ميكروسكوب
بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل
بينما تعج الساحة السياسية بالتصريحات والشعارات، يطل علينا ملك المغرب بيد مشلولة، رغم أنه أعلن سابقا أن يده ممدودة للجزائر، ويا لها من مفارقة تسخر من نفسها بنفسها، فكيف تكون اليد ممدودة وهي عاجزة عن الحركة ؟، وهل هي دعوة للحوار أم إشارة صامتة لقفص الطبيعة الذي يسجن اليد التي اعتادت التلويح بالشعارات؟
هنا سأسكت قليلا، وربما علينا أن نتوقف للحظة ونتأمل هذا المشهد المسرحي الذي يقدم لنا خطابات الوحدة بيد مشلولة، ويد أخرى منهمكة في توقيع اتفاقيات التطبيع هنا وهناك، تشعل من خلالها النار تحت رماد الأزمات، أليست هذه اليد نفسها التي امتدت عبر التاريخ لتدق أبواب النزاع وتغلق أبواب الحوار؟، وفي زمن حيث الصورة تعادل ألف كلمة، تأتي هذه اليد لتختزل كل ما يمكن قوله عن النيات الحقيقية خلف العبارات الدبلوماسية المنمقة، يد مشلولة تمدها نحو الجزائر، ويد أخرى تضغط بأزرار اللعبة السياسية في الكواليس، يا له من مشهد يصلح أن يدرس في كتب الكوميديا السوداء، حيث يصبح العجز رمزا لمحاولات المصالحة، والمصالحة مجرد أداة في لعبة لا تنتهي من التناقضات.
يا شعبه العزيز، إذا كانت هذه اليد فعلا ممدودة، فربما تحتاج إلى جلسة علاج طبيعي قبل أن نتحدث عن حسن النوايا المزعومة، وللحديث بقية…