رئيس الأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث لـ “افريكا نيوز”
أكد “صدام حسين سرايش” رئيس أكاديمية الشباب وإحياء التراث على ضرورة التوثيق الرقمي للتراث المادي واللامادي من خلال الذكاء الاصطناعي في محاضرة بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف، إذ اعتبر التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، من أهم الأدوات التي يمكن أن تؤدي دوراً بارزاً في حفظ التراث وتعزيز التفاعل الثقافي بين الشعوب والثقافات المختلفة.
فمن خلال مزيج من التكنولوجيا والإبداع البشري، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفتح آفاقًا جديدة لاستكشاف التراث وفهمه وتوثيقه، مما يجعل تجربة الإنسان مع تاريخه وثقافته أكثر إثراء وتجدداً. وتعمل الاكاديمية من خلال المختصين والخبراء المختصين على مشاريع تهدف إلى دمج الابتكار التقني مع الاهتمام بالتراث الثقافي والتاريخي، وذلك من خلال استخدام تقنيات متقدمة مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغات الطبيعية، وتطوير أدوات وبرمجيات تمكن من رصد وتوثيق التراث بطريقة فعّالة وشاملة من خلال وسائل الاعلام والندوات العلمية، مما يسهم في حمايته ونقله للأجيال القادمة بأفضل صورة ممكنة، وعلى ضرورة التوثيق الرقمي للتراث المادي واللامادي من خلال الذكاء الاصطناعي، ويمكننا أن نحفظ التراث والتاريخ بصورة لم تحدث من قبل؛ فإذا نظرنا في تاريخنا نجد أن التراث كان يُحفظ شفهيًا، ثم انتقل إلى الوراقين الذين عملوا على تدوين التاريخ الشفهي في مخطوطات، ثم تطوّر إلى الكتب مع اختراع الطباعة في القرن الثامن عشر، واليوم انتقلنا إلى مستوى أكثر تعقيدًا وهو الذكاء الاصطناعي الذي يوفر إمكانات هائلة لحفظ التراث بكافة أشكاله سواء المكتوب أو المادي أو غيره” يعني الحماية القانونية له. كما أشار سرايش إلى دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على التراث والترويج له ضمن المؤسسات المتحفية وقد أدى دمج الذكاء الاصطناعي في مؤسسات التراث الثقافي إلى إحداث ثورة في الطريقة التي نحافظ بها على التراث وتفسيره وعرضه. إن تحولات الذكاء الاصطناعي في سياق التراث الثقافي، مع التركيز بشكل خاص على تطبيقها في قطاع المتاحف، من خلال الاستفادة من الابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي في العرض المتحفي، وتعزيز تجارب الزوار، وتحسين إمكانية الوصول، والحفاظ على القطع الأثرية وتفسيرها، وتطوير تقنيات العرض المتحفي التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتعمق في تحليل القطع الأثرية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتقنيات الحفظ، ويستكشف كيف يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تساعد في تحليل القطع الأثرية الثقافية وتوثيقها والحفاظ عليها من خلال التعرف على الصور وتحليل المواد والاستعادة الرقمية، كما يمكن للذكاء الاصطناعي توفير رؤى قيمة حول التكوين والحالة والسياق التاريخي للقطع الأثرية، مما يتيح ممارسات أفضل في التوثيق والحفظ. إن تكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة العرض بالمتحفي لإنشاء معارض تفاعلية تلعب فيها تطبيقات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) دورًا مهمًا لتعزيز مشاركة الزائرين، وتقدم سردًا قصصي يخلق تجربة تعليمية ممتعة للزوار. في النهاية، تساهم هذه الورقة البحثية في فهم ثورة الذكاء الاصطناعي خلال تطوير تقنيات عرض المتحفي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث يمكن لمؤسسات التراث الثقافي إنشاء تجارب غامرة وشخصية للزوار. ومن بين المشاريع التي تعمل عليها انشاء مشروع للترويج للسياحة الاثرية بالجزائر من خلال إقامة عروض اعلامية واروقة توجه الراي العام والزوار الى هذه المرافق ودمج وسائل الاعلام في العملية نبرز من خلال المشروع دور الذكاء الاصطناعي في حماية الموروث الثقافي الجزائري، ونشير إلى دور أن الذكاء الاصطناعي يوفر حلولًا متقدمة لتحليل البيانات المناخية والتنبؤ بتأثير التغيرات البيئية على المواقع التراثية من خلال تحليل كميات كبيرة من بيانات الطقس والمناخ، ويمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تنبؤات دقيقة حول تأثيرات العوامل البيئية على التراث ويجسد لنا مدى إخطار مختلف العوامل والتهديدات التي تعمل على الاندثار. ختاما تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي من التطورات التكنولوجية التي يشهدها العصر الحالي. وقد اتجهت العديد من الدول نحو الإفادة من تلك التقنيات في مختلف جوانب الحياة، ولا شك أنها تزخر بمجموعة كبيرة من الإمكانات التقنية التي يمكن الانتفاع بها في المكتبات ومؤسسات الثقافية ان المعلومات خاصة قطاع الثقافة الجزائري الذي يحتاج إلى اروقة العلمية وترويج كثير من اجل ترسيم ثقافة واضحة وتحقيق دبلوماسية ثقافية جزائرية قوية أمام الرأي العام، حيث تسعى الدراسة الحالية إلى نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي بين العاملين ضمن وسائل الاعلام والتكنولوجيا، مع استكشاف إمكانية توظيف تلك التقنيات لتطوير خدمات المكتبة، والتحول إلى مؤسسة معلومات ذكية، وما يتطلبه ذلك من التعرف على مدى جاهزيتها لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تثقيف المجتمع الجزائري ورفع المستوى الأكاديمي في شق الثقافي والسياحي وهو ما نؤكد عليه من خلال مختلف برامج الأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث.
مختار برادع