همسات
يكتبها / صالح قليل
إن أجهزة التدفئة وتسخين الماء تتسبب في قتل العديد من الأرواح البريئة التي يشتري أصحابها الموت بأموالهم، تارة بدافع الإغراء في السعر المنخفض، وطورا بدافع الغش في الصنع، وأحيانا بدافع الخلل في التركيب، وتتعدد الأسباب والموت واحد، وهذه الظاهرة لم تكن معروفة في عهد الشركات الوطنية التي كانت تتهم بالعجز والرداءة، وأرغمت على الغلق بقرارات تعسفية من العصابة، ووعدت الشعب آنذاك بجنة الله في أرضه في صناعة طايوان، واقتصاد البازار، وحدث ما حدث.
ولأجل ذلك قررت السلطات العليا في البلاد، وضمانا لأرواح الجزائريين، أن تعيد النظر في هذا المجرم الخفي، وطرح بدله أجهزة آمنة.
وأعلن المدير العام للمنافسة بوزارة الصناعة، عبد العزيز قند، بأن قطاع الصناعة يعمل حاليا بالتنسيقمع وزارة التجارة على طرح أجهزة للتدفئة وتسخين المياه تتطابق مع قواعد ومعايير السلامة والأمن.
وأورد قند أن التطور الذي بلغته البلاد اليوم يمكننا من تفادي تكرار حوادث الاختناقات بالغاز، وأن الإمكانيات التقنية متوفرة اليوم من أجل استخدام أجهزة كفيلة بوقف تشغيل أجهزة التدفئة غير المطابقة بأخرى تسمح بامتصاص تسرب الغاز.
وهكذا تضرب الدولة عصافير كثيرة بحجر واحد، تحمي مواطنيها من الموت المحتوم بغاز ثاني أكسيد الكربون، وإيقاف انفجارات الغاز التي تودي بأرواح العديد من العائلات، ومن جهة أخرى تكسب خبرة صناعية ذات جودة عالية وبمقاييس عالمية، توفر فرص عمل للشباب البطال،كما تفتح مجالا لتصدير المنتوج الجزائري للخارج، من أجل التنويع في صادراتنا، والتخلص من الاعتماد على البترول.