ماكرون يستغلّ قضية صنصال ليستفزّ الجزائريين مجدداً
أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول قضية الكاتب المعتقل بوعلام صنصال، مجددا مشاعر الغضب والسخط والاستياء لدى الجزائريين، بتوظيفه لكلمات بدت “مسيئة” و”جارحة جداً” و”مضللة” و”غير لائقة دبلوماسياً” تستهدف بلادهم، وهي المرة الثانية التي يُسيء فيها ماكرون للجزائر بعد تصريحاته الشهيرة نهاية سبتمبر 2021، عندما أساء للتاريخ الجزائري، ما يؤشر على أن أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين وأبعادها المستقبلية ستكون خطيرة وغير مسبوقة في علاقات هي أصلاً هشّة ورخوة.
ولا تبرز في الأفق أية مؤشرات توحي بعودة العلاقات بين الجزائر وفرنسا إلى الوضع “الطبيعي” الذي كانت عليه قبل أن يظهر اليمين المتطرف كقوة سياسية مهيمنة في فرنسا والمرجح أن تشهد العلاقات جموداً لسنوات وربما حتى يتم فرز الحياة السياسية في فرنسا.
في حديثه أمام سفراء بلاده المجتمعين في قصر الإليزيه، انتقى ماكرون كلمات “جارحة”- يبدو أنه انتقاءها بعناية كبيرة وعن قصد – كان لها وقعٌ سيئ في الجزائر، فقد تحدث عن “فقدان الشرف”، بخصوص قضية اعتقال الكاتب بوعلام صنصال، الذي شكَّك في أحقية الحدود الجزائرية ووحدتها الإقليمية والترابية.
وقال الرئيس الفرنسي إن “الجزائر التي نحبها كثيراً (تصوروا مقدار الكذب!)، والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تسيء إلى سمعتها، من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج”.
وتابع ماكرون: “نحن الذين نحب الشعب الجزائري وتاريخه، أحثُّ حكومته على إطلاق سراح بوعلام صنصال”، مضيفاً أن هذا “المناضل من أجل الحرية.. محتجز بطريقة تعسفية تماماً من قِبل المسؤولين الجزائريين”.
وأودع بوعلام صنصال (75 عاماً)، السجن منذ منتصف نوفمبر بتهم تتعلق بتهديد أمن الدولة، ونقل إلى وحدة علاج طبي منذ منتصف ديسمبر، وتحدث الرئيس تبون لأول مرة عن توقيفه في 29 ديسمبر، واصفاً إيّاه بـ”المحتال المبعوث من فرنسا”.
وبحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لموقع “فرونتيير” الإعلامي الفرنسي المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، تبنى فيها موقفاً مغربياً يقول إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.
ماكرون وظف كلمة (DESHONEUR) والتي تحمل في دلالتها عدة معانٍ، منها الإساءة للشرف، أو فقدان الشرف، ولأن الكلمة “جارحة جداً ومسيئة وغير لائقة تماماً” في توظيفها في الحديث بين الدول حتى أن وكالة الأنباء الفرنسية خجلت من استعمال معناها الحقيقي والصحيح واختارت معنىً ملطَّفاً للكلمة التي استعملها ماكرون بترجمتها إلى “إساءة السمعة”، ولأن الكثير من الجزائريين يتقنون لغة فولتير، فقد اعتبروا هذه الكلمة بمثابة شتيمة لبلادهم، ومحاولةَ تقديم دروس في الأخلاق من قِبل رئيس يمثل دولة استعمرت بلادهم وارتكبت كل المجازر الممكنة فيها، وهي اليوم ترفض حتى الاعتراف بهذا الماضي، دون أي اعتبار للشرف وكرامة الإنسان.
والغريب، أن ماكرون تعمَّد التضليل بالقول إن صنصال ممنوع من تلقي العلاج، في حين أنه نُقل للمستشفى لتلقي العلاج في إطار الإجراءات القضائية المعمول بها للمساجين.
تصريحات ماكرون الأخيرة والخطيرة جداً تُحيلنا إلى ما سبق له الإدلاء به في سبتمبر 2021، مثيراً عاصفة هوجاء بين البلدين، عندما قال إن النظام “السياسي العسكري الذي بنى نفسه على ريع الذاكرة الاستعمارية وكراهية فرنسا، منهك من أثر الحراك الشعبي”، معتبراً أن الرئيس عبد المجيد تبون “عالق في نظام شديد القسوة”.
