وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تهديد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو للشعب اللبناني بـ”مواجهة مصير الفلسطينيين في غزة” بأنه “استفزاز”.
جاء ذلك في تصريح لقناة فرنسا 2 المحلية، اليوم الأربعاء.
و قال بارو: “إذا حدث هذا الاستفزاز (تهديد نتنياهو ) فإنه سيجر لبنان، الصديق لفرنسا والذي يمر بوضع هش أصلا، إلى الفوضى”.
وذكر بارو أنه إذا حدث مثل هذا الأمر فإن الكيان الصهيوني “سيواجه ما هو أكثر بكثير من المشاكل الأمنية التي كانت موجودة قبل الهجمات على لبنان”، مضيفاً أن “الوضع في لبنان كارثي”.
والثلاثاء، حرض نتنياهو اللبنانيين على “حزب الله” في كلمة متلفزة مهدداً إياهم بمواجهة مصير سكان قطاع غزة.
وقال نتنياهو في كلمته :” انهضوا واستعيدوا بلدكم. أنتم أمام فرصة لم تتح لكم منذ عقود، قبل أن يسقط لبنان في هاوية حرب طويلة ستجلب الدمار والمعاناة على غرار ما نراه في غزة”.
ويأتي كلام وزير الخارجية الفرنسي في أعقاب تصريحات صحفية، السبت، دعا فيها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى “وقف تسليم الأسلحة المستخدمة (من قبل الكيان الصهيوني) في غزة”، مدعيا أن فرنسا “لم تشارك” في تزويد الكيان الصهيوني بتلك الأسلحة.
عقب ذلك، هاجم نتنياهو الرئيس الفرنسي قائلا في بيان متلفز باللغة الإنجليزية: “الكيان الصهيوني سينتصر معكم أو بدونكم”، وفق ادعائه.
وبعد ساعات من تصريح ماكرون عن وقف تزويد الأسلحة للكيان الصهيوني ، أصدرت الرئاسة الفرنسية “الأليزيه” بيانا ناقضت الرئيس فيه، وقالت إن “فرنسا ستواصل تزويد الكيان الصهيوني بالقطع اللازمة للدفاع عن نفسها”.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي، يشن الكيان الصهيوني حربا على لبنان عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية استهدفت حتى العاصمة بيروت، بالإضافة إلى محاولات توغل بري بدأتها في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ويرد “حزب الله” يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما يعلن الكيان الصهيوني جانبا من خسائره البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
ووفق الأرقام الرسمية حتى مساء الثلاثاء، قتل الكيان الصهيوني 2119 شخصا وأصاب 10019 منذ بداية القصف المتبادل مع “حزب الله” في 8 أكتوبر 2023، بينهم 1301 قتيل و3618 جريحا، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ 23 سبتمبر الماضي.