Africa news – أفريكا نيوز
آخر الاخبار المحلي

النقش على الفضة والنحاس نشاط رئيسي لتراث المنطقة

تندوف

 

 تعرف ولاية تندوف منذ القدم بأنها منطقة رعوية يشتهر سكانها بترية الماشية ومؤانستها بالبوادي وبالأرياف وأصبحت جزء لا يتجزأ من يومياتهم، فمنها ملبسهم ومعاشهم وبها يتنقلون على ظهور عيرها وعلى الرغم من تلك العلاقة الوطيدة التي جمعت الإنسان التندوفي مع الإبل خصوصا والماشية عموما فإن تمكسه بعاداته وتراثه المادي أصبح هو الغالب حيث تفنن الانسان التندوفي عن بكرة أبيه بممارسة حرفة النقش على الفضة والنحاس والزخرفة على الجلود.

كما أنه بحنكته المعهودة استعمل الكثير من بقايا الثروة الحيوانية كقرون الماعز والكباش وجلود الابل والغنم في تصميم مختلف الأغراض التقليدية التي يستخدمها الانسان التندوفي، وقد اختص في هذا النشاط الحرفي الذي يميز الثقافة المحلية بتندوف وأصبح لصيقا بتاريخ المنطقة منذ القدم، توارثته الأجيال جيلا بعد جيل فأصبح فنا لا يستغنى عنها.

والمتصفح لتاريخ تندوف القديم يجد أن أهم نشاط مارسه الانسان التندوفي القديم هو حرفة الصناعة التقليدية سيما الزخرفة على الجلود الذي اختصت به المرأة التندوفية ” الصانعة” فتفننت فيه وأبدعت بأناملها أيما ابداع.

كما كان للحرفي ” الصانع” مكانته الأساسية داخل النسيج الاجتماعي من خلال دوره في صناعة مختلف الأغراض والاواني التي يستعملها الانسان في حياته اليومية ” كالفران ” أي المجامر أو ” أبراد ” أي الأبريق الذي يستعمل في اعداد الشاي.

حاولنا تقريب الصورة بشكل أكبر للقارئ من خلال اتصالنا بالحرفي السيد أبويدة أحمد وهو من مواليد 1964 ببلدية تندوف، منحدر من أسرة حرفية أصيلة أفنت أعمارها من أجل المحافظة على هذا التراث العريق.

صرح لنا أحمد بأنه يتفنن في صناعة الحلي التقليدي من فضة ونحاس وخشب وألومنيوم وحديد الذي يطوقه بالنار ليستخرج منه تحفا فنية نادرة، وكشف لنا بأنه بدأ نشاط النقش على الفضة والنحاس منذ سنة 1978 الى يومنا هذا، واستخدم بقايا النحاس لزخرفة الاواني المنزلية، وبقايا شتات الفضة التي يجمعها ليشكل منها تحفا فنية راقية، إضافة الى الزجاج والرخام وغيرها…

كما استعمل مواد الألومنيوم والحديد لإنتاج الأبواب والنوافذ بزخرفة محلية، إضافة الى استغلاله لقرون الماعز وجلود الإبل لتصميم مختلف الأغراض التحفية الساحرة، ورغم نشاطه وارادته الا أن أحمد صرح لنا بأن أهم الصعوبات التي تعترضه في حرفته الفنية هو قلة المواد الأولية وصعوبة جلبها من الشمال وتكاليف التنقل ونقل المواد الأولية وهو أمر مكلف للغاية يقول أحمد، ثم إشكالية تسويق المنتوج المنجز، وهنا طرح أحمد مسألة تتعلق بضرورة توفير المواد الأولية وخلق منافذ لتسويق انتاجه خارج الولاية.

معتبرا أن مشاركته في المعارض الوطنية سمحت بعملية الترويج لهذا النشاط الذي كاد يدخل عالم النسيان ويندثر كلية من الذاكرة الجماعية للمجتمع التندوفي حيث لقي هذا النشاط يقول أحمد استحسانا وتوافدا واقبالا كبيرا من طرف المواطنين خلال كل المناسبات التي يتم فيها عرض منتوجنا الحرفي، حيث يكثر الاقبال على الخواتم المزخرفة بالنحاس والفضة وكذا أواني الشاي التقليدية.

وفي محله الصغير ينهمك أحمد في زخرفة الخواتم الرجالية بمادة الفضة الخالصة حيث يضفي عليها مواد تجميلية كقطع من النحاس والفورميكا والاحجار الكريمة، كما يختص في زخرفة ” المكسرة” المستعملة في تكسير السكر خاصة السكر القديم “سكر بوبرية” أي ” سكر القالب ” وهي وسيلة تصنع من النحاس الأحمر والاصفر ومنقوشة بزخارف نحاسية جميلة تجعل منها تحفة وليس وسيلة.

وبخصوص الاكراهات والنقائص فقد حصر أحمد بويدة أهم النقائص التي تقف حجر عثر أمام ممارسة النقش على الفضة والنحاس في قلة المورد المالي بالدرجة الأولى وصعوبة إعادة تكوير المواد الأولية المستعملة من جديد في ظل غياب وسائل العمل العصرية، وكشف أيضا المعاناة من قلة وانعدام الدعم المالي من الجهات الوصية داعيا الى ضرورة دعمه ليواصل نشاطه بأكثر فعالية وأجود مردود.

 

لفقير علي سالم

طالع أيضا

نحو إنشاء 12 سوقا جواريا خلال شهر رمضان

Africa News

إحباط 3 عمليات للهجرة غير النظامية وإنقاذ 50 شخصا

Africa News

الرئيس بايدن يوقع إعلان طوارئ

Africa News

اترك تعليق