تضم النسخة السابعة عشرة من معرض الفن المعاصر في مدينة ليون الفرنسية ما لا يقل عن 280 قطعة لأكثر من 78 فنانًا دوليًّا يتم عرضها في تسعة أماكن مختلفة من المدينة. ولكن تحفة “في حال ما” للفنان التشكيلي الفلسطيني تيسير البطنيجي هي الإبداع الوحيد حول الحرب في غزة ضمن هذه التظاهرة.
وتتكون هذه التحفة من مئات الحكايات حول أشخاص أجبروا على مغادرة بيوتهم المدمرة تحت القصف الصهيوني في غزة خلال الأشهر الأخيرة. فهي تستكشف العواطف المرتبطة بالخسارة والمنفى من خلال الصورة الرئيسة للمفتاح التي تتخلل بمختلف الأشكال عمل هذا الفنان. ويجمع تيسير البطنيجي بين النص والصورة ليدعو زوار المعرض إلى اكتشاف القصص المختبئة خلف هذه الأدوات المنزلية، وبين تواريخ القصف ومحن التنقل، تثير التحفة المعروضة مسألة فقدان المنزل ومسار النزوح الإجباري. وبصراحة مطلقة، يحكي الفنان في الرسم المنجز لحساب متحف الفن المعاصر في ليون عبارات الدهشة من خلال المفاتيح التي جمعها منذ بداية الحرب في غزة يوم 8 أكتوبر 2023 للعديد من البيوت المدمّرة على رؤوس سكانها. لقد أصبحت المفاتيح شيئًا رمزيًّا بالنسبة للفلسطينيين منذ انتزاع أراضيهم في 1948.ويستقي تيسير البطنيجي أفكاره في هذا المجال من ذكرياته الشخصية، ولكن أيضا من اضطرابات التاريخ والحاضر. وتأخذ ممارسته الفنية متعددة التخصصات، سواء كانت رسومًا أو منحوتات أو صورًا فوتوغرافية أو فيديوهات، أبعادًا شاعرية ومشبعة بالكناية. فمن خلال تساؤلات حول المجال الحميم والفضاء العمومي والنزوح والحظر والذاكرة والاختفاء، يقدم الفنان التشكيلي الفلسطيني تعريفًا متحركًا لهُويته الخاصة المتأثرة جغرافيًّا وثقافيًّا بالشرق الأوسط والعالم الغربي على حد سواء.