النيجر، الدولة التي تعيش تحت كل خطوط الفقر، تتحدى اليوم فرنسا، القوة النووية والعسكرية والاقتصادية، وتغلق حنفية اليورانيوم والذهب، وتعلق اتفاقيات عسكرية بين البلدين، وتوقف بث قناة فرانس 24 واذاعة فرنسا الدولية، وقد تتصرف بأكثر حزم مع باريس خلال الساعات القادمة، فكل شيء أصبح واردا.النيجر اليوم، تضع فرنسا ووكلائها في الإيكواس في احراج كبير،
فمن أين استمدت النيجر كل هذه القوة والشجاعة لتغامر بمواجهة كبرى قوة عالمية وكل حلفائها، ففرنسا لغاية الساعة، ومن شدة الصدمة لفقدانها أحد رجالاتها، لم تجد أمامها إلا البيانات والتصريحات “شديدة اللهجة” لحفظ ماء الوجه أمام العالم، والغريب أنها أدانت رافضة وقف بث بعض من أذرعها الإعلامية في النيجر، كتدخل سافل وسافر في سيادة غيرها، منطلقة من مبدأ حرية الصحافة وما شابه ذلك من كلام، لنتذكر ما قامت به فرنسا في اتحادها الأوروبي قبل أشهر، عندما تم حجب قنوات روسيا اليوم ووكالة سبوتنيك، وهنا نسيت فرنسا شعاراتها التي تنادي بالحريات وحقوق الإنسان والأخوة والمساواة، وهي لا تعرف أصلا كيف تساوي بين من يقتل في أوكرانيا و بين العشرات من الأطفال يسقطون شهداء برصاص المحتل الصهيوني، لكن لا يجب أن نتعجب من سياسة الكيل بالمكيالين الفرنسية، بل يجب تذكير فرنسا أن ما يحدث لثلت للعالم أن فرنسا أن تختبئ خلف شعارات وهمية، حتى هي نفسها لا تؤمن بها في قرارة النفس.