ميكروسكوب
بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل
في تطور لا يمكن وصفه إلا بالسينمائي، وبعد أن كاد العالم أن ينسى وزيرة خارجية ليبيا السابقة، وقصة “فرارها”، وجدت اليوم نجلاء المنقوش نفسها محور مذكرة اعتقال، كأنها إحدى شخصيات أفلام الجاسوسية، لكن هذه المرة ليست على الشاشة الكبيرة بل في مسرح السياسة الليبية، بسبب قضية قديمة تتعلق بلقائها مع نظيرها المزعوم، من الكيان الصهيوني، الوزيرة السابقة التي كانت بالأمس تتحدث عن “السيادة الوطنية”، وحدة ليبيا، تجد نفسها اليوم تحت رحمة ذات السيادة والوحدة، لكن ليس بالطريقة التي توقعتها،
أما الدبيبة، فقصته أكثر إثارة، فالرجل الذي كان يظن أنه يمسك بمفاتيح اللعبة السياسية في ليبيا، وجد نفسه فجأة في قلب العاصفة، وكأن القدر قرر أن يسقط عليه كل ما كان يظنه ثابتا، كأنه بطل في رواية مأساوية، بدأها بوعود براقة وانتهى بها في مواجهة حتمية مع الواقع، ومن جهته الشعب الليبي من يراقب هذا المشهد الساخر، بين متفرج يأمل في عدالة لا تأتي إلا نادرا، وآخر يكتفي بالتصفيق لهذا العرض العبثي، ويبدو أن السياسة الليبية تحولت إلى ساحة مسرحية مليئة بالأحداث التي تتجاوز حدود الخيال، حيث يصبح كل يوم فصلا جديدا في قصة لا أحد يعرف نهايتها، وللحديث بقية…