ميكروسكوب
بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل
بعد يوم من استضافة وزير خارجيته باحدى القنوات الفرنسية، والذي ابدى انزعاجه من رفض الجزائر لا ما أسماه “ورقة طريق”، مشتركة، في مشهد لا يخلو من كوميديا سياسية بحتة، خرج علينا الرئيس المراهق، ماكرون بخطاب يليق بمسرح العبث الدولي،
ليعلن أن القوات الفرنسية خرجت من إفريقيا بمحض إرادتها، وكأن التاريخ لا يشهد على أن تلك القوات طرِدت شر طردة بعد أن لفظتها الشعوب الإفريقية، يا سيد ماكرون، هل كنت تتوقع أن الأفارقة سيودعون جنودك بالزهور والهتافات؟ يبدو أنك نسيت أن إفريقيا ليست حديقة خلفية لقصر الإليزيه، وأن هذا العهد قد د ولى، وإذا لم يكفكم هذا العرض الدرامي الساخر، ها هو يطالب الجزائر، بكل “أريحية دبلوماسية”، بإطلاق سراح بوعلام صنصال، مخترقا كالعادة حدود اللباقة الدبلوماسية، ويا له من مطلب، وكأن الجزائر ملزمة بتلبية أهواء باريس، ولربما يظن ماكرون أن الجزائر لا تزال في حقبة الحماية، ناسيا أن الوقت تغير وأن الجزائر تعرف جيدا كيف تتعامل مع من يحاول التدخل في شؤونها الداخلية.
باختصار، إيمانويل ماكرون يبدو وكأنه يعاني من أزمة سياسية داخلية ونفسية، دفعته للبحث عن بطولات وهمية في الخارج، غير مدرك أن الخطابات الرنانة لا تعيد مجدا زال، ولا تصلح علاقة فقدت فيها الثقة، نصيحة مجانية يمكن اعتبارها صدقة جارية، قبل أن تطلب المستحيل، تذكر أن الكوميديا السياسية لا تنطلي على من قرأ التاريخ وحفظ دروسه جيدا، وللحديث بقية…