بداية سريان هدنة بـ 60 يومًا
بدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مع حلول الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء، بعد أكثر من عام من المواجهات وشهرين من حرب مفتوحة. يهدف الاتفاق إلى إنهاء النزاع ولعودة السكان النازحين.
وكشفت وكالة “رويترز”، مساء أول أمس الثلاثاء، أن مجلس الوزراء الأمني المصغر في الكيان الصهيوني وافق على وقف إطلاق النار مع لبنان.
من جهتها، أكدت القناة الـ 12 العبرية أن “الكابينت” صادق على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
وكشفت وسائل إعلام عبرية أن وقف إطلاق النار بين لبنان و”إسرائيل” يدخل حيز التنفيذ غدًا (أمس الأربعاء) على الساعة العاشرة صباحًا، وسيبدأ الكيان الصهيوني في سحب قواته بشكل تدريجي من جنوب “الخط الأزرق” في لبنان خلال مدة تصل إلى 60 يومًا، مضيفة أن الطرفين سيطبقان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
وأكدت قناة “الميادين” اللبنانية أن بنود اتفاق وقف إطلاق النار تشمل عدم قيام الاحتلال بأي عمل عسكري ضد لبنان.
نتنياهو يعلن التوقيع على وقف إطلاق النار في لبنان
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، أن المجلس الوزاري المصغر وافق على وقف إطلاق النار في لبنان.
وأضاف في خطاب بثه التلفزيون أنه سيعرض الاتفاق على مجلس الوزراء بكامل هيئته في وقت لاحق من مساء أمس الأول.
وبين أن هذا التوجه يعني أن إسرائيل ستركز على التهديد الإيراني الآن، “ونحتفظ بحرية العمل العسكري إذا خرق حزب الله الاتفاق”.
وأوضح نتنياهو في كلمته أن أحد أسباب وقف إطلاق النار في لبنان هو فصل الجبهات وإخراج حماس تمامًا من الصورة.
“أفريكا نيوز” تنشر نص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
فيما يلي نص الاتفاق وفق ما نشرته إذاعة الجيش الإسرائيلي :
- حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان لن تنفذ أي عمل هجومي ضد إسرائيل.
- إسرائيل، بالمقابل، لن تنفذ أي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر.
- تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
- هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس.
- ستكون قوات الأمن والجيش الرسمية في لبنان هي الجهات المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.
- سيتم وضع أي بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المرتبطة بالأسلحة في لبنان تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية.
- سيتم تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة المتورطة في إنتاج الأسلحة أو المواد المرتبطة بالأسلحة.
- سيتم تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة أي أسلحة غير مرخصة تتعارض مع هذه الالتزامات.
- سيتم إنشاء لجنة مقبولة من كلا الطرفين (إسرائيل ولبنان) للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
- سيقوم كل من إسرائيل ولبنان بالإبلاغ عن أي انتهاكات محتملة لهذه الالتزامات إلى اللجنة وإلى قوات اليونيفيل.
- سينشر لبنان قوات الأمن والجيش الرسمية على طول الحدود، ونقاط العبور، والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية الواردة في خطة الانتشار.
- ستنسحب إسرائيل بشكل تدريجي من جنوب الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يومًا.
- ستعمل الولايات المتحدة على تعزيز مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.
مقتل 3768 لبنانيًا وجرح 15 ألفًا و699 آخرين منذ 8 أكتوبر 2023
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الأحد، مقتل 3768 شخصًا وجرح 15 ألفا و699 آخرين منذ 8 أكتوبر 2023. ولا تميز هذه الحصيلة بين القتلى من مقاتلي حزب الله أو من المدنيين. وغالبية هؤلاء الضحايا سقطوا بعد أن كثفت إسرائيل هجومها على لبنان في نهاية سبتمبر. على الجانب الإسرائيلي، أسفرت ضربات حزب الله عن مقتل 45 مدنيًا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان السوري المحتل.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن 73 من جنودها على الأقل قتلوا في شمال إسرائيل، وهضبة الجولان وخلال المعارك البرية في جنوبي لبنان.
هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار ؟
إن اتفاق وقف إطلاق النار يبشر بفترة راحة ضرورية للغاية للمدنيين اللبنانيين، الذين قُتل المئات منهم في الغارات الجوية الإسرائيلية، وكذلك للإسرائيليين، الذين لجأ الملايين منهم إلى الملاجئ وسط وابل الصواريخ اليومي من حزب الله.
ولكن هناك تساؤلات مشروعة حول المدة التي قد يستمر فيها الاتفاق،فإسرائيل تصر على أنها ستتخذ إجراءات عسكرية ردًا على أي خرق، وهذا من شأنه أن يشعل فتيل الصراع من جديد، الأمر الذي يعرض الجهود الدبلوماسية التي تدعمها الولايات المتحدة للخطر.
وفي الوقت نفسه، وافق “حزب الله” على سحب مسلحيه شمال نهر الليطاني، على بعد نحو 40 كيلومترًا من الحدود الإسرائيلية اللبنانية عند أقصى نقطة لها.
وقدم هذا التنازل في 2006 ولكنه انتهكه، فقام ببناء بنية تحتية ضخمة تحت الأرض في منطقة يشكل مسلحيه جزءا من النسيج الاجتماعي فيها، كما انتهكت إسرائيل اتفاق 2006 بإجراء طلعات جوية شبه يومية فوق لبنان.
وسمحت الانتهاكات لحزب الله بتعزيز قواته بشكل هائل، في حين جمعت إسرائيل معلومات استخباراتية عن الجماعة المسلحة والتي أثبتت أنها ستغير قواعد اللعبة في حرب 2024.
ومع ذلك، استمرت هدنة 2006 لمدة تقرب من عقدين، وهي أطول فترة من الهدوء على هذا الخط السياسي منذ ستينيات القرن العشرين.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يحذّر النازحين من جنوب لبنان من العودة لقراهم مع بدء سريان الهدنة
وجّه جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء إثر بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بينه وبين حزب الله، تحذيرا إلى النازحين من جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم أو الاقتراب من مواقعه في هذه المنطقة.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر حسابه في منصة (إكس) “إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان: مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ وبناء على بنوده، يبقى جيش الدفاع (الإسرائيلي) منتشرًا في مواقعه داخل جنوب لبنان. يحظر عليكم التوجه نحو القرى التي طالب جيش الدفاع بإخلائها، أو باتجاه قوات جيش الدفاع في المنطقة”.
وقد دخل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لإنهاء الأعمال القتالية بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح أمس الأربعاء بالتوقيت المحلي.
ومع بدء سريان وقف إطلاق النار، بدأ عدد كبير من اللبنانيين في العودة بمركباتهم إلى مناطقهم في الجنوب.
ميقاتي يستعد لعقد جلسة حكومية للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار
يراقب لبنان ما سيصدر عن حكومة إسرائيل حول اتفاق وقف إطلاق النار ليتخذ الإجراءات اللازمة في حال لم يلجأ بنيامين نتنياهو إلى أي مناورة، حيث طلب رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي من الوزراء البقاء على جهوزية لعقد جلسة لمجلس الوزراء أمس الأربعاء للموافقة على وقف النار، بعدما تبلّغ من الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين رسميًا موافقة تل أبيب.
وكلّف ميقاتي الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، القيام بالترتيبات اللازمة لتأمين نصاب عقد الجلسة المحدد بـ 16 وزيرًا لعرض آلية تنفيذ القرار 1701، واتخاذ القرار بالموافقة عليها من دون معرفة ما إذا كان وزراء “التيار الوطني الحر” سيشاركون في الجلسة أم سيستمرون بالمقاطعة.
وأوردت القناة 12 الإسرائيلية أن مسودة الاتفاق تتضمن فترة انتقالية مدتها 60 يومًُا ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي، بينما ينتشر الجيش اللبناني في المناطق القريبة من الحدود، وينقل “حزب الله” أسلحته الثقيلة إلى شمال الليطاني. كما تتضمن المسودة أيضا لجنة إشرافية بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة التنفيذ ومعالجة الانتهاكات.
