• ميكروسكوب

• بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل

في تطور غير مسبوق على رقعة الشطرنج في الشرق الأوسط، وبعد أن تم طي صفحة بشار الأسد بلمسة “ثورية تحررية” مفعمة بالتكبير والشعارات والدموع، جاء الدور على الكيان الصهيوني الآن ليكمل فصول ومشاهد الرواية، تحت أنظار الجولاني،

فالجيش الصهيوني، الذي يبدو أنه قد أطلق الآن نسخته الخاصة من “غوغل مابس” الخاصة بالشرق الأوسط، قرر أن أقصر الطرق إلى دمشق يجب تمر عبر دمشق نفسها، وفي الوقت الذي ما زال فيه العرب مشغولين بمؤتمرات المصالحة ومفاوضات تشكيل الحكومة رقم 56 في لبنان، تبدو الدبابات الإسرائيلية وكأنها في رحلة سياحية على طريق بيروت-دمشق، ربما لتفقد الأماكن الأثرية أو لتذوق أطباق المطبخ الشامي، أما عن الشعوب العربية، فهي منشغلة كالعادة بمراقبة المباريات النهائية للدوري الأوروبي، بينما تتصدر الهاشتاغات منصات التواصل الاجتماعي، على غرار #دمشق_في_قلوبنا و#سوريا_خط_أحمر، وكأن التغريدات قادرة على وقف قذائف المدفعية للصهاينة أو تغيير خرائط النفوذ الإقليمي، أما قادة الجامعة العربية فهم في تقمص دور أهل الكهف، أما في المشهد الأخير، يظهر المجتمع الدولي وهو يوزع البيانات المنددة والمستنكرة، بينما يراقب من خلف الكواليس “لعبة العروش” الجديدة في المنطقة، التي يبدو أن فصولها ستكتب على أنقاض مدينة أخرى من مدن الحضارة العربية، والآن، ما علينا إلا الانتظار، التعرف على العاصمة الموالية التي ستعقد فيها جلسات التنديد، لكن يبدو أن الخلاف مازال قائما حول التصنيف الدراسي لما يحدث، ما بين التراجيديا والكوميديا السوداء، وللحديث بقية….