همسات يكتبها : صالح قليل

يعتبر أعداء الداخل أكبر خطر يهدد الأمة من أعداء الخارج، لما لهم من التأثير المباشر على الوطن والذي يندسون وسط المجتمع ويستفيدون من مؤسسات الدولة التي توفر له الظروف والحماية، وهو ما ينطبق على بوعلام صنصال الذي باع ضميره للأعداء، وظل متخفيا في هياكل الدولة الجزائرية التي تمكنه من الوصول إلى أسرارها بسهولة ويسر.

إن عداوة صنصال للجزائر وطنا وشعبا، وحقده الدفين وكراهيته لكل رموز الوطن، ابتداء من ثورة التحرير المظفرة، ومرورا بتاريخ أمجادنا والمساس بقداسة أرضنا الطاهرة، التي ضحى من أجلها مليون ونصف من الشهداء الأبرار، يأتي (جرذ) مأجور باع شرفه لألذ الأعداء الذين قاموا بجرائم حرب بشعة ضد نا، وتسلطت علينا مدة 132 سنة، معتقدا أن هذا الوطن ليس له من يحميه ويدافع عن مقدساته، إن به أبناء شرفاء مستعدون للتضحية من أجله، والوقوف ضد كل من تسول له نفسه الإساءة لرموزه ومقدسات وطننا المفدى، ويدفعون أرواحهم ودماءهم فداء له، كما فعل بالأمس آباؤهم وأجدادهم.

وهاهم أحرار فرنسا من المثقفين والمؤرخين ومنهم بنيامين ستورا يقصف ”صنصال” بالسلاح الثقيل حين زعم بأن وهران وتلمسان ومعسكر كانت تابعة للمغرب قبل الاحتلال الفرنسي” في الوقت الذي فرنسا نفسها لا تتحمل عبء هذه الأراجيف العارية من الصحة  والجرأة على ارتكاب الجرم في ظل انعدام تأنيب الضمير وشرف الكلمة .

ولا يسعنا سوى أن نقول  لصنصال وزبانيته الذين باعوا شرفهم للعدو بقطعة خبز معفرة بالتراب، ودنسوا شرفهم بالذل والعار، لو كنتم شجاعا فقولوا كلمة حق عما يجري في غزة من جرائم التصفية العرقية والإبادة الجماعية، قولوا شيئا عن الحقائق التاريخية الساطعة التي لا غبار يشوبها (إن الألزاس واللورين شمال شرق فرنسا بلاد ألمانية، وأن سبتة ومليلة مدينتان مغربيتان، وقل إن أمريكا هي بلاد الهنود الحمر الأصليين، وطايوان أرض صينية، وأرض فلسطين عربية، والصحراء الغربية ليست مغربية، هذه حقائق تاريخية لا غبار عليها، وهاجمت بلد الشرفاء من الشهداء والمجاهدين الذين حرروا كل شبر من أرض الجزائر بملايين الضحايا ووديان من دماء خيرة أبناء هذا الوطن، فلتعلم أنت ومن هم وراءك أن الشعب الجزائري كله مستعد للضرب بيد من حديد وبلا هوادة لكل من تسول له نفسه الإساءة لوطننا المفدى، والتطاول على رموزه التاريخية وحدوده الوطنية ، ونحن الجزائريون كلنا نقف صفا واحدا في وجه المارقين والساذجين من أمثالك، ونضرب على الرقاب والبنان، نصرة لوطننا ودفاعا عن عزة وكرامة وطننا.

وجاء في رد ستورا: “لقد نسي صنصال حدثين تاريخيين في الغرب الجزائري يتعين عدم نسيانهما”. ومن المهم توضيح الأمور في حدثين مهمين أولهما “وهو أنه في الغرب الجزائري هنالك الأمير عبد القادر هو من حمل السلاح ضد فرنسا. وهو البطل الوطني للجزائر وهو من مدينة معسكر والقول بأن الأمر عادي فهذا غير منطقي”.

وتابع بنيامين ستورا يقول: ”سأذهب بعيدا إلى ذلك الذي أسس الحركة الوطنية الجزائرية مع آخرين واسمه ميصالي الحاج. والذي ولد بتلمسان وهي مدينة تقع في الغرب الجزائري، وهو الذي سيحمل بعدها الفكر الوطني الجزائري. ليقول لنا صنصال بأنها لا تمثل أي شيء وجزء صغير من التاريخ الجزائري. تخيلوا ماذا يعني هذا بالنسبة للجزائريين. هذا الأمر يؤذي المشاعر الوطنية التاريخية”.