سوق أهراس
في أجواء مفعمة بالبهجة وروح التآخي، أعطيت أمس إشارة الانطلاق الرسمية لفعاليات الأسبوع الثقافي والرياضي الذي نظمته جامعة محمد الشريف مساعدية – سوق أهراس تحت إشراف مديرة الجامعة البروفيسور نورة موسى، وذلك على مستوى معهد العلوم الفلاحية والبيطرة ببلدية تاورة، بحضور رسمي وطلابي وازن، في مقدّمته والي ولاية سوق أهراس، زيناي عبد الكريم.
وقد افتتحت التظاهرة بمراسم بروتوكولية راقية، استُهلت بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم، تلتها النشيدان الوطنيان الجزائري والتونسي، في مشهد يعكس عمق الروابط التاريخية والوجدانية بين الشعبين الشقيقين، ويكرّس روح التآخي والتقارب المغاربي داخل الفضاء الجامعي.
وقد تميّز هذا الأسبوع بتنوّع نوعي وثراء في فقراته، حيث كانت أبرز محطاته تنظيم نصف ماراثون دولي جزائري-تونسي، شارك فيه عداؤون من كلا البلدين في أجواء رياضية راقية اتسمت بالتحدي والاحترام المتبادل، ما أضفى طابعًا دوليًا مميزًا على الفعالية، ورسّخ قيم الصداقة والتقارب عبر الرياضة.
وفي الشق الثقافي، استمتع الحضور بسلسلة من العروض الفنية الراقية، ضمّت مسرحيات هادفة، خواطر شعرية، ومونولوغات شبابية تناولت قضايا معاصرة بصياغات إبداعية. كما أُقيم معرض للكتاب فتح نوافذ فكرية جديدة للطلبة، إلى جانب معرض متميز للذكاء الاصطناعي عرض خلاله طلبة الجامعة مشاريعهم المبتكرة، ما يعكس انخراط الجامعة في مواكبة التحولات الرقمية ومجالات البحث والتطوير.
وشهد الأسبوع كذلك منافسات رياضية مفعمة بالحماس والتحدي، في ألعاب العدو، الشطرنج، والبينغ بونغ، وفعاليات ترفيهية متنوعة أبرزها أمسيات موسيقية وشعرية عكست التنوع الثقافي وثراء المواهب الطلابية.
الختام كان على قدر التميّز، حيث تم تنظيم حفل تكريمي للطلبة المتفوقين والمشاركين المتميزين، وسط إشادة واسعة بالتنظيم، وبصمة الجامعة الواضحة في التسيير والتأطير، وبانطباع إيجابي تركته الفعاليات في نفوس الحضور من مسؤولين وطلبة وضيوف.
بهذا الحدث الجامع، تؤكّد جامعة محمد الشريف مساعدية ريادتها كفضاء جامع للعلم، والثقافة، والرياضة، والحوار، وترسّخ مكانتها كمؤسسة أكاديمية تسعى بثبات نحو التميّز، وبناء جسور التآخي والتكامل مع محيطها والدولي.
من جهة أخرى، وفي خطوات ممتازة تؤكد التوجه الاستراتيجي المتبع لجامعة محمد الشريف مساعدية سوق أهراس نحو الريادة والتميز والتكامل بين جميع الأدوار سوى التعليمية، البحثية، والمجتمعية، ترأست مديرة الجامعة، البروفيسور نورة موسى، اجتماعًا تنسيقيًا هامًا جمع النواب إلى جانب مسؤول الحاضنة الجامعية. وقد خُصص هذا اللقاء لمناقشة ثلاث محاور أساسية تعبّر عن الرؤية الحديثة لجامعة سوق اهراس وانخراطها الفعّال في محيطها الى جانب مواكبة تعليمات الوزارة الوصية خطوة بخطوة.
وفي سياق تشجيع روح الإبداع والتميز في أوساط الطلبة، تسعى الجامعة إلى تنظيم يوم تحسيسي خاص بجائزة رئيس الجمهورية للطالب المبتكر، باعتبارها مبادرة وطنية تسهم في اكتشاف مواهب الطلبة ومرافقتها نحو تحويل أفكارها إلى مشاريع مبتكرة قابلة للتجسيد وريادية. ويهدف هذا اليوم إلى توعية الطلبة بأهمية الابتكار والريادة في مسارهم الأكاديمي والمهني، مع تقديم نماذج ناجحة وآليات الدعم المتوفرة داخل الجامعة.
وفي إطار تعزيز الدبلوماسية الجامعية والانفتاح الثقافي، تعتزم جامعة سوق أهراس المشاركة في نصف الماراطون الدولي الجزائري التونسي، وهو حدث رياضي يجمع بين البعدين الصحي والثقافي، ويرمز إلى الروابط التاريخية والجغرافية بين البلدين الشقيقين. وتُعد هذه المبادرة فرصة لتعزيز قيم التعاون والتعارف بين شباب المنطقة، إضافة إلى ترسيخ أهمية الرياضة في الحياة الجامعية.
من جهة أخرى، تولي الجامعة أهمية بالغة لمشروع Filial، الذي يهدف إلى خلق بيئة تشاركية فعالة بين الجامعة ومختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين. ويُعد هذا المشروع نموذجًا عمليًا لتجسيد الوظيفة الثالثة للجامعة، المتمثلة في خدمة التنمية المحلية عبر تثمين نتائج البحث العلمي ومرافقة المشاريع الابتكارية. كما يسعى إلى تحويل الجامعة إلى فاعل اقتصادي حقيقي من خلال دعم إنشاء مؤسسات ناشئة وحاضنات أعمال داخل الحرم الجامعي.
وتعكس هذه الديناميكية المتعددة الأبعاد مدى التزام إدارة جامعة محمد الشريف مساعدية بتحقيق نقلة نوعية في أداء المؤسسة الجامعية، سواء من حيث التحفيز الأكاديمي، أو الانفتاح على المجتمع، أو المساهمة في التنمية المحلية. وتبرز الجامعة اليوم كقطب أكاديمي فاعل في منطقة الشرق الجزائري، يسير بخطى واثقة نحو الريادة.
وأخيرا، أطلقت جامعة محمد الشريف مساعدية – سوق أهراس فعاليات أسبوع ثقافي ورياضي متميز جمع بين الإبداع الطلابي، التميز الأكاديمي، والانفتاح الإقليمي، من خلال برامج متنوعة شملت عروضًا فنية، مسابقات رياضية، معرضًا للذكاء الاصطناعي، ونصف ماراثون دولي جزائري-تونسي، مؤكدة بذلك دورها كفضاء جامع للعلم، الثقافة، والحوار.