همسات بقلم : صالح قليل
ليس كل الفرنسيين حاقدون على المهاجرين الجزائريين، ولكن هناك الكثير من الشرفاء، والنزهاء الذين عارضوا الشرذمة الفرنسية الحاقدة على كل ما هو جزائري، والذين استعان بهم ماكرون لما فشل في تسيير دواليب الحكم في فرنسا، وذلك التحالف يحاول الكيل بمكيالين، ونسوا أن الجزائر الجديدة تتمتع بالحرية والسيادة، وهذه الطبقة تستحق من الجزائريين المهانة والاحتقار.
وهناك طبقة سياسية فرنسية عرفت الحق فاتبعته، وساندت الجزائر في مواقفها العادلة وهاجمت المتطرفين الحاقدين من اليمين واليمين المتطرف، وهي تستحق كل التقدير والاحترام من الشعب الجزائري.
فقد تصدى زعيم اليسار الفرنسي، جان لوك ميلونشون، تصريحات وزراء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاه الجزائر، معرباً عن قلقه ومعارضته الشديدة لهذا التصعيد مع الجزائر الذي لا يطاق، والجزائر تثمن لهذا التيار موقفه المساند للدولة الجزائرية في مواقفها الثابتة.
وقال ميلونشون في هذا الصدد، إن “وزراء في حكومة ماكرون شرعوا منذ أيام في حملة تصعيد معادية ضد الجزائر بطريقة غير مسؤولة،” مشيرا إلى أن “بعض المسؤولين في فرنسا يلعبون بمنطق سخيف للانتقام من الجزائر ويستعملون مفردات حربية غير مقبولة”.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه في حال ثبتت الاتهامات بحق الجزائري المتهم بالتهديد ليس من حق أحد حرمانه من حقوقه، مشدداً على ضرورة احترام حقوق الأفراد في فرنسا.
وأكد زعيم اليسار الفرنسي أن الطريقة التي يحاول بها وزير الداخلية الفرنسي التصعيد ومحاولة فرض المواجهة مع الجزائر هي طريقة حقيرة وغير مسؤولة. مبرزا أن فرنسا تم طردها من كل مكان في إفريقيا. “واليمينيون المتطرفون يحاولون الآن مواجهة جميع جيراننا باستفزازاتهم”.
وأكد ميلونشون، أن التخلي عن النزعة الاستعمارية الجديدة هو أساس أي علاقة متوازنة مع الجزائر أو أي دولة إفريقية أخرى.
وختم زعيم اليسار الفرنسي قائلا: “الحرب بين الجزائر وفرنسا انتهت منذ 62 عاما، ويحق للشعبين وجود علاقة طبيعية مبنية على الاحترام المتبادل”.