Africa news – أفريكا نيوز
آخر الاخبار مساهمات

أي أهمية للمحميات الطبيعية في إفريقيا ؟

  • بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل

تمثل المحميات الطبيعية في قارة إفريقيا عنصرا حيويا للحفاظ على التنوع البيولوجي والبيئي في القارة السمراء، وتمثل مساحات واسعة تحتضن أنواعا فريدة من النباتات والحيوانات، كما تأتي أهمية هذه المحميات من دورها في حماية الأنواع المهددة بالانقراض، والحفاظ على البيئة الطبيعية للكائنات، كما تسهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال السياحة البيئية، وبعض هذه المحميات مصنفة كمواقع تراث عالمي، وذلك نظرا لأهميتها الطبيعية والثقافية، وهي تضم تنوعا مذهلا يمتد من الغابات الاستوائية إلى الصحاري،

وعلى رأسها حديقة “كروغر” الوطنية، الواقعة في جنوب إفريقيا، حيث تعد واحدة من أقدم وأكبر المحميات الطبيعية في إفريقيا، حيث تأسست عام 1926، وتغطي مساحة شاسعة تقارب 19,000 كيلومتر مربع، كما تحتضن هذه الحديقة البيئية أنواعا متنوعة من الحيوانات والنباتات، بما في ذلك ما يعرف بالخمسة الكبار، وهم الأسد، والفيل، ووحيد القرن، والجواميس، والنمر، في وقت تساهم الحديقة بشكل كبير في حماية هذه الأنواع من الصيد الجائر، وتعد مقصدا سياحيا شهيرا يستقطب العديد من السياح من مختلف أنحاء العالم، لمشاهدة الحياة البرية في بيئتها الطبيعية، وكذا محمية “ماساي مارا” الوطنية، في دولة كينيا، والتي تقع في جنوب غرب البلاد، حيث تشتهر بموسم الهجرة السنوي الكبير، حيث تهاجر الحمر الوحشية وحيوانات “النو” من منطقة “سيرينجيتي” في تنزانيا إلى “ماساي مارا”، مما يجذب ملايين السياح سنويا، كما تغطي هذه المحمية الطبيعية مساحة تقدر بحوالي 1,500 كيلومتر مربع، وتعد من أهم مناطق تجمع الحياة البرية في إفريقيا، حيث تحتوي كذلك على أعداد كبيرة من الأسود، والفهود، والفيلة، والزرافات، فضلا عن تنوع بيولوجي غني من الطيور والنباتات، وكذا حديقة “سيرينجيتي” الوطنية في تنزانيا، والتي بدورها تعتبر واحدة من أهم المحميات الطبيعية في العالم، وذلك بفضل تنوعها البيولوجي ومساحتها الكبيرة التي تصل إلى حوالي 14,750 كيلومتر مربع، كما تعرف محمية “سيرينجيتي” بالهجرة الكبرى، التي تعد من أروع المشاهد الطبيعية، حيث تعبر ملايين الحيوانات السهول في مسار دوري بحثا عن الماء والغذاء، في وقت تعتبر الحديقة موطنا لأنواع كثيرة من الحيوانات البرية، التي تشمل الأسود، والفيلة، والزرافات، مما يجعلها موقعا جذبا للسياح، وحتى للباحثين، ومحمية “أوكافانغو” في بوتسوانا، الواقعة بالتحديد في دلتا نهر “أوكافانغو”، وهي دلتا فريدة من نوعها لأنها تقع داخل اليابسة بدلا من الوصول إلى البحر، ما يجعلها واحدة من أبرز الأنظمة البيئية المائية، كما أن المحمية معترف بها كموقع تراث عالمي، وتغطي مساحة تقدر بحوالي 15,000 كيلومتر مربع، حيث توفر بيئة ملائمة لأنواع كثيرة من الطيور، والأسماك، والتماسيح، بالإضافة إلى الحيوانات البرية كالفيلة وأفراس النهر، وتتميز المحمية بتنوعها البيئي الفريد وبممارسة سياحة السفاري، بالإضافة إلى محمية “فيرونغا” الوطنية، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تعتبر من أقدم المحميات الطبيعية في إفريقيا، إذ تم تأسيسها في