الطبعة الثانية للمؤتمر الأفريقي للمؤسسات الناشئة، الإعلان عن إطلاق ” الشبكة الأفريقية لملائكة الأعمال ” .
وتم بالمناسبة إطلاق أول مساعد بحثي للمحتوى العربي باستخدام الذكاء الاصطناعي وقد أطلق على المشروع اسم (نجم)، ” NAJM.AI ” ، وأشرف على تطويره كفاءات عربية (جزائرية – سورية) ، وهم الدكتور الجزائري مراد بوعاش ، وفؤاد بوستوان ، بالإضافة إلى الدكتور السوري حسن غارة .
وللتذكير، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في كلمة له، بمناسبة افتتاح الطبعة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، قرأها نيابة عنه الوزير الأول نذير العرباوي، التزام الجزائر بوضع خبرتها في مجال المؤسسات الناشئة في متناول الأشقاء الأفارقة من خلال فضاءات تبادل الخبرات، كما هو الشأن في المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، داعيا الحكومات الإفريقية لتولي الدعم الكامل للشركات الناشئة والتي هي قادرة على رفع التحديات التنموية).