ميكروسكوب
بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل
في مملكة المخزن، حيث تسير القصور فوق السحاب، وتتدلى الثريات من سقف الأحلام، يعيش الملك وسط بحر من البذخ والرفاهية، بينما يتجرع شعبه مرارة الفقر والتهميش، حيث تقام الولائم الملكية التي لا يحصى عدد أطباقها، بينما يكتفي المواطن بشربة عدس إن وجدها، فالطريق إلى القصر الملكي مليء بالزهور المستوردة،
أما طريق المواطن إلى مدرسته أو مستشفاه فيكاد يكون أشبه برحلة في الأدغال، حيث يتم صرف الملايين على خيول السباق وزينة الاحتفالات، بينما يقف المواطنون في طوابير طويلة للحصول على قنينة غاز أو لقمة خبز، وفي كل مرة، لا ينسى الملك أن يلقي خطابا مؤثرا عن “العدل الاجتماعي” و”تقليص الفوارق”، وكأن تلك الكلمات لها قدرة سحرية على ملء البطون الخاوية وإشعال الأنوار المطفأة، في المغرب، يقال إن الفقر يجعل الإنسان حكيما، ويبدو أن حكمة الشعب المغربي قد تجاوزت حدود الحكمة المعتادة، حيث يكتفي بالصبر، وفي قلبه غصة وأمام عينيه مشهد لأسوار القصور العالية، حقا، إنها مملكة الأحلام، ولكن ليس لأصحاب البطون الخاوية…والتي قد تنتفض في أية لحظة، وللحديث بقية..