Africa news – أفريكا نيوز
آخر الاخبار ثقافي مساهمات

الغرب والسلطة الأخلاقية

  • مساهمة

السلطة الأخلاقية هي فلسفة سلوكية لها أبعاد مرتبطة برقي المجتمع وتطوره أخلاقيا وإنسانيا، لأنها تحافظ على رابط القول والفعل وتناسقه، وبالتالي يكون التماسك الفكري ورهاناته الروحية والأخلاقية أقوى من السياسة، ليكون المسار السياسي صحيحا يخدم المبادئ السامية للدولة، لينعكس على الفرد والمجتمع ويساهم في تنمية فكرية  واقتصادية وسياسية واجتماعية، وهذا ما يسمى بنهضة الأخلاق في خدمة السياسة، أو حضارة الأخلاق لخدمة الصالح العام، لأنه لا مساواة في التنمية العالمية بدون سلطة أخلاقية إنسانية، لذلك تعتبر السلطة الأخلاقية من أهم العوامل المساعدة على استقرار المنظمات الدولية  الحكومية وخاصة منظمة الأمم المتحدة، التي أصبحت تحت سيطرة حق النقض (الفيتو) بدون إبداء الأسباب والذي هو من حق الدول الأعضاء، ومنهم المملكة المتحدة وفرنسا وأمريكا، الشيء الذي جعل هذه المنظمة هيكلا بدون روح، والتي سخرت لخدمة أمريكا ومصالحها المبنية على جثث الأبرياء، لهذا فالغرب يفتقر للسلطة الأخلاقية ويخضع لمعايير خارج حيز السلطة السياسية، منها الروحية المتعلقة بدوائر الصليبية الصهيونية، فكل حروبه تقودها راية الصليب وضغط الصهيونية ذات النفوذ المالي.

إن القرارات الغربية التي لا تخضع لنفوذ السلطة الأخلاقية تكون مجحفة ومتناقضة وغير متماسكة، وهذا ما يحدث الآن في العالم من هيمنة غربية على كل ما هو متحرك عكس التيار المصلحي لهذه الدول، لذلك فكيف نفسر التمادي الأمريكي في مساندته المطلقة للكيان الصهيوني؟ إنها المصالح التي ما تكون دائما في المقدمة، ومنها الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي يطمع بايدن في حصوله على مساندة اليهود بالولايات المتحدة الأمريكية، ودعم المجموعات اليهودية الضاغطة الثرية، وهذا ما جعل ازدواجية المعايير عرفا ثابتا لا يتغير، وأدى إلى وصف حماس بالنازية الجديدة، وجعل الغرب يتحد من أجل القضاء على شعب يطالب بحقه في التحرر والعيش بسلام على أرضه، يقول تعالى في سورة المائدة الآية 82 “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ”، ويقول أيضا في سورة الحشر الآية 14 “لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لّا يَفْقَهُونَ (14) لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لّا يَعْقِلُونَ”.

منذ سنة 1917 والشعب الفلسطيني يعاني قهر الاحتلال، ورغم أن التاريخ لا يستطيع أحد طمسه، إلا أن الغرب بنظامه الإجرامي المتعصب الذي لا يتغير بتغير القادة والساسة، فرض بمنطق القوة واقعا جيوسياسي لا تأثير للسلطة الأخلاقية عليه، يعطي الحق لمن لا حق له ويساند من لا شرعية له، ويأوي من لا أرض له، يقول تعالى في سورة الأعراف الآية 168 “وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”  وهذا ما جعل عصبة حتى لا أقول حفنة من اليهود المشردين  الملعونين من طرف أنبيائهم أهل حق وقوة في فلسطين، ليصبحوا كيانا يتمدد شمالا وجنوبا، يقول تعالى في سورة المائدة  الآية 78 “لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ”.

لهذا وجب على الفلسطينيين بمختلف فصائلهم وأجنحتهم والدول العربية والإسلامية، أن يتحدوا ويلتفوا حول القضية الفلسطينية، باعتبارهم أصحاب حق وسلطة أخلاقية مستمدة من ديننا الإسلامي، ولا يستحوا من الحق، يقول تعالى في محكم تنزيله في سورة المائدة الآية 51 “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”.

 

بلخيري محمد الناصر

طالع أيضا

اتفاقية جديدة بين سوناطراك ووكالة الفضاء الجزائرية

Africa News

تخصيص 13 نقطة لبيع المواشي وإقبال محتشم للزبائن

Africa News

قرار حكومي “خارق للدستور” في قطاع التربية يثير غضب الشارع

Africa News

اترك تعليق