وذكرت صحف عبرية أنه “بموجب الاتفاق، وافقت واشنطن على تقديم ضمانات لإسرائيل تتضمن دعمها العمل العسكري الإسرائيلي ضد التهديدات الوشيكة من الأراضي اللبنانية، واتخاذ إجراءات لتعطيل إعادة تأسيس الوجود العسكري لحزب الله بالقرب من الحدود. كما يتضمن الاتفاق إجراء إسرائيليًا بعد التشاور مع الولايات المتحدة في حال عدم تعامل الجيش اللبناني مع التهديد”.
الجيش اللبناني يستعد للانتشار في الجنوب ويدعو النازحين إلى التريث بالعودة إلى منازلهم
قال الجيش اللبناني، اليوم، الأربعاء، إنه يستعد للانتشار في جنوب البلاد، وذلك بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حزب الله” حيز التنفيذ عند الساعة 02.00 بتوقيت غرينتش.
كما طلب الجيش، في بيان، من سكان القرى الحدودية تأخير العودة إلى منازلهم والتريث حتى ينسحب الجيش الإسرائيلي.
أبرز ردود الفعل الدولية على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل
أثار الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان الثلاثاء، ردود فعل دولية، إذ رحبت العديد من الدول بهذه الخطوة، معتبرة إياها فرصة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ولم يعلق “حزب الله” رسميًا على وقف إطلاق النار، لكن المسؤول الكبير بالجماعة حسن فضل الله قال لقناة “الجديد” التلفزيونية اللبنانية إنه في حين يدعم “حزب الله” بسط سلطة الدولة اللبنانية، فإن الجماعة ستخرج من الحرب أقوى.
وقال فضل الله، وهو نائب عن “حزب الله” في مجلس النواب اللبناني: “نحن حريصون دائمًا على جيشنا الوطني وعلى قوته وتماسكه، وهو موجود في الجنوب ويعزّز انتشاره، وهو السلطة الرسمية، ونحن مع بسط سلطة الدولة”.
وأضاف: “حزب الله سيخرج من هذه الحرب أكثر قوة، والمقاومة باقية.. سيكون هناك آلاف مؤلفة ستنضم للمقاومة. نزع سلاح المقاومة كان طرحًا إسرائيليًا وسقط”.
اعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الثلاثاء أن الإعلان عن وقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل هو “خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان”. وأكد ميقاتي التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
وتابع في بيان بأن “هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار… يُعتبر خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين إلى قرارهم ومدنهم”، مجددا “تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان”.
رحبت إيران الحليفة لحزب الله بـ “وقف العدوان” الإسرائيلي على لبنان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان الأربعاء إن الجمهورية الإسلامية “ترحب بنبأ انتهاء عدوان الكيان الصهيوني على لبنان” و”تؤكد دعمها الراسخ للبنان حكومة وشعبا ومقاومة”.
أكد مصدر قيادي في حماس الأربعاء أن الحركة الفلسطينية “جاهزة” لإبرام اتفاق مع إسرائيل بشأن هدنة في قطاع غزة، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان. وقال القيادي لوكالة الأنباء الفرنسية إن وقف إطلاق النار في لبنان “انتصار وانجاز كبير للمقاومة”.
وشدد على أن الحركة أبلغت “الوسطاء في مصر وقطر وتركيا أن حماس جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى، إذا التزم الاحتلال، لكن الاحتلال يعطل ويتهرب من الوصول لاتفاق ويواصل حرب الابادة”.
ذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان الأربعاء أن القاهرة ترحب بالإعلان عن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان صباح اليوم وتؤكد أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهم في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة.
قالت وزارة الخارجية التركية الأربعاء إن أنقرة ترحب بتوصل جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وتأمل أن تكون الهدنة دائمة، ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتطبيقها بالكامل.
وتابعت الوزارة في بيان: “من الضروري أن يمارس المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للامتثال الكامل لوقف إطلاق النار وتقديم تعويضات عن الأضرار التي ألحقتها بلبنان”، مضيفة أن تركيا مستعدة لدعم جهود السلام في لبنان. وذكرت أنه يجب أيضا إعلان وقف إطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن من أجل السلام والاستقرار الإقليمي الدائم.