وذهب ماكرون بعيداً في كلامه لدرجة الإساءة للتاريخ الجزائري، عبر الزعم بأن الأمة الجزائرية لم تكن موجودة في التاريخ، وأن الاستعمار الفرنسي هو من أوجد الجزائر، مستعيداً أطروحات يمينية ظلَّت تُستعمل لتبرير احتلال الجزائر، وكان ذلك التصريح، الذي نقلته جريدة “لوموند” الفرنسية بمناسبة لقاء جمعه مع أحفاد المهاجرين الجزائريين، سواء من الذين شاركوا في حرب التحرير، أو قاتلوا بجانب فرنسا (الحركى) أو من العمال واليهود وغيرهم.
ويبدو واضحاً أن ماكرون لم يرتدع من تلك التصريحات التي استغرقت وقتاً طويلاً لتجاوزها، مكرراً أسلوبه “المستفز” في الحديث عن الجزائر والعديد من الدول الأفريقية التي أصدرت بيانات تهاجم فيها تصريحاته.
وتأتي هذه التطورات الخطيرة في سياق استعادة اليمين المتطرف الفرنسي لنبرته العدائية ضد الجزائر، على خلفية اعتقال عدد من المؤثرين الجزائريين المقيمين على التراب الفرنسي، والذين تتهمهم النيابة الفرنسية بالتحريض على العنف والإرهاب عبر استهداف معارضين جزائريين في الخارج. ودفع ذلك سيباستيان شينو، نائب رئيس “حزب التجمع الوطني” المتطرف، إلى التصريح بأن “فرنسا تُهان وتُداس من قِبل الجزائر”، متسائلاً عما إذا كانت الجزائر تسعى إلى زعزعة استقرار فرنسا باستخدام هؤلاء المؤثرين، وأضاف: “هناك تزامن واضح في خطابات هؤلاء، ما يشير إلى وجود حملة منظمة تستهدف فرنسا”.
وتعيش العلاقات الجزائرية الفرنسية حالياً أسوأ حالاتها، منذ شهر جويلية الماضي، بعد قرار الرئيس الفرنسي الاعتراف بخطة الحكم الذاتي المغربية كأساس وحيد لحل النزاع في الصحراء الغربية، وهو ما ترفضه الجزائر التي تؤكد على حق الصحراويين في تقرير مصيرهم وفقاً لمقررات الأمم المتحدة.
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في خطابه الأخير أمام البرلمان، قد هاجم بشدة السلطات الفرنسية، معتبراً أنها الصانع الفعلي لخطة الحكم الذاتي.
واستدعت وزارة الخارجية الجزائرية مؤخراً السفير الفرنسي لدى الجزائر ستيفان روماتيه، لإخطاره احتجاجاً رسمياً بخصوص ما وصفته بـ “الممارسات العدائية” الصادرة عن الأجهزة الأمنية الفرنسية التي صارت متكررة بشكل مقلق لم تعد السلطات الجزائرية تحتمل السكوت عنه بينما وصفت وزارة الخارجية الفرنسية الاتهامات الجزائرية بأنها واهية ولا أساس لها من الصحة.
وبث التلفزيون الجزائري العمومي الشهر الماضي وثائقياً يحمل عنوان “فشل المؤامرة.. صقور الجزائر تنتصر” عما وصفه بخيوط مؤامرة المخابرات الفرنسية في محاولة فاشلة للمساس باستقرار البلاد.
ويروي الفيلم الوثائقي قصة شاب جزائري كان قد عاد عام 2016 من الرقة في سوريا، إذ كان منضوياً تحت لواء خلايا تنظيم “داعش”. وبعد عودته قضى ثلاث سنوات في السجن بالجزائر. كما يروي الوثائقي قصة تجنيد الشاب، بحسب الوثائقي، لحساب المخابرات الفرنسية لتشكيل خلايا إرهابية في الجزائر، إلا أن السلطات الجزائرية أحبطت الخطط.
كما سبق وأن وجهت الحكومة الجزائرية أصابع الاتهام نحو باريس بسبب ما وصفته بالتساهل في نقل كمية من الأسلحة والذخيرة الحية إلى مصلحة التنظيم الإرهابي المعروف اختصارًا باسم “الماك”، انطلاقًا من ميناء بجاية، وتمت عملية النقل، وفقاً للتحقيقات انطلاقاً من ميناء مارسيليا الفرنسي وذلك لمصلحة تنظيم إرهابي بغرض استغلالها في عمليات إرهابية محتملة.
فاقد الشيء بليغ في وصفه !
