دعوني أخاطبها بلغتها وأقول “votre politique est caduc !”، الخرجة الرسمية الفرنسية الاخيرة، يمكن تصنيفها في إطار ديبلوماسية السوق السوداء.
هذه الخرجة، في شكلها ومضمونها وأبعادها، تعتبر بعيدة تماما عن الإطار القانوني والإجرائي المنظم في وضح النهار، للعمل الديبلوماسي الدولي المعاصر.
ان عدم الابلاغ الرسمي عن تعيين موظفين ديبلوماسيين فرنسين في الجزائر، يعتبر سلوك ذاتي في قضية موضوعية.
ما تقوم به باريس هو تجاوز مفضوح للسيادة الوطنية وتصرف غير مسؤول يضرب في الصميم مصداقية دولة غدت، ضحية منظومة حكم غير حكيمة، الى درجة اننا أصبحنا نسأل: ماذا يريد هؤلاء القوم منا او بتعبير آخر، ماذا اصابهم ؟!؟
ان تجعل من سياستك الخارجية جزء من حملتك الانتخابية فهذا شانك، لكن ان تجعل من علاقاتك مع الجزائر، بيع للشعارات من اجل شراء الاصوات في غياب مشروع حقيقي لإنقاذ مؤسستك الجمهورية من الافلاس المالي والفكري والديبلوماسي، فهذا امر خطير عليك أولا وأخيرا.
سياسة الامر الواقع لا تصلح مع الدولة الجزائرية السيدة والمستقلة، وهذه السياسة او البوليتيك، تنطبق عليها مقولة “جرب غيرها ! “.
هنا اعود لما كتبته في المقدمة، وأقول: “سياستك قديمة، عفا عنها الزمن!”.