أكدت الأمم المتحدة, اليوم الثلاثاء, أن أي تأخير آخر في انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان إلى جنوب “الخط الأزرق” يشكل “انتهاكا مستمرا” للقرار الأممي 1701.
وذكر بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت, ورئيس بعثة “اليونيفيل”, قائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو: يوافق اليوم نهاية الفترة المحددة لانسحاب جيش الاحتلال إلى جنوب “الخط الأزرق” وانتشار القوات المسلحة اللبنانية بشكل مواز في مواقع في جنوب لبنان, وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 26 نوفمبر 2024.
وأضاف أن “أي تأخير آخر (بعد تمديده مرة واحدة حتى 18 فبراير الجاري) في هذه العملية (الانسحاب) يناقض ما كنا نأمل حدوثه, ولا سيما أنه يشكل انتهاكا مستمرا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 لعام 2006”.
وتابع البيان الأممي: “مع ذلك, لا ينبغي لهذا الأمر أن يحجب التقدم الملموس الذي تم إحرازه منذ دخول التفاهم حيز التنفيذ في أواخر نوفمبر الماضي”.
لكنه استطرد أنه “لا يزال أمامنا الكثير من العمل الشاق لتحقيق الالتزامات التي تم التعهد بها في تفاهم نوفمبر (اتفاق وقف إطلاق النار), وفي القرار 1701”.
وختم البيان بالإشارة إلى أن “الأمم المتحدة في لبنان على استعداد لمواصلة دعم كل الجهود في هذا الاتجاه”.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء, أكدت وكالة الأنباء اللبنانية انسحاب جيش الإحتلال الصهيوني من القرى والبلدات التي كان يحتلها جنوبي البلاد, باستثناء 5 نقاط رئيسية على طول الحدود.
وقالت إن قوات الإحتلال انسحبت فجرا من القرى والبلدات التي كانت تحتلها في الجنوب, وهي يارون, مارون الراس, بليدا, ميس الجبل, حولا, مركبا, العديسة, كفركلا, والوزاني.
وفي المقابل, ذكرت الوكالة أن الكيان الصهيوني أبقى وجوده في “5 نقاط رئيسية على طول الحدود”, بذريعة أن هذه النقاط تقابلها تجمعات استيطانية رئيسية.
وفي وقت سابق اليوم, أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري, وجوب الانسحاب من كافة أراضي البلاد, وجاهزية الجيش للقيام بكل مهامه, حسب ما أفادت الرئاسة اللبنانية في بيان, عقب “اجتماع استثنائي” في قصر بعبدا شرق بيروت, لبحث المستجدات على الحدود الجنوبية للبلاد, واستمرار الانتهاكات والخروقات الصهيونية.
وكان من المفترض أن يستكمل جيش الإحتلال الصهيوني انسحابه من المناطق التي احتلها جنوب لبنان فجر 26 يناير الماضي, وفق المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار البالغة 60 يوما بدءا من دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024.
كما أن الشكل الحالي للانسحاب يتعارض مع مطالبات بيروت بانسحاب الكيان الصهيوني الكامل من جنوب لبنان, وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
وبدأ العدوان الصهيوني على لبنان في 8 أكتوبر 2023, وتحول لعدوان واسع في 23 سبتمبر الماضي, وخلف 4 آلاف و104 شهداء و16 ألفا و890 مصابا, من بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء, إضافة لنزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان الاتفاق ارتكب الكيان الصهيوني ما لا يقل عن 925 خرقا له في لبنان, ما خلف 74 شهيدا و265 مصابا على الأقل, وفق بيانات رسمية لبنانية.