همسات
يكتبها / صالح قليل
كاترين كولونا وزيرة الخارجية الفرنسية، بل هي برميل من الحقد المشحون على كل ما هو جزائري أبي، وشعبنا كما عرفته الأمم شعب ثوري إلى النخاع، ورث حب الحرية عن أجداده، وأذاق فرنسا العجوز السم مخلوطا بالرهب، وحلف يمينا” قسما ” غليظا أن يطلق العجوز طال الزمن أو قصر، فلا بقاء لمن لا عهد له، ولا وفاء، لقد قررنا أن نحارب فرنسا، هكذا قال آباؤنا وأجدادنا، وقالها الشعب بملء بأعلى صوته، يا فرنسا قد مضى وقت العتاب، لقد مللنا النداء بالحرية، واكتشفنا عقيدة فرنسا الغاشمة: أن الحرية على فوهة المدافع والرشاشات، نعم لقد فهمنا الدرس، وقررنا تغيير أسلوب الخطاب، والحديد بالحديد يفلح، وظن أجداد كاترين كولون أننا غير مؤهلين للنزال مع قاتلي النساء والشيوخ والأطفال، والفنانين في محاربة الشعب الأعزل، لقد عزم الأبطال على مجابهة قوات الشر والظلم والطغيان، حتى يتم جلاء الظالمين، وقد وقع ما أقسم عليه الشعب كله.
واليوم وفي آخر الزمان تأتي كاترين كولون لتطالب دولة مستقلة بتغيير ذاكرتها وعنوان نهضتها ورمز بطولتها، لأنه تهديد لدولة وراء البحر، إن التهديد المقرر في نشيدنا الوطني تهديد لفرنسا الاستعمارية وتهديد لجيشها الذي جثم على صدورنا 130 سنة، ونهب خيرات بلادنا وقتل شعبنا وحرمه من أبسط وسائل العيش.
لأجل ذلك، طوينا صفحة الكلام والخصام للأبد، وفتحنا صفحة الدفاع والنزال لافتكاك حقنا بالقوة، فنشيدنا الوطني ليس وليد اليوم، إنه نابع من أعماق جرحنا ومعبر عن آلامنا، وهو الذي فتح لنا أبواب الأمل بالمستقبل الزاهر، بدون شك أن كاترين كولون تخجل مما فعله أسلافها المعمرون في الجزائر، ولم يكونوا أبطالا كما تظهره اللوحات التذكارية على نصبهم بل كان شعبنا أشجع منهم ساهم في تحريرهم والدفاع عن وطنهم وهم يستعمروننا.