بعد إطلاق اسمه على ملعب “براقي”
الجزء السادس
التقى مانديلا بشخصيات بارزة في نظام الفصل العنصري، بما في ذلك هندريك فيرورد أرملة Betsie Schoombie والمحامي بيرسي يوتار؛ مؤكدا صفحه ومصالحته الشخصي، وأعلن أن «الشعب الشجاع لا يخشى المسامحة، من أجل السلام». شجع السود في جنوب إفريقياعلى تشجيع فريق الرجبي الوطني «سبرينغبوكس – Springboks» الذي كان يكرهه سابقا، عندما استضافت جنوب إفريقياكأس العالم للرجبي عام 1995. وبعد فوز سبرينغبوكس في ملحمة النهائي على نيوزيلندا، قدم مانديلا الكأس لقائد الفريق فرانسوا بينار، وهوالأفريكاني، وهويرتدي قميص لسبرينغبوك يحمل رقم 6. نظر للحدث على نطاق واسع بمثابة الخطوة الرئيسية في تحقيق المصالحة بين البيض والسود في جنوب إفريقي ا، كما قال دي كليرك في وقت لاحق : «فاز مانديلا بقلوب الملايين من مشجعي فريق الرجبي البيض». خففت جهود مانديلا في المصالحة من مخاوف البيض، ووجهت أيضا الانتقادات للسود المتشددين. اتهمت ويني (طليقة منديلا) حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بكونه أكثر اهتماما باسترضاء البيض من مساعدة السود.
رغم الجدل المثار، أشرف مانديلا على تشكيل «لجنة الحقيقة والمصالحة» للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت في ظل نظام الفصل العنصري من جانب كل من الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، وعين ديزموند توتورئيسا للجنة. ومنعا لاتخاذ شهداء، منحت اللجنة عفوا فرديا لكل من يدلي بشهادته حول الجرائم التي ارتكبت في حقبة الفصل العنصري. في فبراير عام 1996، سلم ماندبلا تقريرا عن تفاصيل جلسات الاستماع التي دامت عامين حول عمليات الاغتصاب والتعذيب والتفجيرات والاغتيالات، قبل إصدار التقرير النهائي في أكتوبر 1998. ناشد كل من دي كليرك ومبيكي حذف أجزاء من التقرير، واستجيب فقط لدي كليرك. أشاد مانديلا بعمل اللجنة، مشيرا إلى أنها «ساعدتنا في الابتعاد عن الماضي والتركيز على الحاضر والمستقبل».
ورثت حكومة مانديلا بلدا بتفاوت كبير في الثروة والخدمات بين مجتمعي البيض والسود. فمن 40 مليون نسمة عدد سكان البلاد، كان حوالي 23 مليون يفتقرون إلى الكهرباء أوالصرف الصحي الملائم، 12 مليون يفتقرون إلى إمدادات المياه النظيفة، و2 مليون طفل غير ملتحق بالمدارس، وثلث السكان أميون. بلغت البطالة 33٪، وأقل بقليل من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر. كانت الاحتياطيات المالية الحكومة على وشك النضوب، وخمس الميزانية الوطنية مخصصة لسداد الديون، مما يعني أن برنامج إعادة الإعمار والتنمية الموعود سيتم تقليصه، بدون أي تأميم أومناصب شغل مقترحة. بدلا من ذلك، تبنت الحكومة سياسات اقتصادية ليبرالية تهدف إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي، والتمسك بـ«إجماع واشنطن» الذي ينادي به البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
تحت رئاسة مانديلا، ارتفع الإنفاق على الرعاية الاجتماعية بنسبة 13٪ في الفترة 1996-1997، و13٪ في 1997-1998، و7٪ في 1998-1999. أدخلت الحكومة التكافؤ في المنح للمجتمعات، بما في ذلك منح الإعاقة والمنح خدمة الطفل ومعاشات الشيخوخة، التي كانت سابقا بمستويات متفاوتة تختلف باختلاف الجماعات العرقية في جنوب إفريقي ا. في عام 1994، تم تقديم الرعاية الصحية المجانية للأطفال دون سن ست سنوات وللنساء الحوامل، تم تمديد التغطية لتشمل جميع الذين يستخدمون المستوى الأول من خدمات القطاع العام للرعاية الصحية في عام 1996. بحلول انتخابات 1999، أمكن لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي أن يتباهى بسياساته، حيث تم ربط 3 ملايين شخص بخطوط الهاتف والتحق 1.5 مليون طفل بنظام التعليم، وتم تشييد أوترقية 500 عيادة وتوصيل من مليوني شخص بشبكة الكهرباء وإيصال المياه إلى 3 ملايين شخص، وتشييد 750،000 منزل وإسكان ما يقرب من 3 ملايين شخص.