قال الأردن إن وقف طلاق النار في لبنان يحب أن تليه جهود دولية أكبر لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وفي بيان رسمي قالت المملكة إن ذلك يشكل خطوة أولية صوب تهدئة تصعيد خطير التوتر في المنطقة يتسبب في تهديد السلام والأمن.
وذكر البيان: “رحبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بإعلان وقف إطلاق النار في الجمهورية اللبنانية الشقيقة برعاية أمريكية-فرنسية، خطوة مهمة يجب أن تستتبع بجهد دولي يسهم في وقف العدوان على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة”.
رحبت الصين الأربعاء ببدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل بعد أكثر من عام على تبادل القصف والمواجهات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ خلال مؤتمر صحافي: “ندعم كل الجهود الهادفة إلى خفض التوترات وتحقيق السلام، ونرحب بالاتفاق لوقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الأطراف المعنية”.
ورحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، بالاتفاق، قائلاً إنه “تتويج للجهود المبذولة على مدى أشهر عديدة مع السلطات الإسرائيلية واللبنانية، بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة”.
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله سيوفر قدرا من الارتياح للسكان المدنيين.
وأضاف أنه يجب رؤية تقدم فوري نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، ورفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية.
رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ووصفته بأنه “نبأ مشجع للغاية”، وسيعزز “الأمن الداخلي والاستقرار” في لبنان.
واعتبرت في منشور على منصة إكس أن الاتفاق محل ترحيب “في المقام الأول بالنسبة للشعبين اللبناني والإسرائيلي المتضررين من جراء القتال”، وأضافت: “ستكون الفرصة متاحة للبنان لتعزيز الأمن الداخلي والاستقرار بفضل انحسار نفوذ حزب الله”.
رحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك باتفاق وقف إطلاق النار، واصفة إياه بـ “شعاع من الأمل للمنطقة بأكملها”. وقالت في بيان إن “الناس على جانبي الحدود يريدون العيش في أمان فعلي ومستدام”، معتبرة أن الاتفاق هو “نجاح للدبلوماسية”.
وقال مسؤول أمريكي كبير، في إفادة للصحفيين، مشترطًا عدم ذكر هويته، إن الولايات المتحدة وفرنسا ستنضمان إلى آلية، مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، ستعمل مع الجيش اللبناني لمنع أي انتهاكات محتملة لوقف إطلاق النار.
وأضاف المسؤول أنه لن يتم نشر قوات قتالية أمريكية.
وقال جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي في إدارة بايدن، لشبكة (سي. إن. إن)، إن واشنطن ستراقب الوضع لرصد أي انتهاكات للاتفاق.
وتابع: “سيكون تنفيذ هذا الاتفاق أساسياً، وسنكون متيقّظين للغاية لأيّ محاولات لعرقلة ما التزم به الطرفان في إطار هذه العملية اليوم”.
وقال بايدن، الذي يترك منصبه في جانفي 2025، إن الإدارة الأمريكية ستواصل الدفع من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، وكذلك من أجل إبرام اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وخلال الساعات التي سبقت وقف إطلاق النار، احتدمت الأعمال القتالية مع تكثيف إسرائيل للغارات الجوية على بيروت وأجزاء أخرى من لبنان، حيث أفادت السلطات الصحية بمقتل 18 شخصاً على الأقل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف “أجزاء من الأنظمة والإدارة المالية لحزب الله”، بما في ذلك مكتب للصرافة.
كما واصل “حزب الله” إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو اعترض ثلاث عمليات إطلاق من الأراضي اللبنانية، في قصف صاروخي مكثف، مساء أمس الأول، الثلاثاء، أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في نحو 115 مستوطنة.
غوتيريش يرحب بوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل.
وأوضح مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، في بيان، أن غوتيريش يتابع التطورات عن كثب.
