همسات بقلم : صالح قليل
من المرتقب أن يشرع وزير التربية الوطنية الجديد، محمد صغير سعداوي، في برمجة لقاءات ثنائية مع النقابات المستقلة المعتمدة، بدءا من الأسبوع المقبل، بمعدل تنظيم اجتماعين في اليوم ومرتين خلال الأسبوع، حرصا منه على حل المشاكل المطروحة وطنيا وذات الاختصاص المحلي بصفة خاصة، في إطار القوانين وبشكل متدرج، على أن يتم الانتقال إلى مرحلة فتح النقاش حول ملف “الخدمات الاجتماعية”، بوضع رزنامة زمنية لانتخاب اللجنة الوطنية واللجان الولائية، وذلك مطلع شهر جانفي المقبل كأقصى تقدير، لتفادي تعطيل مصالح المستخدمين، وعدم عرقلة السير الحسن لاختبارات الفصل الدراسي الأول.
والعام والخاص في الجزائر يعرف ما قدمته النقابات المستقلة من مزايا للقطاع، وخاصة في تسيير أموال الخدمات الاجتماعية التي كانت في عهد التنظيم الأحادي لا يحصل فيه العمال سوى على الفتات، وفي عهد التعددية النقابية توسعت الاستفادات من أموال الخدمات وتمكن الآلاف من المعلمين والأساتذة من شراء سيارات والحصول على مزايا كثيرة وهي تحسب للنقابات المستقلة التي جلبت نمطا حديثا في تسيير أموال الخدمات وطالبت بعلاوات كالمردودية والرفع من الأجور وغيرها وهي نقاط إيجابية تحسب لها .
ولكن لا تزال نقاط سوداء لم تتطرق النقابات لها وهي تعدّ من صميم مهامها كالاهتمام بتنظيم المهنة وحل الصعوبات التي يتخبط فيها المربون، وكيفية الوقاية من الأمراض المهنية، والنضال من أجل تصنيف مهنة التعليم من المهن الشاقة، وتوفير أماكن الاستجمام والترفيه للتخفيف على أعصابهم من الضغط.
والشيء الملاحظ أيضا أن أغلب التنظيمات النقابية لم تعرف تغييرا على مستوى رؤسائها منذ تشكيلها، ومن المفروض أن تجدد الفروع رئاستها بانتخابات شفافة وكأن التعددية لا تعنيهم.
وبخصوص ملف القانون الأساسي الخاص بالمستخدمين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية، فإن الوزير الجديد أوضح بأن المرسوم التنفيذي الجديد، يوجد حاليا على مستوى الأمانة العامة للحكومة وتحت الإشراف المباشر لرئاسة الجمهورية، وأن النقابات عبّرت عن قلقها وانزعاجها من عدم تسليمها نسخة عن المشروع الجديد، للاطلاع عليه بغرض المشاركة في إثرائه وتعديله وتصحيحه، فيما أكدت على أن إصدار قانون جديد من دون تمكين الشركاء الاجتماعيين من تعديله، يعتبر إشكالا كبيرا، خصوصا في حال لم يتم التكفل بمطالب الموظفين والأساتذة بشكل خاص، وفيما يتعلق بالخدمات الاجتماعية للمستخدمين، رافع الوزير سعداوي لأجل الذهاب لإجراء انتخابات تجديد أعضاء اللجنة الوطنية واللجنة الولائية، فيما اقترح أهمية تنظيمها مطلع شهر جانفي المقبل، تفاديا لبرمجتها خلال فترة حساسة وحرجة، ويتعلق الأمر باختبارات الفصل الدراسي الأول، تليها بعد ذلك فترة التصحيح والتصحيح الجماعي في الأقسام وعقد مجالس الأقسام.