قانون إعادة الأراضي لعام 1994، مكن الناس من استرجاع ممتلكاتها المفقودة نتيجة لقانون 1913 حول أراضي الأصليين، وتم تسوية عشرات الآلاف المطالبات بالأراضي. قانون الإصلاح الزراعي الثالث لسنة 1996 حمى حقوق المستأجرين الذين يزرعون علفا للماشية. كفل هذا التشريع بأن لا يطرد المستأجرون دون أمر من المحكمة أوإذا تجاوزوا سن الخامسة والستين. نص قانون تنمية المهارات لعام 1998 على إنشاء آليات لتعزيز التمويل وتنمية المهارات في مكان العمل. وجاء قانون علاقات العمل لعام 1995 لتعزيز الديمقراطية في مكان العمل والمفاوضة الجماعية بشكل منظم والحل الفعال للنزاعات العمل. سعت الشروط الأساسية من قانون العمل لعام 1997 إلى تحسين آليات الإنفاذ وتم توسيع «أرضية» الحقوق لجميع العمال، في حين تم تمرير قانون المساواة في العمل لسنة 1998 لوضع حد للتمييز غير العادل وضمان تنفيذ نشاط إيجابي في مكان العمل.
ولكن بقيت العديد من المشاكل الداخلية. كان النقاد مثل ادوين كاميرون يتهمون حكومة مانديلا بفعل القليل لوقف انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة / الإيدز في البلاد، فبحلول عام 1999 كان 10٪ من سكان مصابا بالإيدز في جنوب إفريقي ا. اعترف مانديلا لاحقا بأنه شخصيا قد أهمل القضية، وترك الأمر لمبيكي لليتعامل معها. تلقى مانديلا أيضا انتقادات لفشله في مكافحة الجريمة بما فيه الكفاية، حيث بجنوب إفريقياأحد أعلى معدلات الجريمة في العالم، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية التي ذكرها 750،000 أبيض هاجر في أواخر تسعينيات القرن العشرين. كانت إدارة مانديلا غارقة في فضائح الفساد، ونظر إلى مانديلا على أنه «لين» مع الفساد والجشع.
للاقتداء بجنوب إفريقي ا، شجع مانديلا الأمم الأخرى على حل النزاعات عن طريق الدبلوماسية والمصالحة. وردد مطالبات مبيكي بـ«النهضة الإفريقي ة»، واهتم كثيرًا بقضايا القارة. انتهج الدبلوماسية الناعمة لإزالة الطغمة العسكرية بقيادة ساني اباشا في من نيجيريا وفيما بعد أصبح الشخصية البارزة في الدعوة لفرض عقوبات على نظام أباتشا لما زادت انتهاكاته حقوق الإنسان. في عام 1996، عين رئيسا للجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي وبدأ في مفاوضات غير ناجحة لإنهاء حرب الكونغوالأولى في زائير. في أول عملية عسكرية في مرحلة ما بعد الفصل العنصري في جنوب إفريقي ا، أمر مانديلا القوات في ليسوتوفي سبتمبر 1998 بحماية حكومة رئيس الوزراء باكبليتا موسيسيلي بعد انتخابات متنازع عليها ودفعت المعارضة لانتفاضات.