وأضاف البيان أن غوتيريش أعرب عن أمله أن ينهي الاتفاق أعمال العنف والألم والدمار التي يعانيها شعبا البلدين.
ودعا غوتيريش الأطراف إلى الالتزام بالاتفاق بالكامل.
وأشار إلى أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” والمنسق الخاص الأممي في لبنان على استعداد لدعم تنفيذ الاتفاق.
من جانب آخر، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف في منشور على منصة “إكس”: “نأمل تنفيذ الاتفاق على الفور وترجمته إلى سلام دائم في لبنان، ما يؤدي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة السلام إلى غزة وفي جميع أنحاء المنطقة”.
بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” والمدنيون يشرعون في العودة إلى الجنوب
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حزب الله” اللبنانية حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح اليوم، الأربعاء، بالتوقيت المحلي (02.00 بتوقيت غرينتش)، بعدما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الطرفين وافقا على اتفاق توسّطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا.
وسُمع دوي طلقات نارية في أنحاء العاصمة بيروت بعد سريان وقف إطلاق النار، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان ذلك احتفالاً.
واستُخدم إطلاق الأعيرة النارية من قبل لتنبيه السكان الذين ربما فاتتهم تحذيرات الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي.
وقال شهود من “رويترز” إن سيارات تقلّ النازحين الذين فرّوا من الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، خلال الشهور القليلة الماضية، بدأت تتدفق على المنطقة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
ويمهد الاتفاق الطريق لإنهاء صراع عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل أودى بحياة الآلاف، منذ اندلعت شرارته بسبب الحرب في قطاع غزة، العام الماضي.
وقال بايدن، أمس، الثلاثاء، في تصريحات من البيت الأبيض، بعد وقت قصير من موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الاتفاق بأغلبية 10 أصوات مقابل صوت واحد، إنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي.
وأضاف أن القتال سينتهي في الساعة الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي (02.00 بتوقيت غرينتش).
صهاينة ينددون باتفاق “الاستسلام”
بينما تعالت أصوات منددة بالاتفاق في الجانب الإسرائيلي، وخصوصًا ما عبّر عنه رؤساء البلديات ومجالس المستوطنات الشمالية من قلق حول مضمون الاتفاق، حيث قال رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى، عميت صوفر: “إن كل منزل على الحدود الشمالية هو موقع إرهابي لحزب الله الذي سيعود بالتأكيد ويعيد البنى التحتية الإرهابية التي دفعنا دماء جنودنا لتفكيكها. وحيث اعتبر رئيس بلدية كريات شمونة أفيحاي شتيرن “أن اتفاقية الاستسلام تجعل السابع من أكتوبر أقرب إلى الشمال أيضًا، وهذا يجب ألا يحدث”، مضيفًا: “لا أفهم كيف انتقلنا من النصر الكامل إلى الاستسلام الكامل”. وسأل: “لماذا لا نكمل ما بدأناه؟ بدلاً من الاستمرار في سحق حزب الله وانهياره نقوم بحقنه بالأكسجين”.
بدوره، رأى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير “أن التوصل إلى اتفاق مع لبنان يعدّ خطأ كبيرًا وتفويتًا لفرصة تاريخية لاجتثاث حزب الله”.
37 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون وقف إطلاق النار، مقابل معارضة 32 بالمئة
وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية أن 37 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون وقف إطلاق النار، مقابل معارضة 32 بالمئة.
ومن بين المعارضين للاتفاق في إسرائيل زعماء المعارضة ورؤساء البلدات القريبة من الحدود مع لبنان، الذين يريدون منطقة عازلة خالية من السكان على الجانب اللبناني من الحدود.
حماس ““جاهزة” لاتفاق في غزة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”
أكد مصدر قيادي في حماس اليوم الأربعاء، أن الحركة “جاهزة” لإبرام اتفاق مع إسرائيل بشأن هدنة في قطاع غزة، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية و”حزب الله” في لبنان.
