رئيس مؤسسة شباب الجزائر ، تاج الدين ياسين بوهريرة لـ “أفريكا نيوز”
تحتفل الجزائر، يوم غد الجمعة، بالذكرى السبعين لاندلاع ثورة أول نوفمبر الخالدة في التاريخ، مسترجعة أسمى معاني الوفاء والتضحيات الجسام التي كسر بها الشعب الجزائري أغلال الاستعمار الفرنسي الغاشم، وبذل الغالي والنفيس قصد استعادة حريته ونيل سيادته الوطنية. وفي هذا الصدد، قال رئيس مؤسسة شباب الجزائر، ياسين تاج الدين بوهريرة، في حوار مع “أفريكا نيوز”، أن الشباب الجزائري قدّم تضحيات هامة إبان التحضير لثورة أول نوفمبر المجيدة واندلاعها، وله دور أساسي اليوم في الحفاظ عن المبادئ الوطنية النوفمبرية والدفاع عنها، وكذا المشاركة بفعالية في مسيرة البناء والتعمير التي تشهدها بلادنا الجزائر.
أفريكا نيوز : ساهم الشباب الجزائري بدور أساسي في ثورة أول نوفمبر 1954م، كيف تقيمون هذا الجهد في سبيل نيل السيادة الوطنية والإستقلال ؟
رئيس مؤسسة شباب الجزائر ياسين تاج الدين بوهريرة : يعتبر الشباب ركيزة أي تطور في مختلف دول العالم، ولعل أهم ما يمكن للشباب العمل عليه هو الحفاظ عن المبادئ الوطنية والدفاع عنها، وهو ما لمسناه لدى الشباب الجزائري إبان الثورة التحريرية المجيدة، وحتى قبل ذلك من خلال التّحضير للعمل المسلّح من أجل استقلال الجزائر ونيل السيادة الوطنية.
وقد بدا ذلك واضحاً في مؤتمر حركة انتصار الحريات الديمقراطية المنعقد يومي 15/16 فيفري 1947م، حيث لعب الشباب المُتحمِّس آنذاك دورا كبيرا في الضغط داخل المؤتمر بغية تكوين جناح عسكري داخل الحزب على غرار تأسيس المنظمة الخاصة، واستطاع هؤلاء الشباب من خلال المنظمة الخاصة أن يضمّوا إليها ما بين 1000 و1500 مناضل، والعمل على تكوينهم تكوينا مزدوجا في الجانب السياسي لروح التضحية وفي تقنيات تأطير الجماهير الشعبية.
نلاحظ تقدّم خيرة الشباب الجزائري للانخراط في الثورة التحريرية الخالدة، هل أسند ذلك مسارها المظفّر؟
نعم، كان مفجرو الثورة التحريرية الستة في مقتبل عمرهم، ومن خيرة أبناء هذا الوطن الغالي، الذين عملوا بتفاني ويقين من أجل أن تعيش بلادنا حرة مستقر، وآثروا على أنفسهم خدمة وطنهم ورسخوا بذلك قناعة أبدية لدى شعبنا بالعيش سيدا وحرا في بلده، وهو ما أسفرت عنه الثورة المباركة في الخامس من شهر جويلية عام 1962م.
ماذا تقول لشباب اليوم ؟
على غرار ما عاشته بلادنا إبان الثورة التحريرية المجيدة، التي تعتبر مفخرة الشباب الجزائري، نعيش في عصرنا اليوم نهضة تنموية واقتصادية تستوجب التفافه حولها بعقيدتهم الوطنية، وإيمانهم بتجسيد مستقبلهم واستكمال مسيرة البناء والتعمير.
ولكي يصل شبابنا إلى هذه الدرجة من الوعي والقناعة وولوج عالم الشغل الإيجابي يستوجب في نظري مرافقتهم في ولوج عالم المقاولاتية وريادة الأعمال، لاسيما وأن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد صرح في كثير من المناسبات وأمام وسائل الإعلام على أنه سيتم خلق جيل جديد من رواد الأعمال والمقاولين الذين بإمكانهم مستقبلا مواكبة قطار التنمية المحلية.
كيف تحضِّر مؤسسة شباب الجزائر لإحياء ذكرى اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954م ؟
مؤسسة شباب الجزائر تعد أحد فواعل المجتمع المدني الهادفة، وقد سطرنا برنامجا وطنيا موسوما بشعار “الشباب والتنمية المحلية”، الذي يحظى برعاية كل من وزير البيئة والطاقات المتجددة ووزير المجاهدين وذوي الحقوق، في إطار تثمين محور “الشباب والذاكرة الوطنية”.
ونسعى من خلال هذا البرنامج إلى غرس القيم النوفمبرية الفاضلة في أوساط مجتمعنا عبر تنظيم ملتقيات وندوات لها علاقة مباشرة بمختلف أطياف المجتمع.
إلى ذلك، نحن بصدد تنظيم ملتقى وطني حول الذاكرة الوطنية بولاية باتنة، نهدف من خلاله إلى تعزيز مكانة الشباب الجزائري وإشراكهم بإيجابية في مختلف مجالات الحياة العامة.
حوار / سفيان حشيفة