إن أكثر من يتكلم عن الشرف هي العاهرة، وأكثر من يتحدث عن الأمانة هو اللص، وأبلغ من يتحدث عن الكرامة هو الذليل المُهان، وأغلب من يتكلم عن النزاهة هو الفاسد والمختلس، ومن يتفلسف بالديمقراطية والإصلاح هو الديكتاتور والمتفرعن في السلطة، وأصدح من يتكلم عن الإنسانية هو القاتل المجرم؛ وأخطرهم من ارتدى لباس التقوى وفي باطنه حلل المظالم وهتك الأعراض.. حتى قالوا إن “فاقد الشيء بليغ في وصفه”.. ما يعكس حجم التناقضات في فرنسا حيث حدث ولا حرج ونحن نشاهد أو نسمع عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من يتحدث عن الحكمة وهو متهور، ومن يتكلم عن التقوى وهو فاسق، ومن يتحدث عن العلم وهو جاهل.. هو زمن يرحب بالمنافق ويرفع شأن المتملق وينبذ الصادق.
يقول الأديب والفيلسوف الأيرلندى الساخر جورج برناردشو “المرأة العاهرة أكثر الناس حديثاً عن الشرف”.. هذا القول ينطبق بقوة على فرنسا العاهرة وعلى الداعر ماكرون، فهل سمعتم عن عاهرة تحاضر عن الشرف.؟ أو خائناً يتكلم عن الأمانة.؟ أو عبداً يشرح مزايا الحرية.؟ أو قواداً يتحدث عن العفة.؟ أو دجالاً يعلم الصدق.؟ أو سفاحاً يدرس حرمة النفس.؟ رغم أنه لا يمكن لسفاح أن يتحدث عن العزة وقد ارتكب بلده جرائم بشعة في حق الإنسانية جراء قرون من استعمارها للدول عن الداعر ماكرون وفرنسا العاهرة اتحدث.
تنديد جزائري واسع بتصريحات ماكرون حول صنصال
ردت الجزائر رسمياً على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة بحقها، ووصفتها بـ “البهتان”، فيما وصف البرلمان وقوى سياسية موالية ومعارضة في الجزائر تصريحات ماكرون ووزير خارجيته جان نويل بارو، التي أدليا به الاثنين الفارط، بأنها “تدخل غير مقبول في الشؤون الداخلية للجزائر”.
وزارة الخارجية تُندد بتصريحات ماكرون حول بوعلام صنصال وتعتبرها “تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي”
نددت الجزائر الثلاثاء الماضي بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر فيها أن الجزائر “تسيء لسمعتها” برفضها الإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال. واعتبرت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها كلام ماكرون “تدخل سافر وغير مقبول في الشأن الجزائري الداخلي”.
وعبرت الجزائر عن استيائها الشديد من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قضية الكاتب الموقوف بوعلام صنصال، والذي يحمل جنسية البلدين. وذلك بعد أن حث ماكرون الجزائر على الإفراج عن الكاتب البالغ من العمر 75 عاماً، واعتبر أنها “تسيء لسمعتها من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج”.
وفي بيان نشرته على حسابها الرسمي على منصة “إكس” عبرت الخارجية الجزائرية عن اطلاعها بـ”استغراب شديد” على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر. وقالت إنها ” تهين، في المقام الأول، من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المتهاونة والمستهترة”.
وشددت الخارجية الجزائرية على أن “هذه التصريحات لا يمكن إلا أن تكون موضع استنكار ورفض وإدانة لما تمثّله من تدخل سافر وغير مقبول في شأن جزائري داخلي”. واعتبرت الجزائر أن “ما يقدمه الرئيس الفرنسي زوراً وبهتاناً كقضية متعلقة بحرية التعبير، ليست كذلك من منظور قانون دولة مستقلة وذات سيادة، بل يتعلق الأمر بالمساس بالوحدة الترابية للبلاد، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الجزائري”.
مصادر “أفريكا نيوز” : “الجزائر ستستدعي السفير الفرنسي لإبلاغه احتجاجا رسميًا“
رغم أن بيان وزارة الخارجية الجزائرية لم يشر إلى ما إذا كانت استدعت السفير الفرنسي في الجزائر لإبلاغه احتجاجاً رسمياً مثلما هو مُتعارف عليه دبلوماسياً في هكذا حالات، لكنها خطوة مرتقبة ومتوقعة بحسب مصادر دبلوماسية لــ “أفريكا نيوز”، لأن تصريحات ماكرون والرد الجزائري القوي رسميًا وحزبيًا وإعلامياً وشعبياً يشيران بأن الرد الجزائري القادم سيكون قوياً جداً وحاداً جداً وربما غير مسبوقاً.
