ميكروسكوب
بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل
في مشهد يبدو وكأنه سيناريو هزلي لمسرحية عبثية، يظهر المغرب متلهفا وهو يمد يده بكل ثقة وأمام الجميع للكيان الصهيوني، قائلا، اعترفوا لي بالصحراء، أعترف لكم بكل شيء، وكأن المسألة مسابقة للمقايضات، حيث تباع المبادئ السياسية والوطنية في سوق النفاق الدولي.
المغرب، الذي كان يوما ما من دعاة نصرة القضية الفلسطينية، باسم أمير “المدمنين”، بات الآن في طليعة الساعين لتمكين الكيان الصهيوني من مواصلة جرائمه واحتلاله لفلسطين، وهذا كله أملا في اعتراف سياسي يشبه منح شهادة شرف في مسابقة بلا معايير، ولكن، هل يمكن للكيان الذي لا يعترف حتى بحقوق الشعب الفلسطيني أن يصبح فجأة حكما في قضايا السيادة، والحريات وحق الشعوب في تقرير المصير، وتصفية الاستعمار ؟، ويبدو أن الإجابة كانت واضحة، لكن الرباط آثرت أن تجرب حظها في لعبة خطرة، ربما تنتهي بدفع فاتورة أثقل مما تستطيع تحمله، أما الصهيوني، فيبدو سعيدا ومنتشيا بإنجازاته في اذلال المغرب وملكه، يراقب العرض بعيون تلمع من المكاسب، وهو يدرك تماما أن كل خطوة نحو التطبيع تقدم له على طبق من ذهب، دون أي مقابل حقيقي، وهكذا، تكتب فصول جديدة في كتاب التحالفات الغريبة، حيث تصبح الحقوق الوطنية سلعة، والمبادئ مجرد كلمات يعاد ترتيبها لتناسب أهواء السياسة، لكن، وكما يقول المثل، ما بني على باطل، فهو باطل، ولن يغير الاعتراف أو التطبيع شيئا من حقائق التاريخ أو شرعية القضية الصحراوية، وللحديث بقية…