Africa news – أفريكا نيوز
آخر الاخبار مساهمات

تساؤلات حول الخرجة الأخيرة للملك

  • بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل

ظهر مرة أخرى ملك المغرب هزيلا فوق كرسي أحمر صغير بأطراف ذهبية وجلسة ضيقة، يحاول تلاوة كلمات خطابه بصعوبة شديدة مع صعوبة واضحة في التنفس، وكأنه يصعد سلالم طويلة بسرعة كبيرة، مع أخذ ثواني في كل مرة لاستعادة حركة تنفسه، كما اختار الملك الجلوس أمام خلفية تعبر عن تراث الزليج الجزائري، في رسالة استفزازية واضحة للجزائر، بعد خلاف سابق حول ملكية الزليج،

وكان الملك يقول بيدين مرتعشتين وصعوبة في النظر بأوراق الخطاب والذي يبدو أنه طبع كلماته كان بأكبر الحروف، ولن نبالغ إذا قلنا أنه بات واضحا أن كل ورقة لا تحمل اكثر من جملتين بخط كبير، لمنع الملك من التلعثم أو الاقتراب أكثر من الورقة للقراءة ما تم تجريده من صاحب “الإملاء” السيما من طرف حلفائه الاستراتيجيين، رغم أن الخطاب المنشور في اعلام نظام المخزن يؤكد أنه يتكون من 15 صفحة. كعادته بعبارة “شعبي العزيز” المكررة بعد كل فقرة من خطاب جلالته، وعبر 300 سطر تقريباً، جال وصال ملك المخزن بين الاقتصاد والسياسة والمجتمع وكذا الانجازات المزعومة والوهمية لمملكته للتغطية عن فشله داخليا وللتغطية على سياسة القمع والتعتيم عن مطالب شعب الريف، وكذا عن الأحكام القضائية الجائرة ضد كل من يحاول قول الحقيقة، ناهيك عن احتلاله المزعوم باحتلال اخر لأراضي الشعب الصحراوي. الملك الذي صار شبه مقيم بباريس منذ فترة، لم يخرج عن عاداته وتقاليده في ذكر الجزائر في خطبه وكلماته المختلفة، منذ وصوله الى العرش عام 1999، أين خص الرئيس الجزائري الراحل آنذاك بشكر خاص، دون غيره من قادة العالم الذين حضروا جنازة والده الحسن الثاني، في محاولة أولية واستباقية لكسب ود الجزائر، لكن مع مرور السنوات خسر الملك رهانه والكثير من الأمور الأخرى من خلال تصرفات صبيانية غير محسوبة العواقب. الملك المهزوم نفسيا كان يبحث عن كلمات يحاول من خلالها اقناع شعبه العزيز بان كل شيء على ما يرام وفي جولة بحثه عن انجازات المملكة لم يجد رئيس لجنة القدس سوى العودة أشهر للوراء للحديث عن كرة القدم، وما حققه منتخبهم من انجازات في كأس العالم 2022 بدولة قطر، ولكم أن تتخيلوا البكاء على اطلال الماضي وكيف بلغ مداه بالتشبث بفوز فريق لكرة القدم على عدد من الفرق الاخرى وتحويلها الى انجازات دولة، فوزا تحقق منذ ما يقارب السنة وهو دليل آخر على الفراغ الذي يعيشه المغرب الغريق بحثا عن أي قشة تنقذه، وربط الملك هذا الانجاز العظيم بإنجاز آخر، وهو ترشيح مشترك بين المملكة المغربية وإسبانيا والبرتغال باحتضان فعاليات كأس العالم 2030، مؤكدا أن وأنه ترشيح غير مسبوق يجمع بين قارتين وحضارتين، إفريقيا وأوروبا ويوحد ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويحمل طموحات وتطلعات شعوب المنطقة للمزيد من التعاون والتواصل والتفاهم وهي كلمات بعيدة جدا عن الواقع والممارسات المغربية على الميدان، فالمملكة