المجلس الشعبي الوطني : “التصريحات غير المسؤولة للرئيس الفرنسي محاولة غير خافية لتشويه صورة الجزائر ومؤسساتها السيادية“
وفي أول ردِّ فعل رسمي، استنكر مكتب المجلس الشعبي الوطني، الإثنين، بشدَّة ما وصفها بـ “التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تجاه الجزائر”. وذكر بيان الغرفة الأولى للبرلمان، أن مكتب المجلس، برئاسة إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبَّر عن رفضه التام للتصريحات التي وصفها بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للجزائر، مشيراً إلى أنها تمسُّ بسيادتها وكرامتها بشأن قضية قيد النظر وفق القوانين الجزائرية. كما أشار إلى أنها “محاولة غير خافية لتشويه صورة الجزائر ومؤسساتها السيادية”.
وأكَّد مكتب المجلس الشعبي الوطني أن “الجزائر، التي شهدت أبشع الانتهاكات خلال فترة الاستعمار الفرنسي، ترفض أي تدخل خارجي، أو محاولات لتوجيه دروس في مجال حقوق الإنسان والحريات”، معتبراً أن “مثل هذه التصرفات تظل غير مقبولة من قِبل الشعب الجزائري، ولن تؤثر على مسار الجزائر المستقل، بل ستعزز من عزيمتها وإصرارها في الدفاع عن سيادتها وكرامتها”.
وختم المكتب بدعوة السلطات الفرنسية إلى الالتزام بقواعد العلاقات الدولية التي تقوم على الاحترام المتبادل.
الأفافاس : “تصريحات ماكرون تجاه الجزائر مُثيرة للاشمئزاز“
أكد حزب جبهة القوى الاشتراكية، أن تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الاثنين المنصرم، تجاه الجزائر، مثيرة للاشمئزاز، مشينة وغير مقبولة.
ورد الحزب، في بيان له، على الرئيس الفرنسي، معتبرا أن التصريحات، التي يتطاول فيها على بلادنا بوصفها بفاقدة الشرف، تعكس احتقارًا مرضيًا وعجزًا مستمرًا من فرنسا الرسمية عن تحمل مسؤولية ماضيها الاستعماري وعن التخلص من موقفها الأبوي والمتعالي تجاه الدول ذات السيادة.
ولفت البيان، إلى أنه وبدلاً من الانخراط في مسار الاعتراف الكامل والمطلق بالجرائم الاستعمارية. يبدو أن فرنسا، في ظل رئاسة ماكرون، أصبحت اليوم رهينة للتيارات المتطرفة المعادية للجزائر. والتي هي في الوقت ذاته عنصرية وإسلاموفوبية. بل إن البعض منها مشبع بالحنين إلى “الجزائر الفرنسية”.
وأضاف الحزب، أن هذا الموقف، الذي يتمسك بمنطق الهيمنة البائد، يمثل انتهاكًا صارخًا للمبادئ الدبلوماسية الأساسية. وللإحترام المتبادل بين الدول المستقلة.
وأكد الأفافاس، أن الجزائر، القوية بتاريخها ونضالها البطولي من أجل الاستقلال. لا يمكنها أن تقبل دروسًا في الأخلاق أو الإنسانية من حكومة تدعم، بصمتها أو بأفعالها، الإبادة الجماعية الجارية في غزة.
وأضاف أن فرنسا، أدارت تحت قيادة ماكرون، ظهرها للمثل التي كانت تدعي الدفاع عنها، وفقدت أهليتها كحاملة للقيم النبيلة العالمية.
وقال الحزب، إن دماء الشهداء الجزائريين، التي أُريقت من أجل الحرية والكرامة بين عامي 1830 و1962. تبقى الشاهد الأبدي على شرف أمتنا.
وأضاف الحزب، أن على الذين استعمروا وعذبوا وقمعوا أن يتحملوا ذنب جرائمهم والعار الذي يرافقها. ذاكرة الجزائر هي ذاكرة شعب شامخ، كريم، ومصمم على التطلع إلى مستقبله بكل استقلالية. متحررًا من أي تدخل أجنبي.
وتابع أنه وما دامت السلطات الفرنسية تصر على تبني موقف نيوكولونيالي قائم على الإنكار والغطرسة. فإنها لن تفعل سوى تعميق عزلتها الأخلاقية والسياسية في إفريقيا. وعلى الساحة الدولية بشكل عام.
