تجددت معاناة النازحين الفلسطينيين في قطاع غزّة، إذ قضى الآلاف منهم ساعات الليالي الثلاثة الماضية في معاناة متجددة وواقعٍ مأساوي حيث البرد والأمطار التي أنهكت أجسادهم ومياه المد البحري التي تسربت إلى خيامهم فأغرقت ما فيها من أغطية وملابس وحاجياتٍ يومية.
وفي ظلّ الطقس العاصف، تعرّضت خيام النازحين للغرق، وكذلك، اقتلعت الرياح العديد من الخيام، ما أدى إلى تضرر ممتلكات الفلسطينيين الذين بالكاد استطاعوا توفيرها في ظل ظروف النزوح القاسية.
وقال الفلسطيني حاتم حسونة من مدينة غزة، الذي يقطن شاطئ المنطقة الوسطى، لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية، إنّ “البحر دخل ليلاً إلى خيام النازحين وأغرقها، لقد ضاعت خيامنا وضاعت أغراضنا، لقد فقدنا كل شيء”.
وناشد حسونة المؤسسات الإنسانية العاملة في قطاع غزة للنظر إلى حالة النازحين الذين يسكنون شاطئ البحر وتقديم المعونة والمساعدة لهم.
ومن جهته، قال رامي العفيفي، النازح من بيت حانون، إنّ “النازحين لم يجدوا أي مأوى سوى شط البحر بسبب الاكتظاظ السكاني، لا نستطيع النوم ولا الجلوس داخل الخيمة فالمياه أغرقتها، وأغرقت معها الأغطية ومواد التموين المتوفرة، والصغار يواجهون البرد الشديد”.
فيما تقول الطفلة ميار حسونة: “كنا نياماً خلال الليل فدخلت مياه البحر علينا إلى داخل الخيام وتضررت كل أغراضنا وسحب البحر ملابسنا، ناهيك عن القصف الصهيوني والحصار والجوع”.
ومساء أمس الاثنين، صرّح المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة بأنّ 10 آلاف خيمة تؤوي النازحين جرفتها مياه البحر خلال اليومين الماضيين، مناشدةً العالم لإنقاذ النازحين قبل فوات الأوان.
وقال المكتب إنّ 81% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، بعد تلف واهتراء 110,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل، نتيجة اهتراء هذه الخيام تماماً، ونتيجة دخول المنخفضات الجوية وفصل الشتاء وجرف أمواج البحر لآلاف الخيام.
وأشار المكتب إلى أنّ عدد النازحين في القطاع ارتفع بشكلٍ عام من 1.9 مليون نازح إلى 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزّة.
من ناحيته، قال الدفاع المدني في بيانٍ له، قبل يومين، إنّ الحالات التي تضرّرت فيها خيام النازحين، هي: مخيم إيواء ملعب اليرموك، متنزّه بلدية غزة، منطقة مخيم الشاطئ والخيام المقامة في بعض المدارس.
وكذلك، تضرّرت الخيام في وسط وجنوبي القطاع ولا سيما في وادي الدميثاء بالقرارة، ومنطقة وادي السلقا، ومحيط بركة حي الأمل، وحرم جامعة الأقصى، ومنطقة الشاكوش في مواصي رفح، ومنطقة البركة وساكل البحر في دير البلح وسط قطاع غزّة.