همسات
يكتبها / صالح قليل
إن فتح المعابر الحدودية بين البلدين الشقيقين الجزائر وموريتانيا يعتبر حدثا سارا اهتزت له قلوب شعوب البلدين، وهو من صميم السياسة الرشيدة التي ينتهجها رئيس الجمهورية منذ اعتلائه منصب رئاسة الجزائر الجديدة الداعية إلى ربط أواصر الأخوة والمحبة المبنية على روح التعاون والتآزر بين شعوب الجوار، وتنشيط اقتصاديات دول الساحل ومساعدتهم في التحكم في ثرواتهم الطبيعية وحمايتها من الاستغلال من طرف المستعمرين السابقين، وتعدها بمستقبل حافل بالنشطات الاقتصادية، والتجارية، التي تساهم بدورها في تطوير هذه البلدان اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا.
وقد جسد هذه المشاعر النبيلة إعلان وزارة الداخلية واللامركزية الموريتانية، عن افتتاح المعبر الحدودي الشهيد المجاهد إسماعيل ولد الباردي، في شقه الموريتاني على الحدود مع المعبر الجزائري مصطفى بن بولعيد على النقطة الكيلو مترية 75 جنوب ولاية تندوف، مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لخلق حركية واسعة في تنقل السلع والأشخاص بين الحدود المشتركة بين البلدين.
وذلك بعد إشرافه بمعية أخيه رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، عبد المجيد تبون، على افتتاح معبرين حدوديين بين البلدين الشقيقين. وأن هذا الصرح البري الحدودي بين البلدين، سيعمل على تسهيل انسيابية عبور الأشخاص والبضائع من وإلى الجمهورية الجزائرية. ويأتي هذا تجسيدا لإرادة قائدي البلدين وتطلعهما الدائم لرفع سقف التبادلات والتعاون وتعزيز أواصر الأخوة والصداقة، وحسن الجوار.
وقد حرص الرئيس عبد المجيد تبون على ضرورة المُسارعة في إنجاز مشروع طريق تندوف – ازويرات الرابط بين البلدين.
لكون أن إنجاز هذا المشروع الضخم، من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة واعدة للتعاون بين الجزائر وموريتانيا، خاصة تصدير الثروات المعدنية الجزائرية عبر ميناء نواذيبو العاصمة الاقتصادية في موريتانيا.
ويراهن الجانبان، من خلال هذه المشاريع الضخمة، على تكثيف التعاون الاقتصادي وتسهيل تنقل الأشخاص بين الجانبين، وكذا تعزيز المبادلات التجارية وعبور وسائل النقل.
كما تسعى الجزائر إلى ولوج نادي الدول المُصدرة نحو البلدان الإفريقية، إذ تمتلك صناعات متنوعة في مجال مواد الصيدلة، والبناء والأشغال، والمنتجات الزراعية. وترى الشركات الجزائرية أن موريتانيا هي بوابة منتجاتها نحو غرب إفريقيا، التي تشكل أسواقها مراكز جذب للمُستثمرين.