همسات
يكتبها / صالح قليل
إن شعبا كالجزائر يملك وطنا غنيا بالمعادن، بها كنوز باطنية، من بترول وغاز ومعادن ثمينة، وأراض زراعية شاسعة، فكيف لشعب يملك وطنا بحجم قارة أن يمد اليد للاستدانة؟
ويأتي هذا في الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية الأربعاء لدى زيارته مقر ر وزارة الدفاع الوطني، أين جدد الرئيس تبون رفضه للاستدانة كونها أحد العوامل التي “ترهن استقلالية القرار السيادي للدولة”، واعتبر أن الاستدانة “عيب وخيانة للشهداء”.
وكيف لا؟ والاستدانة من صندوق النقد الدولي في أعوام التسعينات هي التي أدخلتنا إلى نفق الأزمات الخانقة، نظرا لعجز الحكومات المتعاقبة آنذاك على تسيير دواليب الحكومة في ظل انخفاض سعر البترول التي كنا نعتمد عليه في مداخلنا، ووصل في ذلك الوقت إلى الحضيض ثمانية دولارات للبرميل، وليس لنا حل سوى الاستدانة من أجل استيراد المواد الاستهلاكية، وأصبحت (الأفامي) تضع سيفها على الرقبة، وتفرض شروطها المهينة التي تمس بكرامة الشعب، وسيادة الدولة الجزائرية مستغلة عجز الحكومات آنذاك عن تسديد الديون، وفرضت علينا تخفيض سعر العملة، و تدخلت في شؤوننا الداخلية تدخلا سافرا كغلق الشركات الوطنية وتسريح عمالها، ورفع أسعار المواد الاستهلاكية، مما سبب أزمات للمواطنين تمس قوتهم اليومي، والدخول في إعادة الجدولة أدى إلى مضاعفة الدين ولازلنا إلى اليوم نعاني من آثار الاستدانة رغم أننا دفعنا جميع الديون وفوائدها، لأنه ليس من السهل استرجاع قيمة الدينار الذي لازال يترنح في الحضيض، والمواطن وحده من حمل عبء الأزمة .
وهو ما جعل رئيس الجمهورية يقول: ”أجدد رفض اللجوء إلى الاستدانة الخارجية كونها أحد العوامل التي ترهن استقلالية القرار السيادي للدولة وكان هناك فخ مبني للجزائر لاستدراجها إلى المديونية وتم حينها إطلاق فتاوى اقتصادية بجواز الاستدانة”.