الأمين العام للحركة الديناميكية للجالية الجزائرية بفرنسا “موداف”، ناصر خباط لـ”أفريكا نيوز” :
يعيش اليمين المتطرف في فرنسا مؤخرا حالة من الهستيريا الدبلوماسية تجاه كل ما هو جزائري، فالعداء الذي بقي لسنوات طويلة دفين غرف الكيدورسي والايليزيه، ها هو اليوم يخرج للعلن بأسماء مختلفة و صفات متباينة، من محاولات لحماية ما سموه بحرية التعبير إلى معاداة للسامية و التحريض على فرنسا، خطاب الكراهية الذي تفننت قنواتهم الإعلامية في بخ سمومه للعلن قد تجسد اليوم على ارض الواقع، من خلال تهجمات متتالية نفذها بكل سفاهة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، خلال خطاب ألقاه يوم 06 من جانفي الحالي، والذي حاول من خلاله التدخل في القرارات السيادية للجزائر وتلاه نداءات بائدة لوزير داخليته الذي حاول يائسا بدوره جر فرنسا إلى فرض عقوبات على الجزائر…بوعلام صنصال، كمال داود، قضية المؤثرين الفرونكوجزائريين المقيمين في فرنسا… تعددت الأسباب والهدف واحد : شيطنة الجزائر زورا و بهتانا
في خضم هذه الحرب القذرة التي تشنها مخابر اليمين المتطرف الفرنسي وأبواقه الإعلامية تعيش الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا على صفيح ساخن ولكن رغم ذلك تبقى وفية للوطن الأم الجزائر وحاملة لقيم الفاتح من نوفمبر، على ضوء التكالب الذي يشنه اليمين الفرنسي ارتأينا أن نعطي الكلمة لجاليتنا الجزائرية المقيمة بفرنسا من خلال استضافة ممثلها ناصر خباط الأمين العام للحركة الديناميكية للجالية الجزائرية بفرنسا “موداف Moudaf.”
تشهد العلاقات الجزائرية-الفرنسية منذ فترة نوبات من الاضطرابات ، ولكن في الآونة الاخيرة أظهرت فرنسا عداء مباشرا تجاه الجزائر ، كيف تفسرون ذلك ؟
في الحقيقة، لاحظنا منذ عدة أشهر عداءا من جانب فرنسا تجاه الجزائر وهنا اخص بالذكر عداءا تجاه مصالح الجزائر، أعتقد أن هذه المواقف التي تتخذها فرنسا، والتي تتعارض حتى مع مصلحة الشعب الفرنسي، تظهر الدولة الفرنسية في حالة جمود دبلوماسي وأنها تحت تأثير لوبيات مثل اللوبي الصهيوني، و لوبي الأقدام السوداء وكذا لوبي اليمين المتطرف أو ما يصطلح عليه هنا بتسمية الفاشوسفار(Fachosphère) والذي يلخصون العلاقات الجزائرية الفرنسية في خانة الحنين إلى ما كان يسمى في الماضي بـ “الجزائر فرنسية” (L’Algérie française) وهذا لاعتقادهم بان السيادة الجزائرية لم يتم اكتسابها بعد.
الجزائر التي تتمتع مند استقلالها وخى الساعة بسيادة تامة تتخذ مسارًا جديدًا اتعب السياسات البائدة التي كانت تتبعها فرنسا في إفريقيا، الجزائر اليوم أكثر من أي وقت مضى تستند على هذه القوة التي يجب أن تتمتع بها في أفريقيا وهذا ما مكنها من إيجاد مسارها والسير على طريق المنتصرين الفائزين.
بدأ العداء الفرنسي للجزائر بالخروج إلى العلن مع قضية كمال داود المعروف بمهاجمته كذلك للجزائر رغم انه يواجه فضيحة كبيرة عنوانها سرقة أدبية لقصة إحدى مريضات زوجته ؟
منحت جائزة مسابقة غونكور goncourt بسخاء كبير لكمال داود، الذي استرسل في سرد تفاصيل سرقة أدبية للقصة المأساوية للسيدة هاربان التي انتهكت سريتها الطبية وقلل من احترامها كإنسانة، راح كمال داود يفتخر بهده الجائزة التي لا تحظى بأدنى ميزة غير كونها أكذوبة وسرقة أدبية.