سنة 1925، وهي مدرجة كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو نظرا لتنوعها البيولوجي الفريد، بحيث تغطي المحمية مساحة تقارب 7,800 كيلومتر مربع، وتشمل تضاريس متنوعة من الجبال البركانية، إلى السهول والغابات، وتتميز هذه المحمية المهمة في القارة، بوجود الغوريلا الجبلية النادرة التي تواجه خطر الانقراض، وتعتبر الحديقة كذلك موطنا لأنواع عديدة من الحيوانات والنباتات، مما يجعلها من أهم المحميات للحفاظ على الحياة البرية، وحديقة “إيتوشا” الوطنية، في ناميبيا الواقعة في شمال ناميبيا، والتي تغطي مساحة تقدر بـ 22,270 كيلومتر مربع، كما تتركز الحياة البرية في محيط بحيرة “إيتوشا” المالحة الجافة، وتعد المنطقة محمية طبيعية للعديد من الحيوانات البرية، مثل الأسود، والفهود، والزرافات، ووحيد القرن، وتعتبر من المحميات النادرة، التي تتيح للسياح فرصة مشاهدة مجموعة واسعة من الحيوانات في موطنها الطبيعي، خاصة في فترات الجفاف عندما تتجمع الحيوانات حول مصادر المياه، فضلا عن حديقة “جبل كليمنجارو” في تنزانيا، والتي تعتبر موطنا لأعلى جبل في إفريقيا، وهي مدرجة كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو، حيث تغطي الحديقة حوالي 1,688 كيلومتر مربع، وتشمل مجموعة متنوعة من البيئات الطبيعية، مثل الغابات المطيرة، والأراضي العشبية، والسهول شبه القاحلة، بينما تضم الحديقة أنواعا نادرة من النباتات والحيوانات، وتعتبر وجهة سياحية بارزة للسياح الذين يزورونها للتسلق والمغامرة، وللتعرف على التنوع البيولوجي المميز فيها، وكذا حديقة “تسافو” الوطنية في كينيا الواقعة في جنوب كينيا، وتنقسم إلى قسمين، “تسافو” الشرقية وتغطي حوالي 13,747 كيلومتر مربع، وتعرف بتضاريسها الشاسعة وحياتها البرية المتنوعة، وتحتوي الحديقة على أنواع كبيرة من الحيوانات، مثل الفيلة الشهيرة ذات الأنياب الحمراء، والأسود، والنمور، كما تشتهر المحمية بتنوعها البيئي الغني، وتعد إحدى المناطق الرئيسية في كينيا التي تستقطب السياح.
كل هذا في مواجهة العديد من التحديات، وعلى رأسها الصيد الجائر والتجارة غير القانونية، حيث يمثل الصيد الجائر خطرا كبيرا على الحياة البرية، خاصة بالنسبة للأنواع المهددة مثل الفيلة ووحيد القرن، والتغير المناخي، والتغيرات المناخية التي تؤدي إلى تقلص الموارد الطبيعية، مما يؤثر على توازن الأنظمة البيئية داخل المحميات. الطبيعية، والتوسع العمراني، الناتج عن الضغط السكاني، والذي بدوره يؤدي إلى تقليص مساحة المحميات ويزيد من الصراع بين الحياة البرية والإنسان، ومنه تطرح الكثير من المقترحات للوصول لحلول لمختلف هذه التحديات، حيث تتطلب حماية المحميات الطبيعية في إفريقيا جهودا متكاملة، تتضمن، التشريعات البيئية الصارمة، حيث يجب تعزيز القوانين التي تحمي الحياة البرية وتحد من الصيد الجائر والتجارة غير القانونية، وكذا التعاون الدولي، والدعم المالي والتقني من المنظمات العالمية لحماية المحميات وتطويرها، والتوعية والتعليم، عبر التوعية بأهمية المحميات لدى المجتمعات المحلية، وتشجيعهم على المشاركة في حمايتها.

طالع أيضا

هزة أرضية في بجاية

“النسر الأسود” يشّد رحاله اليوم إلى غامبيا

Africa News

الأرقام السلبية تلاحق تشيلسي ولامبارد

Africa News

اترك تعليق