في سبتمبر 1998، عين مانديلا أمينا عامًا لحركة عدم الانحياز، التي عقدت مؤتمرا سنويًا لها في ديربان. فاستغل هذا الحدث لانتقاد «ضيق وشوفينية المصالح» الحكومة الإسرائيلية والمماطلة في المفاوضات من أجل إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما حث الهند وباكستان على التفاوض لإنهاء الصراع في كشمير، الأمر الذي جلب له انتقاد كل من إسرائيل والهند. مستلهما من الازدهار الاقتصادي في المنطقة، سعى مانديلا لتوطيد العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى في شرق آسيا، ولا سيما مع ماليزيا، ولكنه ألغى هذا جراء الأزمة المالية الآسيوية عام 1997. أثار مانديلا الجدل بعلاقته الوثيقة مع الرئيس الأندونيسي سوهارتو، الذي كان حكمه مسؤولا عن انتهاكات جماعية لحقوق الإنسان، وكان قد حثه سرا بالانسحاب من احتلال تيمور الشرقية.
واجه مانديلا انتقادات مماثلة من الغرب للصداقات الشخصية التي ربطته مع فيدل كاستروومعمر القذافي. زار كاستروفي عام 1998 وحظي بإشادة شعبية واسعة، في حين سلم مانديلا للقذافي عندما لقيه في ليبيا «وسام الرجاء الصالح». عندما انتقدت الحكومات الغربية ووسائل الإعلام هذه الزيارات، رد مانديلا بأن هذه الانتقادات تخفي نغمة عنصرية. أمل مانديلا في حل وسط للجدل طويل الأمد بين ليبيا والولايات المتحدة وبريطانيا وذلك بجلب ليبيين اثنين للمحاكمة، هما عبد الباسط المقرحي وأمين خليفة فحيمة، اللذان كانا متهمين في نوفمبر عام 1991، بتخريب طائرة بان آم الرحلة 103. اقترح مانديلا إجراء المحاكمة في بلد ثالث، الأمر الذي لقي قبول جميع الأطراف؛ وانعقدت المحاكمة في كامب زيست في هولندا في أبريل 1999 يحكمها القانون الإسكتلندي، وانتهت إلى أن أحد المتهمين هومذنب
اعتمد البرلمان الدستور الجديد لجنوب إفريقيافي ماي 1996، الذي كرس مجموعة من المؤسسات لتتحقق من السلطة السياسية والإدارية تعمل ضمن الديمقراطية الدستورية. عارض دي كليرك تنفيذ هذا الدستور وانسحب من الحكومة الائتلافية احتجاجا على ذلك. ملأ المؤتمر الوطني الإفريقي المناصب الشاغرة في مجلس الوزراء الذي انسحب منه الحزب الوطني، وصار مبيكي نائب الرئيس الوحيد. وحدث أن كان كل من مانديلا ومبيكي خارج البلاد في مناسبة واحدة، فعين بوثيليزي «القائم بأعمال رئيس»، وهوما شكل تحسنا في علاقته مع مانديلا.
تنازل مانديلا عن منصبه كرئيس لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي في مؤتمر ديسمبر 1997 وأعرب عن أمله في أن يخلفه رامافوزا، انتخب المؤتمر الوطني الإفريقي ثابومبيكي للمنصب ؛ فما كان من مانديلا إلا أن أقر له بذلك، أصبح مبيكي بحكم الأمر الواقع رئيسا للبلاد. ولمنصب نائب الرئيس مبيكي، أيد مانديلا والمجلس التنفيذي ترشيح جاكوب زوما، وهومن قبيلة زولووسجن في جزيرة روبن، ونافسته في المنصب ويني بشعبوية خطابها الذي اكسبها تأييدا قويا داخل الحزب، ورغم ذلك فاز زوما في التصويت محققا انتصارا ساحقا في الانتخابات.