وقال القيادي الذي طلب عدم كشف اسمه، إن وقف إطلاق النار في لبنان “انتصار وإنجاز كبير للمقاومة”، مشددًا على أن الحركة أبلغت “الوسطاء في مصر وقطر وتركيا أن حماس جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى، إذا التزم الاحتلال. لكن الاحتلال يعطل ويتهرب من الوصول لاتفاق ويواصل حرب الابادة”.
وأكد المصدر القيادي أن المسؤولين في الحركة “معنيون وحريصون للوقف الفوري والدائم للعدوان وحرب الابادة” في غزة، مشددًا على أن المقاومة ستتواصل طالما استمر العدوان”.
مستشار للرئيس الأمريكي المنتخب يعلق على وقف إطلاق النار في لبنان :
“انتصار ترامب المدوي رسالة بأنه لن يتسامح مع الفوضى”
أطلعت إدارة الرئيس جو بايدن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب القادمة عن كثب على جهودها للتوسط في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”، الذي دخل حيّز التنفيذ في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، وفقاً للإدارة الديمقراطية المنتهية ولايتها.
وفي الوقت نفسه، سارع فريقُ ترامب إلى ادّعاء الفضل في هذه البقعة النادرة من الأخبار السارة لإدارة ديمقراطية كانت قد تأثرت بالصراع الطاحن في الشرق الأوسط.
وقال النائب عن ولاية فلوريدا مايك والتز، الذي اختاره ترامب لمنصب مستشاره للأمن القومي، في منشور على منصة “إكس”، أمس الثلاثاء، قبل وقت قصير من توقيع مجلس الوزراء الإسرائيلي على الاتفاق: “الجميع قادمون إلى طاولة المفاوضات بسبب الرئيس ترامب… لقد أرسل انتصاره المدوي رسالة واضحة إلى بقية العالم بأنه لن يتم التسامح مع الفوضى. أنا سعيد برؤية خطوات ملموسة نحو التهدئة في الشرق الأوسط”.
جو بايدن – الرئيس الأمريكي – :
“الاتفاق يدعم سيادة لبنان ويشكل بداية جديدة لهذا البلد ويقود الشعب اللبناني لمستقبل ينعم فيه بالسلام”
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن (الكيان) ولبنان يوافقان على وقف إطلاق النار في نزاع هو الأكثر دموية بين الجانبين.
وقال بايدين في كلمة له في البيت الأبيض مساء اليوم الثلاثاء إن أكثر من 70 ألف (صهيوني) وأكثر من 100 ألف لبناني اضطروا للنزوح منذ بدء حزب الله للحرب.
وأضاف “الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ غدً (أمس الأربعاء) في العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي”، مشيرًا إلى أن “الهدنة ستدخل حيز التنفيذ في الرابعة من فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي، وسيتم تنفيذ الاتفاق بشكل كامل ولن يكون هناك انتشار للقوات الأمريكية في جنوب لبنان”.
وأكد بايدن “إذا خرق حزب الله الاتفاق، فإن إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها”.
وتابع “الاتفاق يدعم سيادة لبنان ويشكل بداية جديدة لهذا البلد ويقود الشعب اللبناني لمستقبل ينعم فيه بالسلام”.
من جهة أخرى، قال بايدن إن أمام حماس “خيار وحيد هو إطلاق سراح الرهائن بما في ذلك الرهائن الأمريكيون”.
وتابع “سنقوم بمساع جديدة مع مصر وقطر وتركيا وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة”.
النائب محمد رعد – رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” بمجلس النواب اللبناني – :
“السؤال المشروع يبقى عن ضمان التزام العدو بموجبات قرار وقف إطلاق النار، وهل من ضمانة سياسية يُمكن الرُّكون إليها؟!”
وأكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “أننا سننتظر ونرى نتائج التفاوض غير المُباشر، مع التأكيد أن ما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري من أن أي تعديل بالزائد أو بالناقص على نص القرار 1701 هو أمر لا يقبل به عاقل، إنما يعبّر عن منطق والتزام وطني واثق وصارم ومسؤول، بالحق السيادي والإنساني الذي تُدافع عنه المقاومة بثبات وشجاعة وإباء”.
