عهدة ثانية لاستكمال مسار الإصلاحات والتّنمية
بانتخابه رئيسا للجمهورية لعهدة جديدة في الرئاسيات التي جرت في الـ 7 سبتمبر الجاري، يكون عبد المجيد تبون قد حاز على ثقة الشعب الجزائري، من أجل استكمال مسار الإصلاحات والتنمية الشاملة الذي تعرفه البلاد وتبني مشروع “الجزائر المنتصرة”.
وحقق عبد المجيد تبون فوزا ساحقا، بحصوله على نسبة 94.65 بالمئة من الأصوات المعبر عنها، في واحدة من أكبر النتائج في تاريخ الانتخابات بالجزائر.
وكانت التوقعات تضع الرئيس تبون في المرتبة الأولى، على اعتبار أنه يحظى بثقة غالبية الشعب الجزائري، وبدعم الجيش وتحالف واسع من أحزاب السلطة.
وحاز المترشح عبد المجيد تبون، وفق ما أعلنه رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، على 5 ملايين و329 ألفا و253، ما يمثل نسبة 94.65 بالمئة، بينما نال المترشح حساني شريف عبد العالي عن حركة “حمس”، 178 ألفا و797 صوتا، ما يمثل نسبة 3.17 بالمئة، وحصل المترشح أوشيش يوسف عن جبهة القوى الاشتراكية على 122 ألفا و146 صوتا، ما يمثل نسبة 2.16 بالمئة.
ومن أهم الأسباب التي رجحت كفة رئيس الجمهورية المنتخب في هذا الاستحقاق الرئاسي، أن برنامجه الانتخابي لم يكن مجرد وعود انتخابية، بل كان عبارة عن مشاريع استراتيجية تنموية دخل أغلبها مرحلة التجسيد، علاوة على أنه استعمل في خطاباته خلال الحملة الانتخابية أسلوب التأكيد وتحدث بلغة الأرقام التي أثبت الواقع أنه متحكم فيها.
كما أن عبد المجيد تبون دخل معترك الانتخابات بدعم من عدة أحزاب سياسية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، ولذلك فإن حملته الانتخابية نجحت بكل المقاييس، وهو يخاطب الشعب الجزائري بنفس أسلوب الصدق والإخلاص التي عهده منه الجزائريون خلال الخمس سنوات الماضية ولمسوا فيه ارتباطه الوثيق بالوطن وتغليبه دوما المصلحة العليا للبلاد بعيدا عن الحسابات الضيقة.
ويؤكد هذا الأمر ما صرح به عقب تأدية واجبه الانتخابي حيث قال “أتمنى كل الخير لوطننا العزيز وأن تكون الجزائر منتصرة في كل الظروف”، مضيفا أن “الداخل والخارج تابعنا”، وأن الفرسان الثلاثة “أعطوا صورة مشرفة جدا عن الديمقراطية في الجزائر”.
ومن المؤكد أن عبد المجيد تبون سيواصل العهد الذي قطعه مع الشعب الجزائري، لاستكمال مسيرة الاصلاحات والتنمية الاقتصادية الشاملة وبناء الديمقراطية.
ويتذكر الجزائريون، أنه في أول خطاب له للأمة عقب انتخابه رئيسا للجمهورية سنة 2019، أسقط عبد المجيد تبون كل الشعارات الفارغة وأسس لدولة الحقوق والحريات من خلال دستور 2020، الذي استند إلى مبادئ ثورة أول نوفمبر لبناء جزائر “سيدة وقوية ترتكز على اقتصاد متطور وجيش قوي مهاب الجانب”.
وقد نجح عبد المجيد تبون في تجسيد التزاماته الـ 54 خلال العهدة السابقة، ليواصل جهوده في تعزيز الاستقرار وسط محيط إقليمي متوتر، كما مكن البلاد من تسجيل مؤشرات إيجابية في التنمية الاقتصادية، وهذا بشهادة الهيئات الدولية، في ظل ركود اقتصادي عالمي.
وعلاوة على ذلك، عرفت العهدة الرئاسية الأولى عبد المجيد تبون تحقيق عدة مكاسب وإنجازات تاريخية في مجال التنمية الاجتماعية بهدف صون كرامة المواطن وتحسين قدرته الشرائية.
وبالنسبة للسنوات الخمس المقبلة، التزم عبد المجيد تبون بمواصلة سياسته الاجتماعية من خلال التركيز على محاربة البطالة وجعلها من أولوياته، لاسيما باستحداث 450 ألف منصب شغل جديد مع رفع قيمة منحة البطالة إلى مليوني سنتيم ورفع منح وعلاوات المتقاعدين والفئات المعوزة والمرأة الماكثة بالبيت، إضافة الى رفع منح الطلبة الجامعيين.