أما الجزائر، فيمكنها بسهولة الاستغناء عن تطبيع علاقاتها مع القوة الاستعمارية السابقة. إذا كان ذلك يعني البقاء وفية لمبادئها المتمثلة في الشرف والسيادة والاحترام المتبادل بين الشعوب، يُضيف البيان.
وفي ختام رده، أكد حزب جبهة القوى الإشتراكية، أنه لن تهز كرامتنا أي تصريحات مهينة، ولن تنال من سيادتنا أي مواقف متعجرفة. وأن الجزائر ستواصل مسيرتها بكل عزم واستقلالية. مستلهمة روح الملايين من أبنائها الذين ضحوا بحياتهم من أجل حرية مطلقة وغير قابلة للتصرف.
الأفلان : “الجزائر بلد الأحرار وترفض التدخل في شؤونها أو ابتزازها“
رد حزب جبهة التحرير الوطني، على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حيال الجزائر والتي وصفها باللامسؤولة وتعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية للجزائر ومساساً بسيادتها وكرامتها بشأن قضية قانونية تحت النظر وفق القوانين الجزائرية.
وفي بيان له أكد الأفلان أنه تابع باشمئزاز السقطة غير الأخلاقية والتصريحات اللامسؤولة التي أطلقها الرئيس الفرنسي. ايمانويل ماكرون، ما يعتبر تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للجزائر ومساساً بسيادتها وكرامتها. بشأن قضية قانونية تحت النظر وفق القوانين الجزائرية.
كما عبر الحزب في بيانه عن استنكاره الشديد لمثل هذه التصريحات الغريبة، من طرف رئيس دولة تزعم احترام اللوائح والقوانين. وهي تكيل بسياسة الكيل بمكيالين تجاه مختلف القضايا في العالم.
وأوضح البيان، أن الحزب يؤكد أن الجزائر بلد الثوار والأحرار ترفض تماماً أية محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية أو ابتزاز. أو مساومة مهما كان مصدرها، فبلدنا الذي دفع في سبيل نيل حريته ملايين الشهداء. سيبقى وسيظل حراً، لأن الجزائريين ولدوا أحرار وسيبقون أحراراً.
إن مثل هكذا تصريحات -يضيف البيان- غبية محاولة بائسة من أجل تشويه صورة الجزائر ومؤسساتها السيادية، في خطوة استفزازية جديدة تؤكد فظاعة التكالب ضد كل ما هو جزائري، من أطراف تزعجها الطفرة التي شهدتها الجزائر في السنوات الأخيرة في مختلف المجالات سواء سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً.
وعبر حزب جبهة التحرير الوطني عن استهجانه الشديد، لهذه التصرفات التي وصفها بغير المقبولة وغير السوية، ما يؤكد حالة التيهان التي يعيشها صناع القرار بفرنسا بسبب ما تعيشه من أزمات سياسية واقتصادية عميقة، حسب البيان.
وجاء في ذات البيان “إننا في حزب التحرير الوطني نرفض بشكل قاطع أي تدخل خارجي أو محاولات لإعطاء دروس حول الحريات وحقوق الإنسان، كما ندعو السلطات الفرنسية الى ضرورة الالتزام بقواعد العلاقات الدولية المبنية على الاحترام المتبادل”.
حركة البناء : “تصريحات ماكرون تدخلٌ سافرٌ في الشؤون الداخلية للدولة الجزائرية ذات السيادة“
أعربت حركة البناء الوطني عن استيائها العميق ورفضها المطلق والتام للتصريحات الأخيرة غير المقبولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
واعتبرت حركة البناء تصريحات ماكرون تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للدولة الجزائرية ذات السيادة، ومساس باستقلالية عدالتها.
كما أكدت حركة البناء أن محاولة ماكرون مخاطبة الشعب الجزائري بعيدا عن مؤسسات دولته هي محاولة بائسة للمساس باللُّحمة الوطنية التي هي أساس إفشال أي استهداف لوطننا.
وفي البيان ذاته عبرت حركة البناء عن قلقها البالغ إزاء حملات الاستهداف وتنامي خطاب الكراهية ضد أبناء جاليتنا في فرنسا من أطراف معروفة بعدائها للجزائر.
وعقدت هيئة التنسيق الموسعة للحركة، اجتماعاً تناول الجوانب الفكرية والتنظيمية لدورة مجلس الشورى الوطني المزمع عقدها يوم السبت 11 جانفي 2025 بالمقر الوطني، وقد تطرق اللقاء إلى التطورات الأخيرة على المستويين الوطني والدولي.
