همسات بقلم : صالح قليل
أشاد السيد أحمد عطاف وزير الخارجيـة في كلمته الافتتاحية خلال انعقاد الدورة الخامسة للجنة المشتركة الجزائرية – الإثيوبية بالعلاقات الجميلة التي تُلهم الآخرين في إفريقيا وخارجها، وقال عطاف: لطالما ارتبطت الجزائر وإثيوبيا بعلاقات قوية ونموذجية لا تنال رضا الطرفين فحسب، بل رضا القارة الإفريقية بأكملها، خاصة وأن إرثنا، من حيث التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، يتحدث عن نفسه مضيفا: وفي هذا السياق، اسمحوا لي أن أؤكد من جديد التزامنا الثابت بالإعلان الذي أقره بلدانا في جوان 2013 بهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأما بالنسبة للبعد العربي للجزائر فبقي غامضا يسيطر عليه الصمت المبهم، ولا يعكس الجهود التي ظلت بلادنا تبذلها وتتغنى بها في كل المحافل الدولية، لأجل مساندة قضايا الشعوب العربية والإسلامية، ودفعت أموالا وأسلحة، ولم تتأخر يوما في القيام بواجبها في خدمة إخوانها العرب، وامتزجت دماء الجزائريين مع دماء إخوانهم العرب في مختلف الحروب التي خاضها العرب.
وبخصوص الأوضاع في الشرق الأوسط، قال عطاف إنه وبعد معاناة الشعب الفلسطيني من المماطلة تلو الأخرى في سعيه لنيل حقه في إقامة دولته وفق حل الدولتين المتفق عليه دولياً، يُحرم هذا الشعب الأبي اليوم من أبسط حقوقه في الوجود وفي أن يكون سيد مصيره الشرعي وفي أن يستمر في العيش حراً على أرضه.
أما في الصحراء الغربية، فتتفاقم المعاناة والمآسي الناجمة عن الجمود في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بسبب المحاولات الأخيرة لحرمان الشعب الصحراوي علانية وبكل وقاحة من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.
واليوم نرى دول الساحل الإفريقي تتكتل وتلتف حول الحدود الممتدة عبر الصحراء مهددة باجتياح الحدود الجزائرية بعد أن جمعت فلولا من الميليشيات الإرهابية العابرة للقارات، والمدعومة من قوى أجنبية تستهدف جيش الجزائر وثرواتها، وهي التي تمثل ما تبقى من شموخ العرب وكرامتهم، وإذا سقطت الجزائر وتحطمت أسلحتها ونهبت ثرواتها فماذا يبقى في الوطن العربي من عزة وكرامة؟