كمال داود يحظى بحماية اللوبيات الفرنسية المحيطة به والتي تسعى دائما لتشويه الرواية الجزائرية فيما يخص هذه القضية، ولكن كما يقول المثل مهما طال سواد الليل يأتي نور النهار دائما يتضح لنا جليا اليوم بان فرنسا تقبع تحت وطأة لوبيات قوية تحيط بها من كل جهة وتسيطر عليها وعلى قراراتها.
الآن العدالة ستأخذ مجراها، لقد تم تقديم شكوى وأنا سعيد بذلك، وبالمناسبة أنا أيضا أحد الموقعين على هذه العريضة الموجودة على شبكات التواصل الاجتماعي والتي نأمل أن ينظم إليها الآلاف والآلاف من الأشخاص بغية حظر هذا الكتاب وأن يسمح لقانون بان يأخذ مجراه وبأن يسمع صوت العدالة.
أثار اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من قبل السلطات الجزائرية طوفانا من ردود الفعل من جانب الطبقة السياسية الفرنسية والذي وصل إلى غاية المطالبة بتطبيق عقوبات “وهمية” على الجزائر ـ كيف تفسرون هذا التكالب الفرنسي على الجزائر وخصوصا في هذا التوقيت ؟
بوعلام صنصال ما هو الا خادم اللوبيات الفرنسية، تصريحاته الأخيرة تستحق الشجب بموجب القانون الجزائري، لا سيما فيما يتعلق بسيادة الجزائر وحدودها، رغم دلك يرى الفرنسيون بأنه على الشعب الجزائري والأمة الجزائرية، أن يعتذروا عن دفاعهم المشروع عن وطنهم.
رغم الدعم الذي تقدمه فرنسا لليمين المتطرف الذي يشعر بالحنين إلى أكذوبة “الجزائر فرنسية” البائدة، أظهر هدا الأخير سخطه الهستيري من خلال المؤامرات التي تحاك الدوائر داخل الدوائر الضيقة للشبكات الصهيونية، هذه اللوبيات أظهرت انفصالها التام عن واقع الحياة السياسية الجزائرية، أعتقد أن الجزائر لديها الحق الكامل بتوجهها للعدالة للحسم في قضية بوعلام صنصال فهي دولة ذات سيادة منذ عام 1962، فرنسا المتداعية بحقوق الإنسان واحترام حقوق الإنسان لم تعد تحترم أي شيء فهي اخر من يمكن ان يعطينا دروسا في حرية الراي والتعبير.
بصفتك المسؤول الاول عن الموداف والمتحدث الرسمي باسم الجالية الجزائرية في فرنسا ، ما هو تعليقكم لتوظيف هؤلاء المحسوبين على الطبقة المثقفة الجزائرية لمهاجمة الجزائر ؟
أظهرت فرنسا اليوم بأنها بحاجة إلى مرتزقة فقدوا شرفهم بطريقة جشعة للغاية همهم الوحيد الكسب المادي والراحة الزائفة وللحصول على دلك هم قادرون على فعل أي شيء.
مثل هده التصرفات والاختيارات الخاطئة تظهر حدود فرنسا وعدم قرتها على انتهاج دبلوماسية الند للند، اليوم فرنسا تجد نفسها مجبرة على اللجوء إلى مرتزقة إعلاميين أسمى أهدافهم هو الربح السريع ومصلحتهم أهم من شرفهم.
ما هو تعليقكم على تصريحات ماكرون التهجمية التي وجهها للعديد من الدول الافريقية وللجزائر كذلك ؟
يمكننا القول اليوم بأن العلامة المميزة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هي قدرته على تدمير أي بصيص نور لخلق علاقة إيجابية بين الجزائر وفرنسا مرة أخرى، خلال خرجته الأخيرة التي ألقاها أمام مجموعة من السفراء في 6 جانفي الماضي، تحدث ماكرون عن الكثير من الدول ثم توقف عند القارة الإفريقية ليتهجم على دول أفريقية ذات سيادة، وخص بعضا من خطابه للجزائر لينعت القرار السيادي الخاص بالدولة الجزائرية تجاه بوعلام صنصال بالعار، من خلال خطابه التهجمي اكد لنا إيمانويل ماكرون انه عاجز دبلوماسيا وانه يمثل الرئيس الذي وضع ننفسه في مأزق سياسي و دبلوماسي، ما يفعله ماكرون هو انتحار سياسي بأتم معنى الكلمة.
