الخبير الاقتصادي البروفيسور فارس هباش لـ “أفريكا نيوز” :
عرفت الجامعة الجزائرية، خلال السنوات الأخيرة، العديد من الإصلاحات والسياسات البناءة التي من شأنها تحويل وتطوير دورها من مؤسسة تعليم عالي كلاسيكية إلى جامعة ريادة أعمال قادرة على تخريج طلبة صانعين للثروة ومناصب الشغل، كما يرى الخبير الإقتصادي والأستاذ بجامعة سطيف البروفيسور فارس هباش.
وقال البروفيسور فارس هباش، في تصريح لـ”أفريكا نيوز”، أن تطوير الدور الإقتصادي للجامعة الجزائرية يَكمُن في التركيز على عدة محاور إستراتيجية، ستؤدي لمساهمتها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في ظل الإصلاحات المنتهجة، أهمها تعزيز الإبتكار وتشجيع البحث العلمي التطبيقي المرتبط باحتياجات السوق المحلية والدولية، وتمكين الجامعة من إقامة شراكات مع القطاع الصناعي الخاص والحكومي لتقديم حلول مبتكرة للمشكلات العملية المطروحة مثل متطلبات تكنولوجيات الطاقات المتجددة والزراعة.
كما أن دعم إنشاء مراكز بحث وتطوير داخل مؤسسات التعليم العالي، مثلما أضاف هباش، يُحفِّز الطلبة والباحثين على المساهمة في تقديم حلول اقتصادية مبتكرة، وهو ما تعكف عليه الوزارة الوصية من خلال إنشاء مخابر وحاضنات للأعمال ودور للمقاولاتية والذكاء الإصطناعي.
علاوة على ذلك، تشجيع وتعزيز مكانة ريادة الأعمال ودفع الطلاب نحو الانخراط في هذا المجال داخل الجامعات، ووضع برامج متخصصة وحاضنات أعمال تتيح التدريب والتمويل الأولي والإرشاد والتوجيه لإنشاء مشاريع ناشئة منتجة، مع تنظيم مسابقات لريادة الأعمال داخل الجامعات لتعزيز التفكير الإبداعي، وكذا إنشاء مشاريع داعمة للإقتصاد وتقديم حلول مبتكرة للمشكلات المطروحة، وفقا للمصدر ذاته.
واقترح هباش إقامة شراكات مع القطاع الخاص، والعمل بشكل وثيق مع الشركات لتحديد احتياجات السوق، بغية سد الفجوة بين التعليم والبحث وسوق العمل، وحتى تكون الخطوة مفيدة لتدريب للطلاب وتوفير مناصب شغل لخريجي الجامعات، وفي المقابل يمكن للجامعة تقديم خدمات استشارات علمية وتقنية في المجال لتحسين الإنتاجية وإدارة الأعمال.
وتتطلب الصناعات الحديثة تحسين وتحيين المناهج بما يتوافق مع متطلبات العصر الرقمي والعولمة والتكنولوجيا، فضلا عن ضرورة مواصلة الدعم الحكومي والإستمرار في سياسات التحفيز على تطوير البحث العلمي وريادة الاعمال، ووضع سياسات للتمويل المستدام من خلال شركات بين الجامعات والقطاعين العام والخاص، حسب قوله.
وفي الشّأن الدولي، لابد أن تتَّجِه الجامعات الجزائرية إلى تعزيز التعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية الدولية لتبادل المعرفة والتكنولوجيا وتحسين جودة التعليم والإبحاث العلمية، وتسريع التّحوّل الرقمي لما له من دور كبير في تعزيز التفاعل مع الصناعة والمجتمع، وإنشاء منصات الكترونية لتسهيل التواصل والتعاون بين الجامعات والباحثين والشركات، يُضيف الخبير الإقتصادي والأستاذ بجامعة سطيف البروفيسور فارس هباش.
محمد الصالح . ح