وجه الدولي الجزائري عيسى ماندي رسالة قوية ومباشرة إلى المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، بدد بها كل الشكوك المحيطة بجاهزيته البدنية والفنية، وذلك قبل انطلاق المعسكر الإعدادي المرتقب في جوان المقبل، الذي يشهد مواجهتين وديتين أمام رواندا والسويد.
ويستعد المنتخب الوطني لملاقاة رواندا يوم 5 جوان على ملعب الشهيد حملاوي في قسنطينة، ثم مواجهة السويد في 10 من نفس الشهر على ملعب سترامبيري أرينا في العاصمة السويدية ستوكهولم. وجاء هذا الرد من قلب المنافسة في الدوري الفرنسي، حيث قدّم ماندي أداء دفاعيًا صلبًا، ليؤكد جاهزيته لقيادة الخط الخلفي لـ”الخُضر”، في توقيت دقيق وحاسم. وأشاد مدرب ليل، برونو جينيزيو، خلال مؤتمر صحفي، بما وصفه بـ”رد ميداني حاسم” من المدافع الجزائري، مؤكدًا أن اللاعب كان حاضرًا كلما استدعت الحاجة، رغم كل الانتقادات التي طالته في فترات سابقة داخل أوساط الإعلام والمشجعين. مدافع “الخضر” الذي يتميز بأسلوبه الهادئ والرصين، حافظ على تركيزه رغم الضغوط، وشارك هذا الموسم في 30 مباراة بجميع المسابقات، بإجمالي 2083 دقيقة، ما يعكس ثقلاً فنيًا لا يُستهان به داخل منظومة الفريق الشمالي. تألقه الأخير جاء في توقيت حساس، حيث عانى ليل من غيابات مؤثرة في الخط الخلفي، خصوصًا في مباريات مصيرية كالديربي ضد لانس، ومواجهتي مارسيليا وبريست، وهو ما دفع بجينيزيو للاعتماد على ماندي كخيار آمن وفعال. وأكد المدرب الفرنسي أن ماندي، رغم اختلاف خصائصه عن زملائه مثل دياسكيت أو توماس مونييه، إلا أنه “دائمًا ما يؤدي المطلوب بنسبة 100%”، مشيرًا إلى أن مردوده في لقاء مارسيليا كان مثاليًا من حيث التمركز والانضباط التكتيكي. هذا الانضباط جعل من الدولي الجزائري محل ثقة، وهو ما أراح الطاقم الفني للفريق الفرنسي في لحظات حساسة، خاصة في ظل طموح ليل لإنهاء الموسم ضمن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.
واعتبر جينيزيو في تصريحاته التي نقلها موقع “lepetitlillois” أن “الرد الحقيقي على الانتقادات لا يأتي من التصريحات، بل من الأداء والنتائج”، مشيدًا بتصرف ماندي الاحترافي، وبقدرته على التعامل مع الضغط بحنكة وهدوء قلّ نظيرهما.
هذا الأداء المميز من مدافع “الخُضر” من شأنه أن يضعه في مقدمة حسابات الطاقم الفني للمنتخب الجزائري، الذي يبحث عن عناصر تمتلك الخبرة والصلابة لقيادة الدفاع في المرحلة الجديدة تحت قيادة فلاديمير بيتكوفيتش. ويبدو أن مدافع الجزائر عيسى ماندي اختار الطريقة المثلى للرد على منتقديه، ليس بالكلام، بل من قلب الملعب، بثقة تترجم إلى مردود يجعل قميص “محاربي الصحراء” أولوية ثابتة في مسيرته.