Africa news – أفريكا نيوز
آخر الاخبار أقلام بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل

لا أحد ينافس إفريقيا

  • ميكروسكوب

  •  بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل

عندما ننظر إلى خريطة العالم، سنجد قارة إفريقيا تلمع كجوهرة كبيرة، لا ينافسها أحد في المساحة ووفرة الموارد أو تنوع الثقافات، ولكن أيضا هي بلا منافس حتى في تعقد الأزمات وتشابكها، ومع كل هذا، يبدو أن أحدا لم ينجح في فهم هذا الكنز “المخفي” جيدا حتى الآن، لكن هذا لم يمنع القارة من أن تظل محطة اهتمام مستمر، يلهث ورائها من هب ودب، متعطشا لثرواتها. كثيرا ما كنا نسمع عن “المارد الإفريقي” الذي قد يستيقظ قريبا، وفي أية لحظة، ويبدو أن إفريقيا ملتزمة بوعدها بالاستيقاظ منذ قرون، فكل عام يأتي حاكم إفريقي جديدة ليؤكد أن “التغيير قادم” وأن إفريقيا ستكون القوة الاقتصادية القادمة، ومع ذلك، تجد أنه في اليوم التالي يعود الشعب الإفريقي ليصطف في طوابير للحصول على الأساسيات وكأنهم ينتظرون هذا التغيير العظيم، الذي يأتي دوما، لكن دون تأشيرة دخول. تعتبر إفريقيا هي القارة الوحيدة التي يمكن أن تسير فيها من قرية إلى قرية، فترى مئات اللغات المختلفة، ويختلف اللباس من منطقة لأخرى بشكل يصعب على الشخص العادي مواكبته،

كما يمكن القول أن تنوع إفريقيا أشبه بمتحف حي، بحيث تشعر أن مجرد البقاء هناك يوما يجعلك خبيرا في الأنثروبولوجيا، لكن التحدي في أن هذه التعددية تضع الجميع في سباق دائم نحو استعادة الهويات الوطنية والقومية، فقد تصبح المناقشات السياسية أشبه ببرنامج طهي عالمي يحاول كل طباخ فيه فرض وصفته الخاصة، لكن يبقى الغريب أنه كيف تكون إفريقيا صاحبة أكبر احتياطيات في العالم من الذهب، الألماس، النفط، والغاز، والانهار والبحيرات والأراضي الزراعية، ومع ذلك يبدو أن شعوبها تعاني دائما من انقطاع المياه والكهرباء وسوء التغذية، والسر يكمن في سياسة “التصدير فقط” حيث تجد أن الموارد كلها تذهب إلى الخارج بأسعار زهيدة بينما تحصل الشعوب على “الوعود” بدلا من الطاقة. و إذا تساءلنا لماذا يهتم العالم بإفريقيا، فإن الجواب بسيط جدا، وهي أن القارة عبارة عن كعكة كبيرة وموارد مجانية، بداية من فرنسا وبريطانيا، نجد الصين، وروسيا، وأمريكا، وحتى الدول الأوروبية التي نسيت إفريقيا لمدة مئة عام تقريبا، أصبحت الآن تنافس على من سيربح المليون، من خلال من “سيمنح” لهذه القارة “التنمية والمساعدة”، فالمنافسة على بناء السكك الحديدية، الموانئ، والمستشفيات أصبحت تشبه سباق الماراطون، حيث الكل يريد أن يقدم أكثر من غيره، طبعا لغاية لم تعد فقط في نفس يعقوب، ورغم كل التحديات، يظل الشعب الإفريقي صابرا، مليئا بالأمل والمرح والفرح والسرور، حتى في أحلك الظروف، فالإنسان الإفريقي يستطيع تحويل أي موقف إلى لحظة فرح، حتى لو لم يملك شيئا سوى “الأمل”. فإفريقيا قد تكون الأكثر تعقيدا، لكنها بالتأكيد واحدة من أكثر القارات قدرة على منحنا الدروس في الصبر، الأمل، والحب، وبعيدا عن كل شيء فالأمل لا يزال قائما في استيقاظ “المارد” الإفريقي …وللحديث بقية

طالع أيضا

تين هاغ عن البقاء مع يونايتد: ليس قراري!

Africa News

الذهب يتراجع مع ارتفاع الدولار والأسواق تترقب محضر اجتماع الفيدرالي

Africa News

هل يضطر أبراموفيتش لبيع تشيلسي؟

Africa News

اترك تعليق