ازدادت علاقة مانديلا بماشيل كثافة، وفي فيفري 1998 صرح علنا «أنا أحب سيدة رائعة»، وتحت ضغط صديقه ديزموند توتوالذي حثه على أن يكون قدوة للشباب، أقام حفل زفاف في عيد ميلاده 80، في يوليو. في اليوم التالي أقام حفلا كبيرا دعي إليه العديد من الشخصيات الأجنبية. لم يخطط مانديلا أبدًا لفترة ولاية ثانية في منصبه، وقدم خطاب وداعه في 29 مارس 1999 ثم تقاعد.
بعد تقاعده في جوان1999، عاش مانديلا حياة عائلية هادئة، يتنقل بين جوهانسبرغ وكونو(Qunu). وبدأ في الكتابة لتكملة أول سيرة ذاتية له، عنونت سنوات الرئاسة، ولكنه تخلى عن الأمر قبل نشرها. وجد صعوبة في البقاء في العزلة، فعاد إلى الحياة العامة مع برنامج يومي للمهام، تضمن اجتماعات مع قادة العالم والمشاهير، وعمل في جوهانسبرغ مع مؤسسة نيلسون مانديلا، التي تأسست في عام 1999 بغية مكافحة انتشار الإيدز والتنمية الريفية وبناء المدارس. كان قد لقي انتقادات شديدة لفشله في القيام بما فيه الكفاية لمكافحة الأوبئة خلال رئاسته، فكرس الكثير من الوقت لهذه المهمة بعد تقاعده، واصفا إياها بـ «الحرب» التي أدت إلى مقتل أكثر من «كل الحروب السابقة» وحث حكومة مبيكي على ضمان حصول المصابين بفيروس نقص المناعة بجنوب إفريقياعلى اللقاحات. في عام 2000، تأسست بطولة نيلسون مانديلا للغولف التلبوية الخيرية، التي استضافها غاري بلاير. عولج مانديلا بنجاح من سرطان البروستاتا في جويلية 2001.
في 2002، افتتح مانديلا «محاضرة نيلسون مانديلا السنوية»، وفي عام 2003 تم إنشاء «مؤسسة مانديلا رودس» في بيت رودس بجامعة أكسفورد، لتوفير منح في الدراسات العليا للطلبة الأفارقة. تبعت هذه المشاريع إنشاء مركز نيلسون مانديلا للذاكرة وحملة 46664 ضد مرض الإيدز.
وألقى الخطاب الختامي في المؤتمر الدولي الثالث عشر لمكافحة الإيدز في ديربان في عام 2000، وفي عام 2004، وتحدث في المؤتمر الدولي الخامس عشر لمرض الإيدز في بانكوك بتايلاند.
صار مانديلا يرفع صوته علناً منتقداً القوى الغربية. فعارض بشدة تدخل حلف شمال الأطلسي في حرب كوسوفوسنة 1999، واصفا الأمر بمحاولة من جانب الدول القوية لأداء دور شرطي على العالم كله. في عام 2003 عارض خطة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لشن الحرب على العراق، واصفا إياها بـ «المأساة» موبخا الرئيس الأمريكي جورج دبليوبوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير لتقويضهم الأمم المتحدة. أدى الأمر إلى جدل دولي، ولكن وفي وقت لاحق عادت علاقته مع بلير. احتفظ باهتمامه بعلاقات المملكة المتحدة مع ليبيا، وزار المقرحي في سجن بارليني، وتحدث عن ظروف معاملته واصفا إيها بـ «الاضطهاد النفسي».