حركة مجتمع السلم : “تصريحات ماكرون استعلاء مُرتبط بالذهنية الاستعمارية المؤذية“
تابعت حركة مجتمع السلم بأسف شديد التصريحات الصادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته، والتي شكلت سلوكاً دبلوماسياً غير مقبول في العلاقات بين الدول ذات السيادة.
وقال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني شريف، في بيان نشره على صفحته بفايسبوك، أن هذه التصريحات، تعبر عن استعلاء مرتبط بالذهنية الاستعمارية المؤذية. والبعيدة عن احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأضاف حساني، إن هذه التوترات المبرمجة من الطرف الفرنسي الرسمي وغير الرسمي تعبر عن حالة من الارتباك في إدارة العلاقات. والتي لاتزال محل خلاف واختلاف ولاسيما ملف الذاكرة. وما هو مطلوب من المستعمر القديم إرجاع حق الشعب الجزائري بالضرورة الاعتراف والاعتذار والتعويض وتجريم الاستعمار. وإنهاء أسلوب محاولة ممارسة الوصاية والابتزاز التي طبعت الخطاب والسلوك الفرنسي الرسمي باستمرار.
واستنكرت حركة مجتمع السلم، على لسان رئيسها عبد العالي حساني، هذه الممارسات العدوانية والتصريحات الاستعلائية التي تمثل تدخلا سافرا ومرفوضا في الشؤون الداخلية.
ودعت السلطات الفرنسية إلى ضرورة فهم التحولات والمتغيرات التي عرفها الشعب الجزائري بعد الاستقلال. والوعي والنضج الذي به يتحلى أبناؤه بكل مكوناتهم. تمسكا بقيمهم وثوابتهم وسيادتهم وانتمائهم الحضاري. والتي تتقضي أن يتوقف المستعمر القديم عن استفزازاته المتكررة وتصدير إفلاسه وأزماته السياسية والاقتصادية وسوء تقديره لمواقف الدول والنخب. بغرض إلهاء الرأي العام الداخلي الفرنسي. وتعويض خسائره المسجلة في المناطق والدول التي يعتبرها نفوذا مستباحا له دون وجه حق.
وأكدت حركة مجتمع السلم، مرة أخرى، تمسكها بمبدأ سيادة الجزائر على مواقفها وخيارتها وعلاقاتها. ولاسيما تلك المرتبطة بمختلف الاتفاقات الثنائية والبينية. والحق في حماية أمنها القومي والاستراتيجي في مواجهة المخاطر المبرمجة التي تستهدفه.
صوت الشعب : “تصريح ماكرون محاولة مكشوفة لتشويه صورة الجزائر“
أعلن حزب صوت الشعب، أن التصريحات اللامسؤولة لماكرون لا تمت بصلة للأعراف والأخلاق الدبلوماسية.
وفي بيان استنكار لحزب صوت الشعب، أكد من خلاله أن تصريحات ماكرون تدخّل سافِر وغير مقبول في الشؤون الداخلية للجزائر. كما اعتبر الحزب أن التصريحات اللامسؤولة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا تمت بصلة للأعراف والأخلاق الدبلوماسية، بمثابة “اللاحدث”. والتي تمثل تدخلاً سافرًا وغير مقبول في الشؤون الداخلية للجزائر ومساساً بسيادتها وكرامتها. بشأن قضية موجودة على مستوى القضاء الجزائري الذي يبقى سيداً ومستقلاً في قراره. والتي هي قيد النظر وفقاً للقوانين الجزائرية والمواثيق الدولية.
كما أدان الحزب بشدة تصريح الرئيس الفرنسي المرفوض واللامسؤول، واعتبره محاولة مكشوفة لتشويه صورة الجزائر ومؤسساتها الدستورية السيادية. بعدما فقدت فرنسا مصالحها في إفريقيا. حيث يعتبر أن هذه الخطوة الاستفزازية الجديدة، هي بمثابة تعبير عن الحقد الدفين. والانزعاج الكبير الذي أبدته أطراف فرنسية معروفة من الخطوات الكبيرة والإيجابية التي حققتها الجزائر في السنوات الأخيرة. وفي مختلف المجالات سواء سياسياً، اقتصادياً، ديبلوماسياً و إجتماعياً.