وتعهد أيضا بتعزيز القدرة الشرائية من خلال رفع الأجور ومحاربة التضخم، ورفع قيمة العملة الوطنية، وكذا إنجاز مليوني وحدة سكنية جديدة مع مواصلة تطوير قطاع الفلاحة والتوقف نهائيا عن استيراد القمح الصلب بداية من 2026.
وفي هذا الإطار، التزم عبد المجيد تبون، بجعل العهدة الرئاسية الجديدة “اقتصادية بامتياز”، لأن الرهان بعد تحقيق الاستقرار الأمني والمؤسساتي والتشريعي هو الاعتماد على الإقلاع الاقتصادي الذي شهدته البلاد خلال الخمس سنوات الماضية لبناء اقتصاد عصري ومتطور يعتمد على الرقمنة والفعالية لخلق الثروة ومناصب الشغل.
ووفاء لعهد المجاهدين والشهداء الأبرار، ستواصل الجزائر التي استرجعت مكانتها المرموقة في المحافل الدولية، خلال العهدة الرئاسية الجديدة، الدفاع عن القضايا العادلة في العالم وعن الشعوب المقهورة والمظلومة، وفي مقدمتها القضيتان الفلسطينية والصحراوية، مع الاستمرار في دعم ومؤازرة دول الجوار.
وعموما، فإن الشعب الجزائري الذي قرر قبل خمس سنوات أن ينتفض لفرض وجوده واختار بحرية مشروع الجزائر الجديدة من أجل وضع البلاد على السكة الصحيحة، قرر في رئاسيات 7 سبتمبر أن يواصل المسير بثبات من أجل “جزائر منتصرة” في كل المجالات.
الإعلام الوطني يحتفي بفوز رئيس الجمهورية
وأفردت الصحف الوطنية الصادرة اليوم الاثنين، خبر تزكية الشعب الجزائري “الكاسحة” لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لعهدة ثانية، إثر الانتخابات الرئاسية التي أبانت عن وعي الشعب الجزائري، وقناعته بأهمية المضي قدما في مسار الاستمرارية والاستقرار.
وفي هذا السياق، أجمعت يومية “الشروق اليومي” على أن الشعب الجزائري “جدد الثقة في رئيس الجمهورية لاستكمال الانجازات الكبرى”، مذكرة في مقال تحت عنوان ” تزكية شعبية كاسحة” بنتائج الانتخابات الاولية التي فاز فيها رئيس الجمهورية وبتعهداته طيلة الحملة الانتخابية والتزاماته تجاه الشعب الجزائري خاصة في الشقين الاجتماعي والاقتصادي.
وفي تعليق بعنوان “رسائل أولية في رئاسيات 2024″، أشارت الصحيفة في قراءة لنتائج الرئاسيات إلى أن الاقتراع الرئاسي “قد أبان عن جملة من الرسائل الاولية التي لا يمكن أن تخطئها العين بل ينبغي الانتباه لها والبناء عليها، من أهمها ان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون قد حظي بتزكية شعبية جد واسعة وفوق التوقع أحيانا، مما يعني بأن الجزائريين المعبرين على الأقل عن أصواتهم، راضون عن حصيلة العهدة الأولى”.
وضمنت “الشعب” النتائج الاولية للانتخابات الرئاسية في 5 صفحات من عددها أمس، معنونة صفحتها الرئيسية بـ”ثقة مطلقة للرئيس”، مؤكدة أن الجزائريين “قالوا نعم لعهدة ثانية ترسخ المكتسبات والنجاحات”.
وأضافت بأن الجزائريين “جددوا الثقة في شخص عبد المجيد تبون، رئيسا للجمهورية لعهدة رئاسية ثانية، ليقود الجزائر في مرحلة جديدة، تحتاج إلى قيادته القوية وحكمته البالغة وصراحته وجراته ورؤيته الاستراتيجية لمعالجة التحديات الداخلية والخارجية”.
وتناقلت يومية “الأمة العربية” فوز رئيس الجمهورية لعهدة ثانية، قائلة بأن الشعب الجزائري “يزكي عبد المجيد تبون لعهدة رئاسية ثانية في انتخابات رئاسية تمت في ظروف عادية ووسط اجراءات تنظيمية محكمة”.
الجزائريون خرجوا للشوارع والساحات احتفالا بالعهدة الثانية
وفي سياق ذي صلة، خرج العديد من المواطنين عبر مختلف ولايات الوطن، للتعبير عن فرحتهم إثر فوز السيد عبد المجيد تبون بعهدة رئاسية جديدة.