واصل نيلسون مانديلا دعمه لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي بعد رئاسته. في 2008، ورفض التعليق حول الانقسامات في الحزب وأعلن انه لن يدعم أي مرشح في الانتخابات العامة لعام 2009، قائلا انه «لا يريد أن يكون طرفا في المؤامرات والانقسامات الواقعة داخل حزب المؤتمر». في البداية، لم يشارك في الحملة العامة لجاكوب زوما، رئيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي والمرشح لرئاسة البلاد، والذي رفعت ضده عدة دعاوى قضائية وواجه معارضة قادتها هيلين زيلي وكونغرس للشعب، وهوفصيل منشق عن المؤتمر الوطني الإفريقي من المؤيدين السابقين لثابومبيكي. لكن مانديلا اختار أخيرا مساندة زوما في تجمعين. وقع الأول في فيفري 2009 في الكاب الشرقية. أعلن نيلسون مانديلا، بصوت حفيده، انضمامه ودعمه لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي والتزامه العملي لصالح جاكوب زوما، ولكن ثابومبيكي رفض أن يفعل مثله. في التجمع الثاني لمساندة زوما، شارك مانديلا رفقة زوجته السابقة ويني مانديلا. ونظم التجمع في 19 أبريل 2009، ثلاثة أيام قبل الانتخابات العامة. كان هذا التجمع العام هوالأخير لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي معا حوالي مائة وعشرين ألف شخص في استاد في جوهانسبورغ. في خطاب مسجل تم إذاعته، ذكر مانديلا الحزب بأهدافه الرئيسية، وهي محاربة الفقر و«بناء دولة موحدة ومجتمع غير عنصري».
لعب نيلسون مانديلا دور الوسيط في بوروندي في فيفري 2000، حيث حل محل الرئيس التنزاني جوليوس نيريري، الذي توفي قبل ذلك بقليل، وبدأ التفاوض في 1998. كانت الحرب الأهلية والإبادات الجماعية في بوروندي قد حصدت عشرات الآلاف من القتلى وهجرت مئات الآلاف من اللاجئين، وتم توقيع اتفاقيات السلام في شهر أوت عام 2000، ولكن بعد ذلك رفض مانديلا الوساطة في كوسوفووفي جمهورية الكونغوالديمقراطية متعذرا بتقدم سنه الذي لا يسمح له بإجراء مثل هذه المفاوضات المرهقة جدا.
في نوفمبر 2001، قدم نيلسون مانديلا تعازيه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر ودعم العمليات في أفغانستان. في يوليو2002، منحه الرئيس جورج دبليوبوش وسام الحرية الرئاسي، واصفا إياه بـ«رجل الدولة الأكثر احتراما في عصرنا». ولكن في 2002 و2003، انتقد مانديلا السياسة الخارجية للرئيس بوش في عدة خطب. وفي جانفي 2003، في كلمة ألقاها أمام «المنتدى الدولي للمرأة»، عارض مانديلا بشدة هجوم الولايات المتحدة وحلفائها على العراق، والذي أدى لاحقا إلى احتلال العراق من دون موافقة الأمم المتحدة. واتهم الرئيس جورج دبليوبوش برغبته في إغراق العالم في هولوكوست، كما اتهمه أيضا بالغطرسة وغياب الرؤية والذكاء. اعتقد مانديلا أن هذا الإجراء سوف يقلل من تأثير الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه كان سيؤيد أي إجراء ضد العراق إذا كان بطلب من الأمم المتحدة، وشجع الشعب الأمريكي على التظاهر ضد الحرب وكذا الدول التي تملك حق النقض في مجلس الأمن على استخدامه. اتهم نيلسون مانديلا بوش بالذهاب إلى العراق من أجل النفط فقط، ولمح إلى أن سياسة جورج دبليوبوش وتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، تجاهلت توصيات الأمين العام كوفي عنان لها بدوافع عنصرية. هاجم الولايات المتحدة على انتهاكاتها السابقة لحقوق الإنسان وإلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية.
يتبع…
عمار قردود