كما أكد الحزب، أن الجزائر ترفض وبشكل قاطع أن تتلقي دروساً في مجال حقوق الانسان والحريات. والتي قطعت فيها أشواطاً كبيرة بشهادة الهيئات الأممية والدولية. كما أن مثل هذه التصريحات والتصرفات تؤكد حالة التخبط والتيهان التي يعيشها صناع القرار بفرنسا. بسبب ما تعيشه الجبهة الداخلية الفرنسية من مشاكل وأزمات سياسية واقتصادية عميقة. ومحاولة توجيه الرأي العام الفرنسي إلى قضايا هم في غنى عنها ولاتهمهم إطلاقا.
ودعا الحزب السلطات الفرنسية إلى ضرورة الالتزام بقواعد العلاقات الدولية المبنية على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
جبهة المستقبل تستنكر بشدة تصريحات ماكرون
إستهجن حزب جبهة المستقبل وإستنكر بشدة، التصريحات المستفزة الصادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي وصفه الحزب بحبيس الماضي الاستدماري ورهينة اليمين المتطرف.
واستغرب الحزب، في بيان له، صادر عن الدكتور فاتح بوطبيق، رئيس حزب جبهة المستقبل، تصريحات الرئيس الفرنسي، والتي تأتي في الوقت الذي تعمل فيه الشعوب على ترقية حقوق المواطنة والحريات العامة. وتتطلع الى تطوير العلاقات بما تخدم أوطانها.
وأكد الحزب، أنه يستهجن ويستنكر بشدة هاته التصرفات والتصريحات الصادرة عن مختلف الفاعلين في المشهد الفرنسي اليوم والتي تعبر حتماً عن التطرف وما يضمرونه من حقد لجزائر اليوم. وما صدر بالذات عن الرئيس الفرنسي بشأن قضايا بيد العدالة الجزائرية السيدة. والتي تحظى باحترام ومستوى عالي في حماية حقوق الانسان.
مشيراً إلى أن هذا يؤكد وجود مخطط عدائي ممنهج من هؤلاء للمساس باستقرار وتطلعات الأمة الجزائرية. التي تشهد نجاحات في عدة مجالات عززت سيادتها وخياراتها الاستراتيجية إقليميا ودوليا.
وأضاف الحزب، أن مثل هاته التصريحات لا تخدم القيم المشتركة بين الثقافات والشعوب. بل تؤجج مشاعر الكراهية والعنصرية والتي تتنافى مع القيم الإنسانية التي تدعو الى الاحترام والتسامح.
وأكدت جبهة المستقبل، مرة أخرى، على التضامن الوطني ورص الصفوف خلف مؤسسات الجمهورية. التي يهيب بها وبمواقفها لاسيما السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وعبر الحزب، عن تطلعاته، إلى مستوى علاقات مميزة تراعي المصالح المشتركة بين ضفتي المتوسط. المبنية على الاحترام والمصالح المشتركة للشعوب والتي تنفي حتماً الاذعان في التعامل مع مختلف الملفات.
تلي عبد الله – باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية :
“سياسة الجزائر الخارجية ومرافعتها الدائمة من أجل التحرر والتبعية لمستعمر الأمس بات يكبح المقاربات الاستراتيجية الفرنسية لبسط نفوذها في أفريقيا“
يقول الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية تلي عبد الله: “إن منهج صناع القرار السياسي في فرنسا ما زال مرهونًا ومرتبطًا بفرنسا الاستعمارية أي يمكن أن نميز بين فرنسا الجمهورية ذات التوجه الأوروبي وفرنسا ذات التوجه الأفريقي وهم من يسيطرون على مفاصل الدولة الفرنسية مما يبقيها أسيرة لماضيها الاستعماري الذي يرى في أفريقيا منطقة نفوذ فرنسية يجب أن تظل في قبضتها ثقافياً واقتصادياً وسياسياً وهو الضامن لبقائها قوية مما يدفع ببذل كل جهودها لأجل إخضاع أي سياسة تقوم في مستعمراتها السابقة قد تؤدي لتراجع نفوذها وضياع مصالحها”.
ويرى تلي عبد الله أن “استدعاء السفير الفرنسي للمرة الرابعة على التوالي في غضون 3 أو 4 سنوات دليل قاطع على أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تحمل نوعاً من الخصوصية، فهي مبنية على جدلية وتجاذب دبلوماسي لا سيما في المجال المتعلق بالتاريخ والذاكرة غير أنها مستمرة في باقي المجالات الثقافية والتجارية والاقتصادية”.
