• همسات بقلم : صالح قليل

منذ أكثر من سنة من اندلاع حرب الإبادة الجماعية والتصفية العنصرية في غزة، والنتن ياهو يمارس هوايته المفضلة في العدوان الهمجي الذي أسال الوديان من دماء الشهداء ودموع الثكالى وحصد أرواح الأبرياء من النساء والأطفال في لوحة لمنظر بشع تفننت في رسمه يد طاغية مجرم حرب، وعدو الأمن والسلام في العالم.

منذ أكثر من سنة وغزة الجريحة تئن تحت وطأة القصف بالطائرات الحربية وتدك المباني على رؤوس ساكنيها دكا فظيعا، والفلسطينيون لم يعثروا عن مكان آمن يلجؤون إليه، ومن يوم لآخر تزداد الجرائم فظاعة وبشاعة، واستباح العدو قصف المتشفيات، والمدارس، والمساجد ، وقتل الأطباء والصحفيين، ورجال الحماية وسيارات الإسعاف، وقطع الكهرباء والماء، ومنع دخول المساعدات الإنسانية من أدوية وأغذية، وكل ما له صلة بالحياة .

وقد تضامن الغرب بقيادة أمريكا وحليفتها أوروبا وهبوا يقدمون الدعم اللوجيستي والغطاء الإعلامي للمجرمين، والتأييد السياسي والمالي، وسار العرب المطبعون في نهج الطغاة الظالمين، وبقيت غزة تعاني وتتحمل الوزر لوحدها.

وكانت الشعوب المحبة للحرية والسلام في العالم تندد بممارسات الكيان الصهيوني، وتندد بمواقف حكوماتها المتجاهلة للقيم الإنسانية، وتطالبها بالتعامل مع القضايا بمعيار المساواة وليس بالقياس بمعيارين مختلفين، فمن يعتدي لابد أن يتلقى العقاب.

وتطرق ممثل الجزائر الدائم لدى مجلس الأمن السفير عمار بن جامع بمجلس الأمن الدولي قال حين تعجز الكلمات عن وصف الفظائع والرعب اليومي الذي يعانيه الفلسطينيون لاسيما منهم الأطفال والنساء والعجزة وقتل الصحفيين والأطباء والمرضى وكلها أعمال وحشية تمنعها الأخلاق والشرائع السماوية والنظم القانونية العالمية ولذلك لازالت الجزائر تحاصر هذا النظام الأعمى في المحافل الدولية وتزرع في العالم القيم السامية في الدفاع عن حقوق الشعوب المقهورة والمدافعة بكل ما تملك من قوة عن حريتها واستعادة أوطانها المسلوبة في فلسطين أو في الصحراء الغربية وفي السودان وليبيا أو في سوريا وكن بقاع العالم لمقاومة هذا النظام العالمي الجائر واستبداله بنظام عالمي جديد قائم على أساس العدل وتطبيق القانون الدولي لإرساء السلام والحرية وحماية حقوق الأطفال والنساء وكل الأبرياء من القهر والتعنيف وقهر أصحاب القوة.

إن الهمجية التي تحلى بها نتن ياهو جعلت الأوروبيين يتراجعون على استحياء في مواقفهم تجاه الكيان الصهيوني المجرم، وطالبوه بوقف القتال باحتشام مقنع بالأسباب الإنسانية، فأين اختفى هذا الشعور لما كان الشعب الفلسطيني في كل يوم يقصف على مدار 24/24 ساعة ويهجر قسريا من وطنه كل هذه المؤشرات تدل على قرب نهاية الكيان وقرب النصر المؤزر للشعب الفلسطيني وتنتصر معه كل الشعوب المضطهدة في العالم.