صارت اليوم اكثر من يفرق ولا يجمع، ودخلت المملكة ايضا في شبه عزلة بعد جملة من الفضائح بداية من تطبيق بيغاسوس الصهيوني وصولا الى البرلمان الاوروبي المرتشي. ملكهم المبجل لم يجد موضوع للحديث عنه محليا سوى السيارة الهيدروجين التي تم انتاج نموذج لها محليا، حيث لم يجد سوى التودد لشعبه العزيز وربط هذا الانجاز بنبوغ المغاربة وطاقاتهم مشجعا إياهم على هذا النوع من الابتكارات دعا الملك “أمير المؤمنين” الى الجدية في الحياة السياسية و الادارية والقضائية ونسي أو تناسى أنه يعيش في مملكتهم التي يعين فيها من يشاء متى يشاء وينهي المهام ايضا متى وكيفما شاء، ويبدو أن كلامه هذا دليل آخر أن الملك غائب عن الوعي، ولا يدري بالفعل ما يحدث في مملكته بعد عطله المتكررة والكثيرة التي طالت في باريس وما جورها من مدن أوروبية. الملك اكد موقف بلده الراسخ من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، حسبه، وهو كلام متناقض مع بقية، الخطاب حيث افتخر الملك بعلاقته الغير شرعية مع الكيان الصهيوني والتطبيع معه، والتي خصهم في كلمته باعتزاز وشكر كبيرين لان المحتل الغاصب للأراضي الفلسطينية اكد اعترافه بالمزاعم المغربية حول سيادته على الصحراء الغربية المحتلة، حيث قال الملك أن العديد من الدول فتحت ممثليات دبلوماسية كقنصليات وسفارات في الداخلة والعيون المحتلتين، وهو كلام عار من الصحة فالملك الذي يبلغ حوالي 60 سنة، ما زال يكذب ونسي أن “اللي يكذب يروح للنار”، ومع ذلك مازال يوزع من قصوره في باريس الكلمات “المخذرة” على شعبه العزيز. طبعا كعادته واضب الملك المغربي على شيطنة الجزائر بكل الطرق من خلال محاولاته البائسة واليائسة للاستعطاف ولعب دور الحمل الوديع والملاك الطاهر، وهو دور لا يليق به، حيث قال أن علاقة المغرب مع الجزائر مستقرة، متجاوزا أن العلاقات اصلا مقطوعة بشكل رسمي ودبلوماسي ما بين البلدين ومنذ فترة. كلمات اكدت أن ملك المغرب بحاجة إلى علاج نفسي مستعجل للخروج من حالة انفصام الشخصية التي يعيشها وأثرت على ما يبدو على بواقي الوظائف، فالملك الذي دعم حركتي الماك ورشاد في بلاده وقام بحماية اعضاء هاتين المنظمتين الإرهابيتين، يدعو الى ضرورة عودة العلاقات على ما كانت عليه، كما دعا الملك إلى فتح الحدود مع الجزائر، ويبدو أن غلق الحدود الجزائرية على المغرب أثر على أهم تجارة يسترزق منها مولاهم، وهي المخدرات. رغم كل ما قاله الملك المغربي الا أنه نسي الكثير من الأمور التي يبدو أنها سقطت “سهوا متعمدا” في خطابه ومنها لماذا لم يجب الملك عن عدد من الأسئلة التي تدور في الشارع المغربي وافريقيا عموما، وحتى العالم لا سيما، حول غيابه المتكرر في عدد من المحافل المحلية والاقليمية والدولية، ولماذا لم يتحدث عن الصورة الحميمية التي جمعته مع صديقه رئيس الحكومة الاسباني وهما يرتديان ألوان “القوس قزح”، ولماذا لم يتحدث الملك عن فضيحة بيغاسوس وفضيحة المغرب بخصوص رشوة عدد من البرلمانيين في الاتحاد الأوروبي وأسئلة كثيرة أخرى طرحها المغاربة، ولم