ميكروسكوب
بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل
من المثير للدهشة، بل للضحك أحيانا، أن نتابع تلك “الملحمة” الإعلامية المغربية المستمرة ضد الجزائر، وكأنها مسلسل درامي لا نهاية له، ففي كل مرة، تخرج تلك المنابر “الإبداعية” أسلحتها البطالة من شائعات وفبركات، وكأنها تعيش على هامش الواقع، تبحث عن “تريند” يضمن لها الظهور ولو على حساب الحقيقة، ولا يفاجئنا أن تتحول الجزائر في تلك السرديات إلى محور الكون، بينما تنسى تلك الأقلام “البارعة” مشاكلها الحقيقية، إن الإعلام المغربي يبدو وكأنه في “ماراطون” دائم لا ينتهي، لإثبات شيء ما للجزائر، بينما تتقدم هذه الأخيرة بخطوات ثابتة في مجالات عدة، تاركة الجيران في حالة من “الغيرة الجيوسياسية”، ولأن الكسل الإبداعي بلغ ذروته، أصبح أي إنجاز جزائري مادة دسمة للتشكيك والتحوير والتشويش والتشويه. أمام ما نشاهد ونسمع ونقرأ في إعلامهم، لا نملك إلا أن نضحك أمام هذه المسرحية المستمرة، ونتساءل، إن كان الإعلام المغربي لا يملك قضايا أكثر أهمية تشغله، من إختلاق الأخبار الكاذبة عن كل ما هو جزائري، ألا يستحق المواطن المغربي نقاشا حقيقيا حول أوضاعه بدلا من هذه الحملات التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟ في النهاية، يبقى الصراخ الإعلامي انعكاسا للضعف أكثر من القوة، وشهادة مجانية على مكانة الجزائر التي تثير كل هذا “الزخم”، وللحديث بقية…