شدد الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني خلال لقاء في دمشق الأحد على ضرورة تعزيز العلاقات بين الدولتين في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية على وقع تغيرات اقليمية مع عودة دمشق إلى الحضن العربي.
والعراق احدى أبرز الدول العربية التي أبقت علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا خلال سنوات النزاع المستمر منذ العام 2011. وكان عارض تعليق عضوية دمشق في جامعة الدول العربية وأدى دوراً بارزاً في استعادتها لمقعدها قبل نحو شهرين.
وزار مسؤولون عراقيون مراراً دمشق خلال سنوات النزاع. وتأتي زيارة السوداني، الذي وصل الى دمشق صباح الأحد، إثر دعوة من الأسد نقلها إليه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الشهر الماضي.
وأعلنت الرئاسة السورية أن الأسد والسوداني بحثا “تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما فيها التبادل التجاري والنقل والصناعة، والتنسيق الدائم في مختلف القضايا السياسية إضافة إلى الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب”.
وخلال مؤتمر صحافي، قال الأسد “هناك تحديات نواجهها بشكل مباشر وبشكل خاص وفي مقدمتها تحدي الارهاب”، مشدداً على أهمية التعاون بين قوات الدولتين اللتين تتشاركان حدوداً بطول 600 كلم.
ويشكل ملف أمن الحدود قضية أساسية، لا سيما في ما يتعلق بنشاط تنظيم الدولة الاسلامية، وقضية تهريب المخدرات التي تُعد أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة الى دول خليجية.
وتجمع البلدين أيضاً ملفات أخرى مثل المياه، حيث يتشاركان مجرى نهر الفرات الذي ينبع من تركيا. وتشكو الدولتان تراجع تدفق مياهه وتحملان أنقرة جزءاً من المسؤولية.
وتطرق الأسد إلى “تحديات سرقة حصة سوريا والعراق من مياه نهر الفرات وما يعنيه هذا الشيء من عطش وجوع بسبب الوضع الكارثي للمحاصيل ومن انتشار للامراض وتفش للأوبئة والجائحات”.
وبحث المسؤولان أيضاً سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بشكل يعود بفائدة عليهما و”يخفف من تداعيات الحصار الظالم على سوريا”، وفق ما قال الأسد، في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية الغربية.
ودعا الرئيس السوري إلى “استغلال الايجابية المستجدة” في التعاون العربي، معتبراً زيارة السوداني “فرصة” لتعزيز العلاقات بين الدولتين “بشكل جدي وفعلي خاصة أنها تأتي في ظل تحسن الأوضاع العربية”.
وشارك العراق العام الحالي في اجتماعات تشاورية عربية هيأت الأرضية لعودة دمشق إلى الحضن العربي واستعادتها لمقعدها في جامعة الدول العربية. وتوّجت مشاركة الأسد في أيار/مايو في القمة العربية في مدينة جدّة كسر عزلة دمشق الإقليمية.