يجدوا لها اجوبة في خطاب جلالته. في وقت سابق من نهاية شهر جوان الماضي ودون سابق انذار أعلن القصر الملكي عن الغاء الملك لخطاب 20 أوت القادم، وهو مناسبة مرتبطة بالاحتفال بذكرى نفي جده الملك، حيث تخلى عن هذا الخطاب الذي يؤرخ زورا لما يعرف بعيد الثورة والشعب. وأخيرا اكتشف الملك أنه لا ضرورة من خطاب لم يجد ما يقوله فيه سوى تكرار ما قيل في “خطاب العرش”، وهو ما جاء في البيان الرسمي للقصر الملكي مبررين الغاء كلمه 20 أوت القادم بسبب اقتراب المناسبتين بين “خطاب العرش” و”خطاب الثورة والشعب” ليكتشف الجميع مع المغاربة أنه وبعد 24 عام من هذه الخطب يقرر بلاط الملكي أنه لا داعي أصلا لوجودها، وطبعا هي مبررات لا يصدقها عقل انسان، هذا القرار المفاجئ وغير المتوقع زاد في تغذية الشائعات الموجودة أصلا حول صحة الملك الذي بات غيابه المتكرر يطرح العديد من التساؤلات وحتى ظهوره لدقائق يطرح التساؤلات أكثر بسبب هيئته والطريقة التي يظهر بها، والتي اختلفت كثيرا عن السابق فمثلا ظهر الملك لدقائق وهو يؤدي صلاة العيد مع حاشيته بعد أن أداها العالم الاسلامي كله قبله ب 24 ساعة كاملة، ويبدو ان هناك من في القصر من يريد التعتيم على انشطة الملك، فعدم ظهوره أحسن بكثير من ظهوره بهذا الشكل المقلق والمخيف فالعام المنصرم تم إلغاء كل الأنشطة الرسمية للملك لأسباب صحية مرتبطة بوباء كورونا حسب القصر الملكي، رغم نهاية هذه الجائحة في العالم كله. ما عدا الكلمة الموجهة للأمة بمناسبة الجلوس على العرش يضطر الملك في كل مرة لقطع إجازته بباريس والذهاب للرباط لتسجيل الخطاب المكرر قبل العودة لمدينة الجن والملائكة. حتى خلال شهر أفريل وماي ماضيين كان في اجندة الملك العديد من النشاطات مثل افتتاح مستشفى بطنجة وتقديم نموذج أول سيارة هيدروجينية وترأس مجلس الوزراء، قبل الاختفاء مجددا في احلك الظروف بداية من 31 ماي الماضي، حيث لم يستقبل الملك السيد “جيل بايدن” وهي زوجه الرئيس الأمريكي، التي كانت في زيارة الى المغرب من أجل قضاء إجازة نهاية الأسبوع في بداية جوان الماضي، وهو ما حدث حيث لم يستقبل كذلك الملك المعظم رئيس وزراء هولندا مارك روت الذي تربطه معه علاقة خاصة وببلاده، ونفس الشيء حدث في الاول والثاني من فيفري 2023 عند انعقاد القمة المغربية الاسبانية بحضور سانشيز رئيس الحكومة الاسبانية وكذا المستشار النمساوي، حيث لم يقم باستقبالهما ونفس الشيء حدث مع ملكة هولندا “ماكسيما” و التي كانت هي الأخرى في زيارة إلى المغرب، في وقت ألغى الملك زيارة كانت مبرمجة الى السنغال، بحجة الاصابة بالانفلونزا.

الملك المغربي أصبحت تصرفاته تطرح العديد من التساؤلات حول صحته النفسية والعضوية وحتى العقلية، بعد هذا الخطاب الاخير المتناقض والبعيد عن الواقع على الأقل في الشق الذي يخص الجزائر.

طالع أيضا

خطة استجابة لتفشي جدري القردة في إفريقيا

Africa News

تأجيل مباراتين لريال مدريد وبرشلونة

Africa News

مستشفى العامرية يتدعم بوحدة لعلاج الأورام السرطانية

Africa News

اترك تعليق