ويمكن التأكيد أيضاً على أن النزعة الاستقلالية التحررية في سياسة الجزائر الخارجية ومرافعتها الدائمة من أجل التحرر من الارتهان والتبعية لمستعمر الأمس بات يكبح المقاربات الاستراتيجية الفرنسية لبسط نفوذها في أفريقيا، بحسب الباحث تلي.
ويضيف تلي عبد الله أن فرنسا تعمل على “التقرب من مفاصل النقل التجاري في القارة السمراء ولذلك نلاحظ اليوم تركيزها على البحر الأحمر وخليج غينيا ومنطقة الساحل الأفريقي والوصول إلى الموارد الطبيعية خصوصًا اليورانيوم والهيدرو كربير المؤثرين في الصناعة العسكرية والكهربائية الفرنسية وأخيرا توسيع الأسواق الفرنسية لتكون القارة الأفريقية سوقاً للمنتجات الفرنسية”.
عبد العزيز رحابي – دبلوماسي ووزير سابق – :
“إن تحويل الجزائر إلى قضية سياسية داخلية بالنسبة لفرنسا يبعد أي أفق لتطبيع العلاقات”
انتقد الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي، في صفحته على فيسبوك، تحويل الجزائر إلى قضية سياسية داخلية بالنسبة لفرنسا، مشيراً إلى أن ذلك “يبعد أي أفق لتطبيع العلاقات”. وقال: “وزير الخارجية الفرنسي بارو يشكك البارحة في صلاحية قراراتنا، والرئيس ماكرون يقلّل اليوم من شرف الجزائر إلى هذا الحدّ. إنَّ تحويل بلدنا إلى قضية سياسية داخلية بالنسبة لفرنسا يبعد أي أفق لتطبيع العلاقات التي يتمناها أصحاب النوايا الحسنة في البلدين”.
وكان رحابي يشير إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، الأخيرة التي أعرب فيها عن شكوكه حيال نوايا الجزائر، مشيراً إلى أن تصرفات السلطات الجزائرية “تثير تساؤلات حول التزامها بخارطة الطريق المشتركة”. كما انتقد قرار الجزائر بحبس الكاتب بوعلام صنصال، معتبراً أن الأسباب “غير مبررة”.
البروفيسور بريك حبيب الله – باحث أكاديمي وأستاذ جامعي بالمركز الجامعي تندوف – :
“العلاقات الجزائرية الفرنسية تمر بفترة غير صحية دبلوماسياً بسبب تهوّر الجهات الفرنسية الرسمية”
بينما لا يستبعد البروفيسور بريك حبيب الله باحث أكاديمي وأستاذ جامعي بالمركز الجامعي تندوف سيناريو “القطيعة التامة” بعد أن بلغت الأزمة ذروتها وباتت تنذر بالأسوأ، ويقول إن “العلاقات الجزائرية الفرنسية تمر بفترة غير صحية دبلوماسياً بسبب تهور الجهات الفرنسية الرسمية وتورطها في العداء تجاه الجزائر بهدف ضرب استقرار البلاد وزعزعة أمنها وكل ذلك مع سبق الإصرار والترصد ودون مراعاة الأعراف والقوانين الدولية التي تحفظ مبدأ الاحترام المتبادل والسيادة الكاملة لأي دولة، وهذه الأعمال والمواقف السخيفة من جهة فرنسا لم تكن الأولى من نوعها بل سبقتها مجموعة وسلسلة من الأزمات السابقة في شقها الاقتصادي والتاريخي كانت سببها فرنسا دائما والجزائر تحاول قدر الإمكان تجنب الوقوع في أزمة دبلوماسية.
حكيم سعودي – خبير متخصص في العلاقات الجزائرية الفرنسية :
“تصريحات ماكرون مستفزة على أكثر من صعيد، كون القضية جزائرية محضة“
فيما أكد الخبير المتخصص في العلاقات الجزائرية الفرنسية حكيم سعودي، إن “تصريحات ماكرون مستفزة على أكثر من صعيد، كون القضية جزائرية محضة، وبالتالي هناك محاولة متعسفة من الجانب الفرنسي لحشر نفسه في المسألة، وهذا يمثل تدخلاً في قضايا داخلية، الجانب الجزائري كما هو معلوم حساس لهذا النوع من المواقف الفرنسية، وإذا أضيف له السياق القائم والمتأزم بين البلدين، فإن ذلك يعزز التوقع برد جزائري أكيد، مضيفاً: “خاصة أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة معقدة من رد موقف بموقف”.
إعداد : القسم الوطني