يوجد بعض الناس لو إحتلت الجامعة الجزائرية المرتبة الاولى عالميا لن يعجبهم الحال . لا لشيء سوى لأمر في قلوبهم.
انها جامعة وطنية ، رغم البيئة و السياسة و البيروقراطية و أمور اخرى ، تبقى واقفة و تتحرك و منذ اصلاحات الراحل محمد الصديق بن يحي مطلع السبعينيات ، و هي تنمو دون عقد و دون مقارنات و تنافس وفق الإمكانيات .
اليوم لا يجب ان نبخسها حقها في ما تحقق ايجابا ، مع الانتباه الى حتمية اعادة تقييم إستراتيجي لسياسات التعليم العالي عاجلا ، لكن بموضوعية و منهجية و بدون احكام قيمية مسبقة!
ان الزمن المعرفي الذي نعيشه ، في ظل حروب الذكاء يدعو الجامعة الجزائرية، الى لعب دور اكبر نحو انتاج عوامل الاستدامة الضرورية لبقاء الأمة ، و تقديم اجوبة بعيدة المدى على اشكاليات كثيرة محيطة بالمجتمع و الدولة في منظور 2062.
يجب ان نفكر في اطار مئوية الاستقلال، على صعيد الدفع بالمؤسسة البحثية الوطنية، نحو جهد فكري و علمي اكبر لتحقيق البقاء في عالم، لا مكان فيه لغير صاحب عقل مستنير في صناعة وجوده بنفسه ، من خلال تكنولوجيته و علماؤه و نخبه و رؤيته اي من خلال جامعاته .
ان السيادة العلمية في انتاج المفاهيم و المعارف و الادوات ، جزء اساسي من السيادة الوطنية و هو من موجبات الامن القومي في اطار ، تأمين الاقليم و تحقيق القوة و ادارة الحروب الجديدة .
حروب علم و امخاخ ، تنتصر فيها مراكز البحث و مخابر المعرفة ، و هو ما يجب البناء عليه مستقبليا ، و ما يحدث على صعيد الحرب بين إيران و الكيان الا درس في محاضرة ؛ ” الامن العلمي” !.
نحن اليوم ، بصدد التعبية على مستوى التشريع قبل التنفيذ ، و هنا للجامعة مسؤولية كبرى ، في اطار ، التعبية الفكرية و الجاهزية النخبوية، لمواجهة المتغيرات الناشئة و التهديدات الطارئة و المفاهيم الخاطئة .