ميكروسكوب
بقلم الدكتور : رضوان بوهيدل
من المعروف أنه في عالم السياسة، تبنى المواقف عادة على استراتيجيات معقدة ومفاوضات طويلة، لكن في المغرب، يبدو أن تغريدة واحدة من دونالد ترامب كانت كافية لإعادة كتابة التاريخ حسب أهوائهم، أي نعم، مجرد تغريدة زرعت الأمل الكاذب في بلاط ملك المدمنين، فترامب هو الرجل الذي جعل من تويتر منصة للحروب الاقتصادية والقرارات الجيوسياسية، حيث قرر فجأة، عندما انتهت ولايته، أن يمنح الصحراء الغربية لمغربية المغرب،
وكأنه يوزع بطاقات تهنئة، فالمشهد كان هزليا بامتياز، خاصة أن المغرب استقبل التغريدة وكأنها نص مقدس، في حين بدأ العالم يتساءل حول القرارات الدولية الكبرى التي باتت تصاغ الآن بـ280 حرفا على الأكثر، ويبدو أن الأمر كذلك، على الأقل عندما يكون ترامب طرفا في المعادلة. من جهته المخزن، الذي لطالما حاول إقناع العالم بموقفه، وجد في تغريدة ترامب دليلا قاطعا، ألغى كل ما كتبه المؤرخون، فالتغريدة تحولت إلى وثيقة دبلوماسية يستشهد بها في كل مناسبة، وكأنها قرار صادر عن مجلس الأمن، لكن اللحظة الأكثر إثارة جاءت عندما انتهت ولاية ترامب، وتنتهي معه مدة صلاحية التغريدة، فقط إلا إذا أراد المغرب الاحتفاظ بها كمعلم تاريخي، وفي الأخير، يبدو أن دبلوماسية التغريدات باتت حقيقة، وقد يصبح تويتر ساحة جديدة لحل النزاعات الدولية، وأن العالم سيظل عالقا بين تغريدات ترامب وواقع مختلف عن هذا الفضاء، وأكثر تعقيدا، وللحديث بقية…