همسات
يكتبها / صالح قليل
لقد مرت بلادنا بمرحلة عصيبة انزعج منها السكان كثيرا، وخاصة منهم الفلاحون، الذين تأثروا كثيرا من تأخر الأمطار، وخافوا على ضياع الموسم الفلاحي لهذا العام، وقد بادر الأئمة في جميع أنحاء الجمهورية بإقامة صلوات الاستسقاء تضرعا إلى الله كي يرفع غضبه عن الناس، وينزل الغيث، ولكن إرادة الله عز وجل اختارت هذه الأيام إنزال غيث نافع يحيي به الأرض العطشى، استجابة لدعوات الشيوخ الركع، والصبية الرضع، و الحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
وبدأ تساقط الثلوج في عدد من الولايات الجزائرية، في الشرق والغرب وحتى في الجنوب، أين اختلطت صفرة الرمال ببياض الثلج مصحوبا ببرودة شديدة، وأعطت صورة رائعة الجمال، ويوحي بموسم فلاحي مبارك فيه خير عميم، وأدى ذلك التساقط إلى انقطاع بعض الطرق، وغلقها بسبب تراكم الثلوج، بعد فترة من الجفاف واحتباس المطر، وغطّت الثلوج التي تهاطلت الأرصفة بكثافة طوال الليالي الماضية، في عدة بلديات في ولايات سطيف وبرج بوعريريج والبويرة. و جيجل، وميلة، وبجاية ،وتيزي وزو ومعظم أنحاء الوطن بدون استثناء.
ولكننا نحن البشر ضعاف فكلما مستنا نعماء من ربنا، تحولت إلى نقمة بسبب تقصيرنا في إعداد العدة لاستقبالها، فقد أعلن مركز الإعلام وتنسيق المرور التابع للدرك الوطني، في تحديث نشره، أن الثلوج أغلقت طريقاً يربط بين ولايتي عنابة، و قسنطينة، كما تعطلت حركة السير بين ولايتي البويرة وتيزي وزو، ما استدعى تدخلا بمركبات لإزاحة الثلوج وفتح الطريق وإعادة التسيير البطيء لحركة المرور التي باتت مغلقة بسبب تراكم الثلوج، وسببت انقطاعات عديدة في الطرقات الجبلية والمسالك المؤدية للقرى النائية، وتخلق لهم مشاكل في التموين بالمواد الغذائية، وغاز البوتان مما يعرض السكان للبرد الشديد، وربما يتسبب في تعطيل المدارس.
وتتوقّع هيئة الرصد الجوي في الجزائر، استمرار المنخفض الجوي وتهاطل الثلوج على المرتفعات، خاصة في المناطق الشمالية، وشرق البلاد.