يواصل اليمين المتطرف بخ سمومه ومهاجمة كل ما هو جزائري ما هو تعليكم على ذلك ؟
من خلال ردها السديد على تهجمات اليمين المتطرف توكد الجزائر مرة اخرى على ترفعها الدبلوملسي وتمسكها بقيمها الثابتة بحقها في الحفاظ على سيادتها وتطبيقها لمبد الاحترام المتبادل بين الدول ، الدبلوماسية الجزائرية المتشبعة بقيم العدالة لن تسمح بالمساس بحدود سيادتها، وانتهز الفرصة لتذكير الرئيس الفرنسي ماكرون بان دور الدبلوماسية هو اسكات صوت النزاع وليس العكس، الدبلوماسية الجزائرية هي علامة مسجلة تستمد شرعيتها ومكانتها المرموقة من تاريخها النضالي إلى جانب الشعوب المستضعفة، وبهذه المناسبة احيي الدبلوماسية الجزائرية على ذكائها وقوتها وفعاليتها.
النسبة لكم ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا لإضعاف هذا اللوبي الخبيث المتكالب على الجزائر ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى كيف يمكن لجاليتنا بناء جسور التعاون بين الضفتين ؟
بالنسبة لي، اليوم، من الضروري أن تبدأ الجالية الجزائرية ومعها اللوبي الجزائري طريقهما نحو بناء قاعدة جزائرية متينة بطريقة أكثر فعالية وأكثر عملية، لدا على الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا أن تنظم داخل مجموعات أو هيئات مشكلة، حسب المنطقة، أو حسب الكفاءة، بطريقة منهجية ودقيقة، أنها الطريقة الوحيدة التي ستمكننا من الإدلاء بأصواتنا أثناء اتخاذ القرارات الاقتصادية والسياسية والثقافية الهامة، أعتقد بان مستقبل مجتمعنا سيتحدد من خلال قوة جاليتنا لدا يتوجب علينا أن ننشط حول قوة اللوبي الجزائري الذي تحظر فيه كل معالم الدولة الجزائرية.
لدي قناعة كاملة بان جيلنا لديه مسؤولية الحفاظ على روح الفاتح من نوفمبر 1954، وهي الروح التي ننفرد بها وسط كل الهجمات المتكررة ومتعددة الأطراف التي تطال وطننا الجزائر، كلنا سفراء حماية الوطن، لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي أمام كل هده الهجمات، واجبنا هو الدفاع عن وطننا، كل جزائري وكل جزائرية حاملين لمبادئ ثورة الفاتح من نوفمبر سيبقى وفيا للدماء التي سالت من اجل أن يستقل هدا الوطن العزيز وسنبقى دائما سفراء الجزائر في الخارج.
هؤلاء الملايين من الفرانكو جزائريين الذين ولدوا هنا في فرنسا منذ عدة أجيال ما زالوا جزائريين في أرواحهم، ورثوا عن الشهداء هذه الروح الوطنية الجزائرية التي اعتبرها بركة مليون ونصف مليون شهيد الذين ضحوا من أجل ان تسترجع الجزائر سيادتها، هذا الحب حقيقي للوطن، واستعداد للدفاع عن الوطن الأم، اليوم ارى الكثير من الشباب العشريني ممن ولدوا في فرنسا لكن ارتباطهم وثيق جدا بالجزائر، أعتقد أن هذا استثناء يختص به الشعب الجزائري، اعيد واكرر انها بركة من الشهداء الاحرار لنا ان نسير على دربهم لنواصل في حمل رسالتهم النبيلة.
هل يمكنكم في الاخير الحديث عن أهم النشاطات التي يقوم بها الموداف داخل فرنسا وخارجها ؟
تأسست حركة الموداف في فرنسا منذ 4 سنوات وهي تنشط بين باريس وليون وتولوز ومرسيليا ونانسي وتور اين تتمركز الجالية الجزائرية بكثرة، شعارنا هو الالتفاف حول جزائريتنا من خلال الانشطة التي ننظمها خلال الاعياد الوطنية والمحطات التاريخية الهامة لوطننا مثل 1 نوفمبر و 5جويلية و17 أكتوبر … كما يسعى الموداف دائما الى مرافقة ومواكبة المشاريع السياسية الكبرى وبرامج التنمية الكبرى المنبثقة عن سياسة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كما نعتبر انفسنا لسان جال الجالية الجزائرية المتواجدة في فرنسا.
حاورته : كاميليا أمير