وفور إعلان رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، عن نتائج الرئاسيات خرج المواطنون إلى الشوارع والساحات العمومية بمختلف ربوع البلاد، رافعين الراية الوطنية وصور عبد المجيد تبون، تعبيرا عن سعادتهم بإعادة تجديد الثقة فيه رئيسا للبلاد للخمس سنوات القادمة.
وقد تجلت مظاهر الفرحة من خلال هتافات المواطنين من مختلف الفئات العمرية والشعارات التي رددوها احتفالا بفوز مرشحهم في هذا الاستحقاق من أجل استكمال الإنجازات التي شرع فيها خلال العهدة الأولى.
وقد صنع المواطنون عبر هذه الأجواء الاحتفالية صورا من البهجة، معربين بالمناسبة عن وقوفهم إلى جانب رئيسهم الذي التزم بالمضي قدما في المسار التنموي واستكمال مختلف الاصلاحات.
يذكر أن عبد المجيد تبون قد انتخب رئيسا للجمهورية لعهدة جديدة خلال الانتخابات الرئاسية، بحصوله على نسبة 94.65 بالمائة من أصوات الناخبين.
رؤساء ووزراء عدّة دول يقدّمون التّهاني لرئيس الجمهورية
وفي السياق ذاته، هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مكالمة هاتفية، أخاه عبد المجيد تبون، بمناسبة فوزه بولاية رئاسية جديدة، حسب ما أفاد بيان رئاسة الجمهورية “تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مكالمة هاتفية من أخيه السيد رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الشقيقة، هنأه فيها بمناسبة فوزه بولاية رئاسية جديدة، متمنيا له مزيدا من النجاحات وللشعب الجزائري كل التقدم بما يخدم العلاقات الثنائية التي ستكلل بلقاء، يجمع قائدي البلدين قريبا”.
وبدوره، “شكر السيد الرئيس نظيره التركي على نبل مشاعره، معبرا عن تطلعه للرقي أكثر بالعلاقات القوية التي تجمع الشعبين الجزائري والتركي”، يضيف ذات البيان.
من جانبه، هنأ رئيس دولة فلسطين محمود عباس، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بفوزه بعهدة رئاسية جديدة، وجاء في البيان “تلقى اليوم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مكالمة هاتفية من أخيه محمود عباس رئيس دولة فلسطين المحتلة عبر له فيها عن تهانيه الحارة باسمه وباسم الشعب الفلسطيني الشقيق لفوزه بعهدة رئاسية جديدة، متمنيا له كل التوفيق في خدمة الشعب الجزائري وقضايا الأمة”.
كما تلقى رئيس الجمهورية، مكالمة هاتفية من أخيه يونس المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، هنأه فيها بمناسبة انتخابه لعهدة ثانية، وتمنى المنفي لرئيس الجمهورية “التوفيق والسداد في مهامه المتجددة، ولسائر الشعب الجزائري موفور النماء والتقدم”، مبديا له “العزيمة على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين بما يخدم مصلحتهما المشتركة”، يضيف ذات المصدر.
هذا وهنأ رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد، أخاه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بمناسبة إعادة انتخابه لعهدة ثانية، حسب بيان لرئاسة الجمهورية.
وجاء في رسالة التهنئة أن “الفوز المستحق للسيد الرئيس، دليل على ثقة الشعب الجزائري فيه، وفي حكمته ومقاربته للأحداث الخطيرة التي تعصف بالعالم”.
كما تمنى بشار الأسد لشقيقه رئيس الجمهورية “التوفيق والسداد في مهامه، مبديا عزيمته على تطوير العمل الثنائي بين البلدين الشقيقين”، وفق ذات البيان.
وبارك أمير دولة قطر الشقيقة، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لأخيه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إعادة انتخابه، راجيا له التوفيق والسداد في ولايته الرئاسية الجديدة، وللجزائر دوام التقدم والنماء، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية.
كما أبدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “تطلعه إلى مواصلة التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات، بما يرسخ العلاقات الأخوية والمصالح المشتركة”، يضيف ذات البيان.
الولايات المتحدة تبدي إرادتها في مواصلة العمل مع رئيس الجمهورية خلال عهدته الثانية
باركت وزارة الخارجية الأمريكية، نتائج الانتخابات الرئاسية مؤكدة اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بعلاقاتها مع الجزائر وإرادتها في مواصلة العمل مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على تعميقها خلال عهدته الثانية، حسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية.
كما أبدت الولايات المتحدة الأمريكية – حسب ذات المصدر- “عزمها على تقوية العلاقات الثنائية، خاصة في المجالين الاقتصادي والثقافي وكذا التعاون الإقليمي”.
كما أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية “إرادة الولايات المتحدة الأمريكية في مواصلة العمل مع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على تعميق العلاقات خلال عهدته الثانية”.