السودان
قتل 20 مدنيا على الأقل من بينهم طفلان في غارة جوية مساء أمس، على حي سكني جنوب الخرطوم، فيما يتواصل قصف الجيش السوداني لـ “قوات الدعم السريع” في العاصمة السودانية، حسب ما أفادت مصادر محلية.
وقالت لجان المقاومة في الحي السكني، أن الغارات الجوية على حي “الكلاكلة” أسفرت عن 20 قتيلا من المدنيين، موضحة أن “مشرحة أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في العاصمة السودانية، تضم 11 قتيلا مدنيا من بينهم طفلان وامرأة، وتعذر نقل الكثير من الجثث المفحمة والممزقة”.
وحسب شهود، فإن ضواحي العاصمة الشمالية شهدت قصفا مدفعيا وبالصواريخ من جانب الجيش السوداني على مواقع ل”قوات الدعم السريع”.
في الخرطوم، تتركز المعارك في أحياء تشهد كثافة سكانية كبيرة، ويعيش ملايين من سكانها منذ خمسة أشهر على وقع انقطاع المياه والكهرباء وحر شديد، وهم مختبئون في المنازل في محاولة لحماية أنفسهم من النيران المتبادلة.
ويحتاج أكثر من نصف السودانيين لمساعدة إنسانية للاستمرار، فيما بات ستة ملايين منهم على شفا المجاعة بحسب منظمات إنسانية.
وتهدد المعارك المتواصلة والجوع في السودان ب”كارثة إنسانية”، حسب توقعات الأمم المتحدة، حيث لم تتلق سوى ربع وعود التمويل.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، قد أكد إنه نظرا لاضطرار 4.5 مليون سوداني إلى مغادرة منازلهم بسبب الصراع، تم رصد 20 مليون دولار أمريكي للمساعدة في توفير الدعم للنازحين في الداخل.
وذكر غريفيث أن الأموال التي خصصها الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ، هي لمساعدة العدد المتزايد من الناس المحتاجين في السودان. وتصل هذه الخطوة بإجمالي المساعدات التي قدمها الصندوق للأزمة إلى 60 مليون دولار.
وأوضح غريفيث أن “المدنيين يحتاجون إلى المساعدة المنقذة للحياة الآن ويحتاج العاملون في المجال الإنساني إلى الوصول إليهم، وإلى التمويل لتقديم هذه المساعدة”، مشيرا الى إنه من بين 4.5 مليون مدني نازح، لا يزال 3.6 مليون في السودان.
ومنذ منتصف أبريل الماضي، يخوض الجيش و”قوات الدعم السريع”، اشتباكات، دون أن تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج البلاد، بحسب الأمم المتحدة.