ميكروسكوب
د . رضوان بوهيدل
يبدو أن الأفارقة هذه المرة اتفقوا أن يتفقوا على شيء واحد، بعيدا عن كل خلافاتهم واختلافاتهم، اتفقوا أن فرنسا لم يعد لها مكان بالقارة السمراء. فرنسا تتخبط اليوم بعد عمليات الطرد المتتالية من عدد من الدول الإفريقية، فقد كشف انقلاب النيجر الأخير، التضامن الأفريقي ضد التواجد الفرنسي بالقارة، بعد أن تأكد للجميع أن فرنسا لا يهمها في إفريقيا سوى استنزاف ثرواتها وإذلال شعوبها، بالإضافة إلى التعامل بفوقية مع حكومات القارة، من مبدأ أنها منطقة نفوذ فرنسي لا يمكن أن تتخلى عنه، بترول، ذهب ويورانيوم وموارد أخرى كثيرة، قد توقف الكثير من الدول الإفريقية ارسالها مجانا الى أوروبا، وهو ما يؤرق ماكرون وأصدقائه الأوروبيين اليوم. إفريقيا بعد أن تحررت سياسيا، بداية الاسنان من القرن الماضي، ها هي اليوم تتحرر اقتصاديا وثقافيا وحتى بسيكولوجيا من “شيء” إسمه فرنسا، مالي، وبوركينافاسو، والنيجر، وقبلهم الجزائر، يسحبون البساط من تحت أقدام “الفرنجة” ليفسحوا المجال لمنافسة دولية جديدة، بما يخدم القارة وشعوبها. لذا فرنسا عليها انتظار دورها للحصول على تأشيرة دخول لإفريقيا، من أجل السياحة لا أكثر، وقد تكون هذه التأشيرة صعبة المنال، وقد ترفض أيضا، والقادم أفضل.