واعتبر رعد “أن السؤال المشروع يبقى عن ضمان التزام العدو بموجبات القرار، وهل من ضمانة سياسية يُمكن الرُّكون إليها؟!”، وأضاف: “بكُل جرأة، نفترض أن الضمانة المُثلى هي في المُعادلة نفسها التي أرغمت العدو مُجدداً على وقف عدوانه وتيئيسه من إمكانية إخضاع إرادة اللبنانيين وانتهاك سيادة بلدهم. إنها مُعادلة الشعب والجيش والمُقاومة، وإذا ما زال لدى البعض نقاش حول أصل هذه المُعادلة أو حول تفعيلها، أو يقترح مُعادلة أخرى، فالحوار الوطني السيادي وحده هو السبيل الواقعي المُجدي لحسم هذا الأمر، والضامن لتعزيز الوفاق الوطني اللبناني”.
مارون مارون – محلل سياسي لبناني – :
“اتفاق وقف إطلاق النار يرقى إلى مستوى الهزيمة والاستسلام والإذعان بالكامل لإسرائيل”
قال المحلل السياسي مارون مارون القريب من “القوات اللبنانية”: “إن اتفاق وقف إطلاق النار يرقى إلى مستوى الهزيمة والاستسلام والإذعان بالكامل لإسرائيل، فكل ما رفضه حزب الله وافق عليه ضمن الصفقة المنوي الإعلان عنها وتتلخص بما يلي:
– رضخ (المحور) للتفاوض تحت النار بعدما أعلن مرارًا ألا تفاوض في ظل الأعمال العسكرية.
– تم فصل جبهة الجنوب عن غزة خلافاً لرغبة الممانعة التي أعلنت بأعلى الصوت أنه لا فك للارتباط بين الجبهتين.
– احتفظ الجيش الإسرائيلي لنفسه بحرية الحركة مُتحرراً من أية قيود.
– الجيش الإسرائيلي باقٍ في الجنوب لغاية 60 يومًا، ولن ينسحب إلا بعد التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، ومن ضمنها منع عناصر (حزب الله) من العودة إلى قراهم.
– لم يشمل اتفاق وقف النار إطلاق سراح أسرى (حزب الله) لدى إسرائيل.
– (حزب الله) وعد بيئته ومَن يدورون في فلكه باجتياح الجليل والدخول إلى المستوطنات، فبات طموحه الأقصى عدم وصول الجيش الإسرائيلي إلى نهر الليطاني”.
إتش إيه هيلير – خبير في دراسات الأمن في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) في لندن – :
“لا أعتقد أن إبرام أي اتفاق بشأن لبنان من المرجح أن يزيد من احتمالات إبرام اتفاق في غزة”
وقال إتش إيه هيلير، خبير في دراسات الأمن في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) في لندن، إن اتفاق حزب الله وإسرائيل المحتمل “لا يعني شيئًا بالنسبة لغزة”.
وأضاف هيلير: “لا أعتقد أن إبرام أي اتفاق بشأن لبنان من المرجح أن يزيد من احتمالات إبرام اتفاق في غزة”، وذكر أنه لم تكن هناك مفاوضات وقف إطلاق نار جوهرية في غزة لفترة طويلة.
وقُتل أكثر من 44 ألف فلسطيني في غزة منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
ودعت الدول العربية والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مرارا وتكرارا إلى إنهاء الهجوم الإسرائيلي، الذي أدى إلى نزوح ما يقرب من كل سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص وتدمير أحياء بأكملها.
ومع ذلك، قال مسؤول أمريكي كبير الأسبوع الماضي لشبكة “CNN” أن الاتفاق مع حزب الله من شأنه أن “يرسل إشارة إلى حماس” بأن إسرائيل وشركاءها سيبذلون قصارى جهدهم للتوصل اتفاق يعيد الرهائن المحتجزين في غزة.
وأضاف: “إذا كان لدينا اتفاق بشأن لبنان، فسوف نضغط على حماس لمحاولة الحصول على صفقة رهائن”، مضيفًا أن إسرائيل بحاجة إلى “تحويل هذا النجاح العسكري إلى نجاح استراتيجي”.
إعداد : القسم الدولي